اختتمت مساء أمس أيام أحمد الشملان، التي نظمت على ست فعاليات، على مدى عشرة أيام، في الفترة ما بين 14 و25 من الشهر الجاري.
الفعاليات تنوعت ما بين معرض فني، وشهادات بعيون رفاق النضال، وحفل غنائي، وثلاث قراءات: في أشعاره؛ وفي تجربته الأدبية والصحافية؛ وفي كتاب «أحمد الشملان... سيرة مناضل وتاريخ وطن»، وهي الفعالية التي تمكّنت من حضورها في ظلّ الزحام.
في هذه الأمسية ازدحمت قاعة جمعية المنبر الديمقراطي بالحضور من أكثر ألوان الطيف السياسي الوطني البحريني، بيساره وإسلامييه الحركيين. وكانت فرصة للكثيرين من الجيل الشاب والمتوسط العمر للتعرف على هذه الشخصية الوطنية المناضلة.
فصول قصة الشملان تمثل جزءا من الحكاية الكبرى لهذا الوطن الموّار، فقد تقلّب بين حركة القوميين العرب أيام عبدالناصر وحركات اليسار. وفي آخر المحطات الكبرى التي مرّ بها الوطن، لعب دورا بارزا في توحيد صفوف القوى المعارضة المطالبة بالإصلاح والتغيير وإطلاق الحريات العامة وإعادة الحياة البرلمانية في التسعينيات، لانتشال البلد من متاهات قانون أمن الدولة.
الشملان حاصلٌ على الماجستير في القانون الدولي من جامعة الصداقة بموسكو، وعضوٌ بأسرة الأدباء والكتاب وبجمعية المحامين، وكاتب بالصحافة المحلية والخليجية. وله كتاباتٌ تنم عن تنوّع ثقافي كبير، بين شعر ومسرح ونقد أدبي، إلى جانب الشعر الوطني والعاطفي. وفي مبنى صحيفة «الوسط» التي احتفت به قبل عامين، وخصصت جائزة باسمه وباسم الشيخ الجمري، مازالت هناك بعض اللوحات المعلّقة التي تحتوي على قصاصاتٍ تضم بعض أشعاره المهرّبة من السجن.
حكاية الشملان مع السجن قصةٌ موجعةٌ أخرى... ففي سيرته الذاتية دخل المعتقل ست مرات، أولها أيام الاستعمار البريطاني (65) لمدة عامين، والثانية في دبي نهاية 69 (3 شهور)، والأربع الباقية في عهد الاستقلال (72، 74، 81 و96)، وإذا حسبتها تكون المحصلة الاجمالية عشر سنوات عجاف إلا شهرا، إذا استثنينا سجنه في دبي. فالرجل الذي بلغ السابعة والستين اليوم، مرّ بست محطات اعتقال، بمعدل سجن لكل عقدٍ من حياته المليئة بالعطاء والحركة والتضحيات.
ولعل كلا منا يسأل كما فعل حسن مدن: «هل كان كل هذا القمع الشرس على شعبنا ومناضليه مبرّرا؟ وهل جعل هذا القمع البلد أكثر أمنا واستقرارا أم أنه عمّق المآزق السياسية والمعيشية وأهدر فرص التنمية الجادة وأعاد البحرين إلى الوراء وهي التي كانت رائدة في العديد من المجالات»؟
الرجل له تسعة إصدارات، نصفها يتعلق بأهداب الشعر، وهو ما يكشف لك الجانب الرقيق في حياة المناضلين الحالمين الذين تحمّلوا الكثير من المعاناة والأذى والتنكيل، من أجل رؤية غدٍ أفضل تستحقه البحرين الجميلة، يكون أكثر عدلا ومساواة وكرامة إنسانية.
في أمسية الاثنين الماضي، قدم حسن مدن وعبدالله جناحي، قراءة سريعة لكتاب «الشملان» الذي كتبته ووثّقت مراحل حياته زوجته ورفيقة دربه الكاتبة فوزية مطر، كتبته بالكثير من استرجاع الذكريات الممضة وسيل الدموع. بدت الكاتبة في ذلك المساء في غاية السعادة بعد أن تخفّفت من عبء كبير، بعد انتهائها من رحلةٍ جبليةٍ شاقةٍ وطويلة... وهي تأريخ إحدى مراحل كفاح شعب البحرين من أجل غدٍ أفضل، كما كان جلجامش يحلم بالمجد والخلود، في جزيرةٍ جميلةٍ لا يُسمع فيها صوت البوم ونواح الغراب.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 2638 - الأربعاء 25 نوفمبر 2009م الموافق 08 ذي الحجة 1430هـ
عملة نادرة
الشملان ومناقبيات الشملان هي محصلة لاناس ربت وتعبت لكي يخرج الشملان والباكر وعبدالرحمن النعيمي والجمري وكل مناضل شريف يرفض الظلم والاستبداد ويضحي بسعادته وصحته من اجل يعيش ابناء وطنه بخير وسعادة كل التحية والاحترام لمناضلنا الشملان وتحياتي لك ياسيد وكل عام وانتم بخير
عطائك من وفائك
أحسنت يا سيد
احسنت
جميل يا سيد حينما تكتب عن المبدع البحريني بغض النظر عن مذهبه
جميل انت يا سيد
مناضل
الشلان ... المناضل الانسان ...