في السنوات العشر التي انقضت منذ أن أعلنت الجمعية العامة يوم 25 نوفمبر/ تشرين الثاني اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، استمر اتساع دائرة المشاركة فيه. فالمزيد من الجماعات والأفراد، بما في ذلك الرجال والفتيان، أصبحوا ينخرطون في الجهود المبذولة لمنع هذا الانتهاك الشنيع لحقوق الإنسان للمرأة ومعالجته. كما كان هناك تقدم لا يستهان به على الصعيد الوطني، حيث سنت بلدان عديدة قوانين ووضعت خطط عمل شاملة لهذا الغرض.
ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير من العمل في انتظارنا. ففي كل بلد، لا تزال المرأة والفتاة تعاني من العنف، مما يتسبب في معاناة هائلة. ومثل هذا العنف يقوض التنمية، ويولد عدم الاستقرار، ويجعل السلام أصعب تحقيقا. ولا بد وأن نطالب بالمحاسبة عن الانتهاكات، واتخاذ خطوات ملموسة لإنهاء الإفلات من العقاب. كما يجب علينا أن نستمع إلى الضحايا ونقدم الدعم لهن.
وهدفنا واضح: وضع حد لهذه الجرائم التي لا تغتفر سواء كانت استخدام الاغتصاب كسلاح في الحرب، أو العنف المنزلي، أو الاتجار بالجنس، أو ما يسمى جرائم «الشرف»، أو تشويه الأعضاء التناسلية للإناث وبترها. يجب علينا معالجة جذور هذا العنف من خلال القضاء على التمييز وتغيير العقليات التي تبقي عليه.
وحملة «متحدون من أجل إنهاء العنف ضد المرأة» التي بدأتها في العام الماضي تسعى لحشد الجهود في جميع أنحاء منظومة الأمم المتحدة. وهي تدعو إلى جميع البلدان إلى أن يكون لديها، بحلول عام 2015، قوانين قوية وخطط عمل متعددة القطاعات، فضلا عن التدابير الوقائية، وجمع البيانات، وبذل الجهود المنتظمة للتصدي للعنف الجنسي في حالات النزاع. وإنني لأدعو الحكومات والمنظمات والأفراد إلى الانضمام إلينا في هذه الحملة، كما أنني قد بدأت للتو تشكيل شبكة من القادة الرجال من أجل تعزيز قدرتنا على القيام بأنشطة الدعوة.
كما أن دعم الجمعية العامة للأمم المتحدة لإنشاء كيان جديد لتحقيق المساواة بين الجنسين سوف يدعم عملنا، وسوف يعزز الكيان الجديد المساواة بين الجنسين والتمكين للمرأة، وسيجعل منظومة الأمم المتحدة نفسها مسئولة عن دعم تدابير القضاء على التمييز ضد المرأة ووضع حد للعنف ضدها.
إن النساء في جميع أنحاء العالم هن حجر الزاوية الأساسي في الإبقاء على ترابط الأسر والمجتمعات المحلية والأمم.
وفي هذا اليوم الدولي؛ دعونا نؤكد من جديد التزامنا بحقوق الإنسان للمرأة، ولنوظف المزيد من الموارد في مجال مكافحة هذا العنف؛ ولنفعل كل ما يلزم لإنهاء هذه الاعتداءات المروعة مرة وإلى الأبد.
إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"العدد 2637 - الثلثاء 24 نوفمبر 2009م الموافق 07 ذي الحجة 1430هـ