العدد 2637 - الثلثاء 24 نوفمبر 2009م الموافق 07 ذي الحجة 1430هـ

إيران تهدد بمقاضاة روسيا بشأن نظام صواريخ متطور

أعلن المتحدث باسم الخارجية الروسية أندري نستيرينكو أمس (الثلثاء) أن موسكو تتوقع «ردّا إيجابيّا سريعا» من طهران على اقتراح تخصيب اليورانيوم في الخارج تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانبراست إن بلاده «لم تعترض على نقل اليورانيوم الإيراني قليل التخصيب إلى الخارج». لكنه قال إن طهران لن تنقل وقودها المخصب بنسبة 3,5 في المئة إلى الخارج إلا في إطار تبادل متزامن على أراضيها مع وقود مخصب بنسبة 20 في المئة. كما ذكر مسئول عسكري إيراني بارز أمس أن طهران يمكن أن تلاحق روسيا قضائيّا إذا أخلت باتفاق يقضي بتزويد طهران بنظام متطور للدفاع الصاروخي.


هددت باتخاذ إجراءات قانونية ضد روسيا إذا رفضت تسليمها صواريخ «اس - 300»

إيران تريد ضمانات موثوقة %100 قبل نقل اليورانيوم للخارج

طهران - أ ف ب، رويترز

أعلن مسئولان إيرانيان كبيران أمس (الثلثاء) أن طهران لا تعارض نقل اليورانيوم الضعيف التخصيب (3.5 في المئة) الذي تملكه إلى الخارج ولكنها تريد مبادلته بشكل متزامن على أراضيها بوقود نووي مخصب بنسبة 20 في المئة.

وتشير هذه التصريحات، حسب وكالة رويترز للأنباء، إلى تخفيف محتمل في معارضة إيران للخطة التي طرحها الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي أخيرا وتهدف إلى تهدئة مخاوف الغرب بشأن طموحات طهران النووية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبراست ومساعد سكرتير المجلس الأعلى الإيراني للأمن القومي وعضو فريق المفاوضين في الملف النووي علي باقري، إن عملية تبادل متزامنة في إيران لليورانيوم الضعيف التخصيب بنسبة 3.5 في المئة الذي تملكه طهران بوقود نووي مخصب بنسبة 20 في المئة في الخارج يشكل الضمانة التي تطالب بها إيران.

وقال مهمانبراست خلال مؤتمر صحافي إن «إيران لا تعارض نقل اليورانيوم الضعيف التخصيب الذي تملكه إلى الخارج ولكنها تنظر في كيفية القيام بذلك». وأضاف أن بلاده «بحاجة إلى ضمانات بنسبة مئة في المئة» بأنها ستحصل على الوقود النووي اللازم لمفاعل الأبحاث في طهران «وإحدى هذه الضمانات هي حصول تبادل متزامن على الأراضي الإيرانية» بين اليورانيوم الإيراني الضعيف التخصيب واليورانيوم المخصب في الخارج بنسبة 20 في المئة.

وقال مهمانبراست إن إيران ترغب في الحصول على هذه الضمانة «لأن البلدان التي نتعامل معها لا تحظى بسمعة طيبة لدى الرأي العام الإيراني».

وأكد باقري من جهته أن أفضل ضمانة للخروج من المأزق الحالي تتمثل في القيام بعملية تبادل متزامنة لليورانيوم. وقال في تصريحات نقلتها صحيفة «كيهان» أمس إن الدول الست المعنية بالمفاوضات مع إيران «قالت بوجوب إخراج 1200 كلغ من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5 في المئة من إيران لتخصيبها بنسبة 20 في المئة في روسيا قبل تحويلها إلى وقود في فرنسا».

وتابع «أن إيران لا مشكلة لديها في نقل اليورانيوم إلى الخارج، لكن بشرط الحصول على ضمانة موثوق بها مئة في المئة بأنها ستتلقى الوقود لمفاعلها. والحل الوحيد للحصول على هذه الضمانة هو القيام بعملية تبادل متزامنة على الأراضي الإيرانية».

