ما حدث بعد مباراة مصر والجزائر يدل على إفلاس الأنظمة التي لم تحقق لشعوبها تنمية ولا نهوضا، ولم تخرجها من هزيمة، ولم تدخلها في نصر. ومن لم يحقق نصرا على عدو، يبحث عن نصر موهوم يسوّقه للجماهير الضائعة، على حساب التاريخ والدين واللغة والدم.
لقد كنا بحاجةٍ إلى مثل هذه «المعركة» لتُعرّي بقية المواقف، وتُسقط آخر الأوراق، بعدما اختزلت كرامة الأمة في مباراة كرة قدم. كنا بحاجةٍ إلى هذه «المعركة» لنكتشف ضياعنا الجماعي، وانحيازنا نخبا وجماهير، في المعارك الدخانية التي تفتعلها الأنظمة الفاشلة للتغطية على هزائمها الخارجية وفضائحها الداخلية، واستشراء الفساد والبطالة والفقر والهوان. فلا يمكن أن تشدّ شعبا إلى العربة دون أن تخلق له عدوا وهميا يناطحه حتى يسلس لك القياد.
قبل المباراة، بعث الرؤساء أبناءهم وإخوانهم ليمثّلوهم في أرض المعركة. أما بعدها فاستدعاء للسفراء، واعتداء على عمال ورعايا البلد الآخر، وضربٌ للمصالح والاستثمارات، وتظاهراتٌ عنيفةٌ لمهاجمة سفارة عربية في عاصمةٍ تحتضن منذ ثلاثة عقود، أول سفارةٍ إسرائيليةٍ آمنةٍ في قلب بلدٍ عربي.
البلدان يشكّلان نصف تعداد الأمة العربية، هذه الكتلة البشرية الكبيرة يُراد لها أن تصطدم بكل هذا العنف والعداء والكراهية، بسبب مباراة كرة قدم! هذه هي البداية، أما النهاية فلا تتوقعوا أن تنتهي قريبا، فالحفلة الجنونية التي جرى إطلاقها بمباركة هذه الأنظمة، ستخلّف أحقادا في القلوب لا تزول سريعا. وإذا كانت هناك أحقادٌ زُرعت فاستطالت بفعل الغزو العراقي للكويت، أو للوجود السوري في لبنان، فإن ما تنشره الرياضة من سمومٍ الآن لن تتوقف عند انتهاء الغزو أو الانسحاب العسكري، وإنما ستتجدّد مع كل دورة رياضية إقليمية أو دولية، وما أكثرها... وما أكثر ما ينتظر الشعوب العربية من ألاعيب وأهوال.
إنها إحدى أدوات «خارطة الطريق» التي سترسم مستقبل المنطقة، بأيدي أعدائها حينا، وبأيدي طبقاتها المتحكمة حينا، وبأيدي شعوبها المستَغْفَلة أحيانا أخرى. ننام ونصحو على فرقعة تصادم مفتعل بين شعبي أكبر بلدين عربيين، ننسى خلالها ما قدّمته مصر للجزائر في حرب التحرير، وما قدمته الجزائر لمصر في حربي الاستنزاف ورمضان المجيد.
بالأمس، كانت مصر تتحمّل الضغوط من أجل الجزائر وتمدّها بالمال والسلاح، واليوم يخرج بعض المصلين في أحد مساجدها ليحرقوا أعلامها، ويخرج ابن الرئيس ليطالب في برنامج تلفزيوني باتخاذ موقف ضد «إرهاب» جماهيرها، ويصيح: «إذا هدّدت كرامتي سأضربك على رأسك»!
إنها الفوضى الخلاقة التي بشّرنا بها الأميركيون، بما تعجّ به من نشر العداوات بين الشعوب. وهو أنموذجٌ قابلٌ للمحاكاة والاستنساخ، مادامت تتبنّاه أكبر دولة عربية، تدخل المباراة مع «عدو» عربي واحد، وتخرج منها بعدوين! حتى الدولة المحايدة التي يتعاطف أغلب جمهورها معنا استعديناها بسبب سياسة الاستعلاء. وعندما تقرأ بيان الخارجية السودانية تشعر بمرارةٍ إضافية: «بدل أن يبدي القدر الأدنى من العرفان للسودان لاستضافة جماهيركم، استغل إعلامكم حادثة واحدة لمهاجمتنا بشكل غير مقبول».
الأنظمة العربية التي استفادت من هذه اللوثة العقلية، مسئولةٌ عن كلّ ما خلفته من ضغائن وأحقاد ستترسب في القلوب. يتطاير الشرر من ملاعب الرياضة لتنتشر النار في بقية الحقول، ففي الجزائر نادى البعض بإعادة النظر في عروبتها وعلاقاتها العربية، وفي مصر نادى بعضهم بالمقاطعة الاقتصادية والفنية وقطع العلاقات مع العدو الجديد!
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 2635 - الأحد 22 نوفمبر 2009م الموافق 05 ذي الحجة 1430هـ
دخول بدون تاشيرة
اقول اين الجماهير بكافة مهنها من اطباء ومهندسين وقفو ايام واسابيع فى معبر عزة منتظرين تأشيرة الريس التى خصصت لها اساطيل الطيران العربية لتشجع اقدام لعيبة لم يغيرو مجر تاريخ صلاح الدين.
مملكة البحرين
حتى الرياضة دخلتوا فيها الطائفية والعنصرية
ايش دخل ايران في الموضوع لازن تسون مقارنة بين ايران وبين كل الدول
كان ايران اهيا الفضيلة والمقياس الي لازم نقيس عليها كل تصرفاتنا، وبعدين الي يتكلم عن دين معاوية شنو تقصد اشم ريحة طائفية في الموضوع، رجاءً يا الاخ المسئول عن وضع التعليقات خلك موضوعي زمحايد وشيل التعليقات الطائفية
لابارك الله في امة تفكر بهالطريقة
تتكلمون عن التمييز وانتم اكبر ممارسين للتمييز
ثقافة معاوية
هؤلاء الأعراب المساكين ضحايا الدين الاموي الذي نصب الحاكم آلهة على الشعوب وجعل من الدين العوبة في بلاط السلطان ، والمساكين ضحايا.
الى هذه الدرجة وصلنا
الفكر العقيم والعقل النائم الناس إلى أين وصلت وهؤلاء يفتلعون لهم أعداء حتى في الرياضة لأبقاء
كراسي الحكم .
يا أمة ضحكت من جهلها الأمم
فعلا نحن العرب أضحوكة ومسخرة لمن يريد أن يهرج علينا
نحن مادة دسمة للتهريج
الأنكى أن ترى بسطاء الناس يهتمون بسفاسف الأمور وينجرون وراء الحكام في كل شيء
جماهير تقدس حذاء
هذه هي الجماهير العربية قد قدست حذاء منتظر الزيدي واعتبرته بطوله البطولات جماهير مسحوقه تنفس غضبها في اي شي ولا تنفس غضبها في من سقاها الذل والهوان والفقر والتعاسة كلا الشعبين المصري والجزائري يعيشان تحت نظامين لا يختلفان عن بعضهما في شي
نداء للشعبين الكريمين في مصر والجزائر لاتسمعوا لاعلامييكم فهم مصيبه
اابن الرئيس أفتى
القهر ولد الرئيس طالع يصرح اننا لا نريد اي جزائري يزور مصر ولا نريد اي مصري يزور الجزائر. آرتها طلعت السياسة يحددها المراهقون. ترى إلى أين سيقود هؤلاء امتنا العربية؟
لماذا الآن يا مبارك!
انها معركة مفتعلة بكل المقاييس، الغرض منها احداث التفاف شعبي حول نظام يعاني الشيخوخة المتأخرة، وربما تصفية حسابات بين نظامين متنافسين وتنفيس عن ازمة مكتومة بينهما، غير انه في كل الاحوال، لعب بالنار لا يقدرون خطورته الآن، لكن الثمن سيكون فادحا، وسيدفعه الشعب المصري الصامت، او السائر كالقطيع وراء اعلام السلطة الذي يخدم فقط على طموحات شخص واحد اسمه جمال مبارك يبحث عن شعبية وشرعية مفقودة.
يصفون ايران بالارهاب والجهل وانظرا ماذا يصنعون
بارك ا لله فيك استاذ قاسم لتطرقك لهذا الموضوع، جهل كبير وغباء شديد لهذه الشعوب التي قدمت لدول الغرب اجمل المسرحيات التي يتفرجون عليها بالمجان وبكل امتاع، هو حقيقة فقر للثقافة، ما اجمل لاعبوا ايران في 1998 عندما قابلوا المنتخب الأميركي بالورود والقبلات ولم يتوقع احد بالعالم فعل هذا الشيء من الجانب الايراني بسبب الحساسيات الواضحة بين البلدين ولكن ليوضح ابناء فارس ان مابين البلدين هو عداء سياسات حكومية وليس لشعوب اميركا ذنب في ذلك، هذه هي صورة الاسلام ياعرب
الجماهير هي المسئول الأولّ
بسم الله الرحمن الرحيم
طابت أوقاتك يا سيّد قاسم
أمريكا هي عدوة للشعوب مثيرة للحروب, ذاك أمر مُسلّم به ولا يكاد يختلف عليه اثنان .. و لكن؟!! أمريكا تتحكّم و تضغط بالترهيب والترغيب على الحكومات الخانعة, أما الجماهير الشعبية فلا, و هي-أي الجماهير- من يتحمّل جُلّ المسئولية عن ما حدث. مع خالص المودة
عيب
وتشمت يا عدونا الحقيقي فينا