العدد 2636 - الإثنين 23 نوفمبر 2009م الموافق 06 ذي الحجة 1430هـ

معركة أم درمان... والكرامة!

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

مباراة في كرة القدم بين مصر والجزائر للوصول إلى كأس العالم 2010 أقيمت في أم درمان بالعاصمة السودانية الخرطوم هذا كل ما في الأمر ظاهريا، ولكن خلف الستار هناك الكثير والكثير من العوامل المختلطة التي أسهمت في إنتاج حالة شاذة أشبه بالحرب الحقيقية.

المنافسة الرياضية بين البلدين خرجت عن كل أطرها الرياضية والأخلاقية بل عن كل أطرها العقلية في ظل حالة من السباب والشتائم قل نظيرها على القنوات الفضائية التي تحولت لساحات لاستعراض القوة الزائف القائم على النيل من الآخر وتحقيره وهو في النهاية شقيقه.

القضية لم تكن مباراة كرة القدم للوصول إلى المونديال والدليل التداعيات الكبيرة للمباراة التي مازالت مستمرة إلى اليوم في ظل شحن إعلامي غير مسبوق وبث للكراهية وإثارة للغرائز الدفينة.

وحالة الشحن الإعلامي كانت سابقة لمباراة الجزائر ومصر الأولى في القاهرة وقبل ورود أي حوادث أو مشكلات بين الجانبين، ولم يكن للإعلام أن يقوم بكل هذه الحملة في الجانبين لولا موافقة الحكومات الضمنية، لأن المدى الذي وصل إليه الإعلام في التطاول على الجانب الآخر فاق كل اعتقاد بحرية التعبير ووصل إلى أعلى حدود التجريح.

فالمسألة لم تكن حرية تعبير بقدر ما كانت حرية تشويه، وفي بلداننا من الصعب أن يسمح لأية وسيلة إعلامية أن تقوم بكل هذا الشحن لمجرد أنها قررت أن تقوم بذلك.

الرياضة كانت هي الضحية في مباراة مصر والجزائر وليس العكس، لأن الخلاف ليس رياضيا بالأساس كون الرياضة تجمع ولا تفرق، وما حدث ليس إلا انعكاس لخلافات أعمق بدأت تطفح في وسائل الإعلام المختلفة.

فالبلدان العربيان الكبيران أصحاب مواقف سياسية متناقضة، وما رشح حديثا عن وجود خلافات اقتصادية أيضا ناتجة عن قيمة الضرائب والمتأخرات عنها، بمعنى أن الخلاف أبعد من المجال الرياضي، وهو خلاف في الأساس سياسي اقتصادي وهو ما بدأت الكثير من الجهات التصريح به حديثا، والرياضة هي من دفعت الثمن في النهاية وما حدث داخل أرضية الملعب لم يكن به ما يثير ولكن المثير كان في التصريحات وما صنعه الإعلام.

فالمباراة أقيمت وانتهت والمتأهل عرف، وانتهى الموضوع الرياضي عند هذا الحد ولكن المفاعيل الإعلامية والسياسية والاقتصادية مازالت مستمرة وهي بالأساس من سببت التوتر وليس الرياضة هي من تسببت في هذا التوتر.

الرياضة في مباراة الجزائر ومصر تم استغلالها بصورة سلبية جدا ومازالت تبعاتها متواصلة بشكل دراماتيكي وخارج عن أي إطار وكأن الحرب ستشتعل بين الجانبين، ومن يدفع الثمن هو الشعبان الشقيقان من دمائهم وأعصابهم ومصالحهم المشتركة.

جميعنا شاهد ما حدث في مباراة فرنسا وإيرلندا في تصفيات كأس العالم وكيف فاز الفرنسيون بالخداع وباعترافهم لكن الأمور لم تخرج في أي حال من الأحوال عن إطارها الرياضي والمخطئ اعترف بخطئه وقدم اعتذاره والأحوال بين البلدين والشعبين على أفضل ما يكون.