كذلك أكد كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي الثلثاء لشبكة «العالم» أن إيران «بحاجة إلى ضمانات ملموسة بالحصول على وقود لمفاعل طهران». وتابع «إذا لم نحصل على ضمانة ملموسة، فلدينا خيارات أخرى»، ملمحا بذلك إلى أن ايران قد تعمد إلى تخصيب اليورانيوم بنفسها إلى نسبة 20 في المئة أو إلى شرائه من الخارج.

ويقع تخصيب اليورانيوم الإيراني في صلب اختبار قوة يجري منذ أعوام بين إيران والغرب الذي يخشى أن تكون نشاطات التخصيب الإيرانية تخفي أغراضا عسكرية.

وفي مسعى لحل الأزمة عرضت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الشهر الماضي مقترحا ينص على أن ترسل إيران 1200 كلغ من اليورانيوم الضعيف التخصيب كانت تمثل نحو 70 في المئة من مخزونها عند تقديم العرض، إلى روسيا إذ يستكمل تخصيبه إلى نسبة 20 في المئة قبل أن يحول في فرنسا إلى وقود لمفاعل الأبحاث في طهران.

بيد أن إيران رفضت هذا العرض بسبب رفض مسئولين كبار إرسال اليورانيوم الإيراني إلى الخارج.

في غضون ذلك، قلل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في برازيليا من إمكانية شن هجوم عسكري على بلاده من قبل «إسرائيل» أو الولايات المتحدة معتبرا أن «الأسلحة والتهديدات هي شيء من الماضي».

وردا على سؤال خلال مؤتمر صحافي في هذا الصدد، أجاب الرئيس الإيراني أن «عصر الهجمات العسكرية انتهى حاليا، نحن في مرحلة حوار وتفاهم. الأسلحة والتهديدات هي شيء من الماضي».

وبدون أن يخفي بسمة تهكمية، أضاف أحمدي نجاد أن هذا الأمر واضح «حتى للأشخاص المتخلفين عقليا». وأضاف «الذين تشير إليهم (إسرائيل والولايات المتحدة) لا يتمتعون بالشجاعة لمهاجمة إيران وهم حتى لا يفكرون بهذا الأمر».

وأجرى الرئيس الإيراني محادثات مع نظيره البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا استمرت ثلاث ساعات وركزت خصوصا على الجدل بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وأعلن نجاد أن إيران لا تزال مهتمة بشراء اليورانيوم المخصب أو ببرنامج للتبادل تشرف عليه الوكالة الذرية ولكن ليس بأي شروط.

ومن ناحيته، حض الرئيس البرازيلي نظيره الإيراني على العمل من أجل إيجاد «حل عادل» مع الغرب لبرنامج طهران النووي المثير للجدل.

ودعا لولا الرئيس الإيراني إلى «مواصلة الاتصالات مع الدول المعنية للتوصل إلى حل عادل للمسألة النووية في إيران».

في تطور متصل، قال مسئول عسكري إيراني بارز الثلثاء إن بلاده قد تتخذ إجراء قانونيا إذا رفضت روسيا الوفاء بالتزاماتها بتسليم الجمهورية الإسلامية نظام دفاعي صاروخي متقدم.

وعبر مسئولون إيرانيون عن ضيقهم المتزايد لأن روسيا لم تمد إيران حتى الآن بنظام الدفاع الصاروخي المتقدم (إس-300) والذي لا ترغب الولايات المتحدة و»إسرائيل» في أن تمتلكه إيران.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إيرنا) عن البريجادير جنرال محمد حسن منصوريان قوله «يرفض الروس - الذين يتعرضون حتما لضغط من اللوبي الصهيوني وأميركا - الوفاء بالتزاماتهم».

وأضاف منصوريان وهو نائب رئيس الدفاعات الجوية الإيرانية «ولأنها اتفاقية رسمية فمن الممكن السعي لتنفيذها من خلال المؤسسات القانونية الدولية».

العدد 2637 - الثلثاء 24 نوفمبر 2009م الموافق 07 ذي الحجة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً