العدد 2641 - السبت 28 نوفمبر 2009م الموافق 11 ذي الحجة 1430هـ

«شينا» و«تترا» و«شانجرا» يتصارعون سرا في البحرين

بعيدا عن الأعين وفي السر، وأحيانا شاهرا ظاهرا في منافسات محدودة، يُجهّز الشاب (شاكر) ديكه الباكستاني القوي لمصارعة شرسة مع ديك آخر، فيما يتولى شباب آخرون، تدريب ديوكهم وتخصيص نظام غذائي خاص لهم استعدادا لمصارعة قادمة.

وربما كان عشاق هذه (المنازلة الشرسة) محدودون، لكنهم يتواصلون مع بعضهم للإعلان عن يوم المنافسة الشديدة، فيحضر من يرغب، وتبدأ المصارعة، فيتطاير الريش وتسيل الدماء ويرتفع صياح الديكة، لكنهم لا يتوقفون إلا إذا أوقفهم أصحابهم، أو حين يحضر بشكل مفاجئ أحد المهتمين من جمعية الرفق بالحيوان ليمنعهم من هذه الممارسة (الوحشية)، أو اصرار أحد الجيران على أن يوقفوا القتال فهو حرام وليس من أخلاق المسلمين.

وانتشرت هواية تربية ديوك المصارعة بين أعداد من الشباب في البحرين، بل ويتبادلون المعلومات في مواقع مخصصة على شبكة الإنترنت، ويعمد البعض منهم الى تربية تلك الديوك وبيعها بأسعار لا تصدق بأنها ثمن (ديك)! فبحسب الشاب (نواف) فقد اشترى ديكا بسعر 400 دينار، وفشل في محاولة جلب ديك قوي وشرس من صديق له يعيش في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية ليبيعه في البحرين، ومنعه المفتشون في الجسر.

والأكثر من ذلك، فإن بعض الشباب يمتلكون معلومات مهمة عن نسل وألوان الديوك وطرق تدريبها وعلاجها إذا أصابها المرض، حيث يقول (شاكر) إن أهم مرحلة هي مرحلة تدريب الديك على القتال، وهذا يتطلب جهدا كبيرا واختيار دقيق لنوعية تغذيته.

ويتنوع نسل وألوان ديوك القتال، فالشباب يقولون إن هناك الـ (شيتا) وهو اللون الأصفر المخطط بالأسود، وهناك الـ (تترا) بلونين: رصاصي وأصفر، أو رصاصي وأسود، أما (الشانجرا) أو (السيتي مور) فهو من أقوى أنواع الديوك وأندرها وله عرف (تاج) يتراوح طوله بين 5 الى 7 سنتمترات، وهو شديد الفتك في القتال.

بالإضافة الى ذلك، هناك الأبيض الخالص (السفيد)، والجاوا أو الكارو ولونه نصف أسود ونصف أبيض، أما الشينا فهو الديك الأصفر المخطط بالأسود، والـ (بوليا) برتقالي بنقط سوداء، أو أسود بنقط برتقالية.

والأسماء لا تنتهي: «ماديا (ريشه قليل)، بيشوري (نحيف)، سناسي (تاجه مائل)، توبو (تاجه طويل)، تيكي مور (وهو وسيم فعيونه كبيرة ومنقاره طويل)، مياوالي (القصير القامة)»، ولكن أصعب اللحظات التي تمر على صاحب الديك حين يصاب ديكه بمرض يحرمه من القدرة على المشي، أو يقف (مهتزا) لا يستطيع ضبط توازنه ويصبح شرها في الأكل.

ويرفض بعض الشباب (التحدي) نظير مبالغ من المال فهم يعتبرونه (حراما شرعا) أما آخرون، فيقامرون بصراع الديكة وبمبالغ كبيرة، ولا تمر إجازة نهاية أسبوع في السوق الشعبية بمدينة عيسى إلا وباعة ديكة المصارعة يجمعون حولهم عددا كبيرا من الشباب الراغبين في الشراء.

ويفضل الشباب ديكة المصارعة التي تتراوح أعمارهم بين 4 و8 أشهر، أما فوق ذلك السن، فلربما هو (ديك مسن) لا يصلح للقتال، وعليه الجلوس في قفصه ليأكل ويقضي ما تبقى من عمره، أو أن يتحول للزينة فقط! أما بالنسبة للتغذية، فهذه تتطلب أيضا خبرة، فالشباب يختارون نوعا خاصا من التعليف لديكة المصارعة، ونوعا لديكة الزينة.

ومن الغريب أن يكون لكل فئة عمرية غذاء خاص، فالديك المصارع في عمر 4 أشهر فما فوق، يضاف الى العلف الحنطة (حب الهريس) والدرة، لكن يتوجب الحذر في نظام تغذية ديوك المصارعة لأنها تحتاج الى الوزن والبنية القوية المتماسكة، ويتوجب أيضا مراعاة تنفسه سليما، لكن أفضل نظام غذائي للديك المصارع هو الذي يحتوي على الأعلاف والدرة والفول السوداني وبعض المكسرات

العدد 2641 - السبت 28 نوفمبر 2009م الموافق 11 ذي الحجة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً