10 أيام مضت على الخيبة الثانية التي عجز من خلالها نجوم الأحمر في التأهل إلى نهائيات كأس العالم بعد الذكرى المؤلمة لصدمة ترييداد. وتتكرر اليوم الصدمة نفسها في نيوزيلندا أيضا ولكن من دون أن يكلف اتحاد الكرة نفسه للجلوس حول طاولة النقاش فيما بينه ووضع النقاط الحقيقية التي كانت وراء هذه الصدمة والبحث عن الحلول الجذرية بعيدا عن المؤتمرات الصحافية التي لا تسمن ولا تشبع من جوع والتي لا نرى فيها غير الكلام غير المنطقي من أجل التبرير فقط وان كان ذلك مطلوبا بعد انتهاء المباراة مباشرة بالاعتذار إلى الشعب لا الانتظار بعد هذه الأيام قيل فيها ما قيل من دون أن تكون هناك ردة فعل حقيقية من قبل اتحاد الكرة.
مناقشة أي إخفاق أو أي فشل تحتاج إلى فكر متعقل يضع الأمور في نصابها بعيدا عن المحسوبية والمجاملة والعاطفة وان ينصب التفكير فقط في كيفية البحث عن الحلول لتلافي الأخطاء وان نضع العلاج وفق المرض الموجود في الجسم الكروي. لا يهمنا الأشخاص بقدر ما يهمنا عمل هؤلاء ولا يهمنا بل لا ندعو ولا نتبنى الدعوة لإزاحه أو استقالة أي شخص في اتحاد الكرة من الرئيس وحتى أصغر عضو فيه فذلك لا يهمنا كثيرا إن لم يتغير المنهج والاستراتيجية. أي بمعنى آخر لو دعوت وناديت باستقالة رئيس اتحاد الكرة ووضعت اسما آخر ليحل محله والاستراتيجية كما هي والمنهج لم يتبدل والفكر كما هو عليه وخطة العمل بقيت مع الجديد فإنني اجزم بأن الدعوة ستتكرر باستقالة الجديد لنفس الأخطاء وبالتالي نحن ندعو لحلول جذرية وسريعة تعيد الأمور إلى نصابها وعلاج الأخطاء التي حدثت خلال تلك المسيرة الطويلة مع اتحاد الكرة.
هناك نقاط مهمة يجب البحث فيها عن حلول أولها البنية التحتية التي يجب أن تكون متوافرة بكامل مرافقها قبل أن نفكر في كيفية التأهل إلى نهائيات كأس العالم. وبعدها يجب علينا إعداد كوادر إدارية قادرة على تسيير الأمور في أنديتها بعقلية احترافية وان تعمل بمقابل مالي بعيدا عن التطوع وان تكون لها إبداعاتها وفكرها المتجدد في جلب أفضل المواهب والدعوة إلى الاهتمام بالقاعدة من الأندية للحفاظ على تلك الكوكبة الصغيرة من المواهب قبل رحيلها مبكرا. عندما تكون لدينا منشآت نموذجيه متكاملة مع كوادر إدارية ذات كفاءة احترافية في العمل فإننا هنا نحتاج بعدها إلى قوانين داخلية تنظم عمل المسابقات بالفكر العلمي والعملي الجاد بعيدا عن الاجتهادات الشخصية والمجاملات لأندية على حساب أندية أخرى. ولابد من تغيير النظام الحالي في الاتحاد من كل النواحي لكي نصل بهذه المسابقات إلى الحال الفاعلة لينعكس الوضع بالإيجاب على حال المنتخب الوطني الأول للكرة. عندما تكون لدينا هذه القوانين التي تنظم العمل في كل مسابقات اتحاد الكرة يجب هنا أن نفكر باستراتيجية واضحة مبنية على العلم وتجربة الآخرين في كيفية النهوض بالفئات العمرية عبر الاستعانة بالكوادر العلمية المتخصصة والتي درست وفهمت وعلمت كيف تتعامل مع هذه الشريحة والتعاقد مع مدربين كبار لديهم شهادات في الأمور النفسية مع هؤلاء الصغار لكي نستطيع أن نهيئ جيلا جديدا يعتمد على الأسلوب العلمي والابتكار والإبداع المنظم عبر خطة عمل خمسيه أو عشرية أو أقل أو أكثر من ذلك نستطيع من خلالها أن نصل إلى الهدف المطلوب عبر هذه السنوات المحددة وحينها ستكون لنا الطريقة المثلى في التعامل مع المجريات الصعبة. الاهتمام بالقاعدة من الأساس بالطرق العلمية المدروسة يقودنا إلى النجاح مع الفريق الأول. لأن اللاعب سيصل إلى النجومية بالتدريج ومن ثم ستظهر نتيجة إبداعه وفنه مع الفريق الأول الذي يجب التعامل معه كما هو الحال مع الفئات العمرية بتواصل متدرج ومدروس، ولذلك نحن نطالب عند ما يكون التعاقد مع مدرب المنتخب الأول أن يكون على نفس الفكر في الفئات العمرية.
أضف إلى ذلك لابد من تشكيل لجنة فنية مكونة من المختصين الفنيين القادرين على التحليل الفني والقراءة التكتيكية والنفسية لمراقبة عمل المدرب في كل فواصلة التدريبية وحتى لا يحدث معنا كما حدث مع سيدكا وستريشكو ولوكا وبريجل وأخيرا مع العجوز ماتشالا الذي قاد منتخبنا الوطني في ثلاث مستحقات خلال العامين وفشل فيهم جميعا بكل جدارة والرابعة كانت تحت إشرافه مع المنتخب الأولمبي الذي خرج من التصفيات الأولمبية بعدما كان قاب قوسين أو أدنى. هذه الإخفاقات والفشل حدثت لأن المدرب بعيد عن المراقبة والمحاسبة من خلال هذه اللجنة المختصة فصارت الأخطاء القاتلة التي أوصلت ماتشالا إلى مباراة العمر والتاريخ والحلم أمام نيوزيلندا من دون أوراق رابحة على مقاعد البدلاء والسبب بأنه لم يتح الفرصة لعدد من اللاعبين المتميزين في أخد فرصتهم بالشكل المطلوب حتى غدا منتخبنا بهذه الحال في ظل إصابة علاء حبيل وحسين علي واستبعاد عبدالله الدخيل إلى جانب إهماله ورفضه للاعب سيدعلي عيسى (علاوي) والإصرار على إشراك جيسي جون الذي لا نعلم لماذا يصر ماتشالا على إشراكه وهو لا يمتلك القدرة على اللعب امام فريق متواضع مثل اليمن. ألا يحق لنا أن نطالب بإبعاد هذا اللاعب من قائمة المنتخب لأدائه المتواضع ولن نقول ذلك من باب التجنيس الذي قلنا فيه رأينا بوضوح بأننا نرفضه على هذا الأساس. ولكن في الأمور الفنية هل تجيز للمدرب ماتشالا أن يتلاعب بأعصابنا مع لاعب لا يجيد التمركز السليم ولا إنهاء الكرة الأخيرة وكأنه يلعب لأول مرة. ولأنه لا يوجد من يقول لماتشالا لا إمكان هذا السيناريو المؤلم للاعب يريد أن ينفذ الكرة الأخيرة وهي على الأرض برأسه وعجبا بأنه محترف في إحدى الدوريات الأوروبية فكيف يكون ذلك. عندما نضع لهذه المشكلات الحلول الجذرية من الآن فإننا نجزم بأن الأربع سنوات المقبلة ستحمل لنا الأمل من جديد وستكون الرقم الصعب في تصفيات كأس العالم 2014 بإذن الله. فالجماهير تعبت من الكلام والآن تريد العمل إلى إصلاح الأمور بكل حيادية وننظر الفرج في الفترة الزمنية المقبلة.
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 2635 - الأحد 22 نوفمبر 2009م الموافق 05 ذي الحجة 1430هـ
الرياضيين الصغار
مشكلتنا في البحرين أن معظم القياديين الرياضين غير مؤهلين ومن صغار السن ,, القيادة الرياضية المخضرمة والمؤهلة تنتج منشأت رياضية و واعلام ودوري مميز وتخلق أجيال من المدربين الرياضيين .. وسلامتكم