«عنتر» الجزائري، أحيا إمكانات العرب القديمة في التربُّص بافتعال الحروب. منذ عبس وذبيان، والفرَسُ التي أعيقت في المضمار، والعرب على استعداد للذهاب إلى الحروب تخطيطا بأقدامهم لا رؤوسهم! لا رؤوس في ظل هذا الاحتقان المفتوح على الاستباحة.
كان لزهير بن أبي سلمى دوره في إطفاء مذبحة أربعين عاما من اللهو بالدم والاستباحات؛ لكن هل يوجد بين العرب اليوم من يملك حكمة وفصاحة ابن أبي سلمى كي يضع حدا لهذا الانهيار العصبي في الإعلام المتبادل الذي بدأه «الكبار» من «أبناء الكبار»، ولم ينهه الذين ينتمون إلى المتردية والنطيحة وما أكل السبع في الإعلامين المصري والجزائري؟
لمصلحة من كل هذه الملهاة التي تذكر بساسة يفكرون بأحذيتهم ومتهورين في المستطيل يفكرون بأقدامهم؟
سنذهب إلى نهاية الشوط. ما حصل من تجاوزات في داحس وغبراء مصر والجزائر، يضعنا في المركز من المشهد أمام العالم. مركز العبث الذي تموله دول وحكومات وإعلام يجد في خسارة تأهل فريقه نكسة قومية، فيما النكسات التي يكدِّسها من جانبه على رؤوس العرب تكفي لإرسال سكَّان هذا الكوكب إلى غيبوبة نهائية!
***
تحاول أن تفقه العبث من حولك. كل شيء يدور برسم موازنات وتحالفات وتخوين للأصوات التي «تشذ» عن جوقة السلطة. هل نحن إزاء انهيار عصبي تجيَّش له أطراف لن يطرف لها جفن ما لم تستوِ على تلة انكشافها وخيبتها؟!
***
كل حديث عن الثقافة بات يبعث على القرف؛ إذ جلُّ ما يصدر عن هذه الساحة لا يعدو كونه سمسرة وذهابا باتجاه الاتجار بلحم النص!
***
لن نعدمَ تبرير أن جلَّ المتاجرين ِفي هذه الساحة عموما، تجَّّار دكاكين الأعمدة، تجَّار النصوص التي تذكر بفقر الدم، وتجَّار استجداء الحظوة والمنافع، وتجَّار الصمت، أولئك الذين وجدوا في صمتهم عن التجاوزات استثمارا بعيد المدى. كل أولئك دليل أننا ذاهبون إلى الحدود القصوى من البهتان والخريف وتجميل القبح في الذروة من حضوره!
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 2638 - الأربعاء 25 نوفمبر 2009م الموافق 08 ذي الحجة 1430هـ
رائع
كم انت جميل يا جمري
كم انت رقيق
كم انت شاعري
كما نت فيلسوف