كثير من القراء يتعامل مع الكاريكاتير على أساس أنه نكتة، ونجاح هذا الكاريكاتير مقرون برسم الضحكة أم لا، ومن هنا تنشأ المشكلة التي يعانيها رسامو الكاريكاتير عندما يُطلب منهم أن يكونوا مُهرجين في المجتمع!
هذه النظرة القديمة تَطوّرَ مفهومها في السنوات الأخيرة عند بعض القراء، وخصوصا عندما بدأ يدخل الكاريكاتير على مساحات مُحترمة لها ثقلها في تصنيف الصفحات في أي صحيفة، كصفحات الرأي والصفحات الأولى، بل صار عنصرا فعّالا في الظهور في الأزمات السياسية ووصل ليتصدر الصفحات الأولى مُبديا وجهة نظر الرسام من جهة، ووجهة نظر الصحيفة من جهة أخرى.
ناهيك عن وجود الكاريكايتر صفّا بصف مع رأي الصحيفة وأعمدة رؤساء ومُديري التحرير، وهذه السياسة التي تتبعها أغلب الصحف التي تعرف وتُقدر الكاريكاتير بشكل صحيح، ناهيك عن تواجد المساحات الكاريكاتيرية في صدر مواقع الانترنت لهذه الصحف.
فوجود الكاريكاتير من ضمن تصنيف صفحات الخفايف والاستراحات ووسط الكلمات المتقاطعة وألعاب سودوكو جعل القارئ يتعامل معه، أنه نكتة وطرفة وهدفه الابتسامة لا أكثر. فلا ننكر أن هذه المساحات صحيحة أحيانا وتتناسب مع قدرة وأهداف بعض الرسامين الطامحين أن يكونوا مهرجين لا أكثر، ولكن لا يمكن أن نعممها على باقي الرسامين الذين يعرضون أفكارا، قدرهم أن أسلوبهم هو الكاريكاتير الذي يتميز بالسخرية واللعب على حبل المتناقضات والأطروحات المُبالغ فيها لتوصيل فكرة سياسية أو اجتماعية أو هي مهتمة بطبقة معينة مثل الرياضيين أو المثقفين.
إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"العدد 2640 - الجمعة 27 نوفمبر 2009م الموافق 10 ذي الحجة 1430هـ
كلام غير مستغرب من رسام..!
طبيعي أستاذ حمد كونك رسام كركاتير لاتقبل بأن يكون غاية الكركاتير رسم الإبتسامة..وقرنتها بمهنة المهرج ..لكن انت بهذي الطريقة وان احسنت لمهنتك في نظرك فانت استخففت سواء كنت تشعر او لا بمهنة اخرى شريفة وهي مهنة المهرج.. شخصيا كنت من الناس الجادين كثيرا في الحياة ولكن صدقني في هذي الدنيا سبب رئيسي لأمراض القلب الجدية..اكثر حتى من التدخين...فلا عيب في ان تدخل الإبتسامة في المقالات والرسومات وحتى في سوالفنا..وهذى مايدل على ان احنا ناس مهرجين ولكن يدل على ان ناس نهتم في الناس الآخرين ونخفف من آلامهم
عيدكم مبارك، وعساكم من عواده
اخي حمد الغائب كلامك منطقي وجميل وانا شخصيا تعجبني أطروحتك الفنية التي تجعلنا لا نضحك فقط بل تجعلنا نشعر بالغصة المحزنة على وضع سيء ويزداد سوء ...
الموج الأزرق في عينيك يناديني نحو الأعمق
وانا ما عندي تجربة في الحب ولا عندي زروق
أني اتنفس تحت الماء اني اغرق اغرق اني اغرق ...