المشكلة ليست فقط في وسائل الإعلام التي هيجت الجماهير وساقتها إلى التصادم ولكن المشكلة أيضا في الجماهير التي تتقبل مثل هذه الإثارات الإعلامية وتصدقها وتندفع على أساسها، عندما يصور الأمر بأنه كرامة أمة، في الوقت الذي تداس فيه الكرامة العربية كل يوم ألف مرة!


برافو لناشئي السلة

قدم منتخب الناشئين لكرة السلة مستويات رائعة في مشاركته الآسيوية الأولى ففاز على اليابان وخسر بفارق نقطتين فقط أمام كازاخستان وخسر بفارق كبير من الفلبين وفاز على سنغافورة وكل هذه النتائج تبين أن كرة السلة البحرينية قادرة على الحضور آسيويا في الفئات العمرية، والجهود التي يبذلها الاتحاد البحريني لكرة السلة مع الفئات العمرية ستنعكس بلاشك مستقبلا على الفريق الأول.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 2636 - الإثنين 23 نوفمبر 2009م الموافق 06 ذي الحجة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 4:47 م

      عزيزي الدكتور منصور

      هل تعتقد أن مثل هذه الصحيفة تستحق الذكر والثناء في البحرين أو في الوسط؟ "الشروق" تواصل علنا التحريض على الكراهية والعنصرية ضد المصريين بصفة عامة ، فإن نظرة سريعة على جريدتها المطبوعة وموقعها على الانترنت وسترون ما أعنيه. فقد وصفت "الشروق" المصريين بال "الكلاب" في عددها الصادر في 22 نوفمبر.2009 كيف يمكن لنا في البحرين تقديم دعاية جيدة والثناء على مثل هذه الصحيفة؟
      اشعر بصدمة لان هذاالثناء والتغطية الاعلاميه ل"الشروق"نشرت في الوسط

    • زائر 2 | 5:13 ص

      صراحة الإعلام المصري زودها

      شكراً لك على المقال ياسنابسي
      من وجهة نظري المتواضعة فإن الإعلام المصري هو من بدأ شرارة هذا خلاف الحاصل,,وهو الآن يرمي الناس بالحجر لفشله الذريع من قبل يوم كانت المباراة بمصر,,وبكل صراحة زودوها زيادة عن اللزوم

    • RSG | 12:34 ص

      أسرائيل

      من وجة نظرى أن أسرائيل مستعد ان تقيم كل سنة دورة كأس العالم على نفقتها اذا تعهد لها
      أن الدول العربية سوفة تقيم خلافات مع بعظها بعض مثل الحاصل بين مصر والجزائر .

    • زائر 1 | 11:55 م

      لقد اكتشفت سبب في الهوشة ؟؟؟؟؟

      بعد متابعة حثيثة من قبلي واعضاء الجهاز الخاص وبعد الزيارات الميدانية للقاهرة والجزائر والسودان وتحليل الاشرطة المصورة والمقابلات الميدانية ووضع اجهزة تنصت في المطارات والفنادق والباصات والميدان العامة اكتشفت على اثرها والبارحة تحديدا بعد تحليل كل المعطيات بأن وراء الفتنة دولة اقليمية ترغب في نشر التشيع في مصر وهذه الدوله اسمها الجمهورية الاسلامية (اقصد ايران؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟)الحمدالله على سلامة العقل لمفكري والساسة العرب لانهم لم يتهموا ايران لحد الان ومن قام باتهامهم هو انا ممثل الاستخبارات

    • النعيمي2 | 8:36 م

      ستنعكس بلاشك مستقبلا

      المشكلة الفهم الخاطئ للقومية والتشنج العصبي فالرياضة هي منافسة شريفة ومتعة للمشاهدين ولكن الأعلام العربي الذي يوصفه الشاعر أحمد مطر بالأعدام
      هو من يهيج هذه الدنابل في نفوس البسطاء !
      فهل تنتظر أخي مستقبلا رياضي ممزوج باللون الأحمر نسأل الله العافية....
      لكم مني أجمل التحايا ..

اقرأ ايضاً