العدد 2635 - الأحد 22 نوفمبر 2009م الموافق 05 ذي الحجة 1430هـ

جائزة شيكاغو لناشط باكستاني في مجال التعليم

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

يعمل الناس في باكستان، رغم أخبار التفجيرات الانتحارية والمجموعات النازحة، على رعاية جيل من الشباب المجهّز لحل مشاكل الدولة.

تم مؤخرا إعطاء شهزاد روي، نجم موسيقى البوب الباكستاني الشهير والرئيس المؤسِّس لمؤسسة زانداغي الخيرية، التي تعمل على تحسين مستويات التعليم في باكستان، جائزة باتريشيا بلانت كولدايك للعام 2009 لزمالة الإبداع الاجتماعي من مجلس شيكاغو للشئون الدولية، وهي منظمة مكرّسة لتشجيع الحوار حول القضايا العالمية.

هدف روي هو إصلاح نظام المدارس الذي تديره الحكومة في باكستان. «طالما وَخَز الفرق بين الغنيّ والفقير في باكستان ضميري»، يقول شهزاد روي: «أذكر في طفولتي أن الرحلة إلى المطار لاستقبال أولاد عمي الذين يزوروننا من الخارج، كانت دائما مثيرة. إلا أن رحلة العودة من المطار كانت محبِطة، حيث إن أولاد عمي كانوا يرهقوننا بالأسئلة عن سبب عدم وجود الأطفال المتسوّلين على الإشارات الضوئية في المدرسة».

تخدم المدارس الخاصة في باكستان المواطنين المحظوظين، بينما تذهب الجماهير الأقل حظّا إلى المدارس الحكومية ذات المستوى الأقل، أو تضطر للعمل على شكل عمالة أطفال. ويقول شهزاد روي: «التعليم ذو النوعية الجيدة هو حق لكل مواطن، ومسئولية توفيره تقع على عاتق الدولة. هناك حاجة لتحوّل في النموذج في عقلية المسئولين في الدولة، والشعب والنظام التعليمي حتى يتسنى إنقاذ أجيالنا المستقبلية من التعليم بأسلوب الصمّ والتعليم غير المناسب».

أدّى هذا الوعي إلى إنشاء مؤسسة زانداغي الخيرية العام 2002 ومشروعها الرائد «يدفعون لي لأتعلّم». يعمل حوالي 10.5 مليون طفل باكستاني في سن أقل من 15 سنة في أعمال بسيطة لدعم دخل أسرتهم. دفع البرنامج ريع حفلات شهزاد روي الموسيقية الشعبية في كافة أنحاء العالم والتبرعات الخاصة، لثلاثة آلاف طفل ما قيمته 20 روبية يوميا، أو 24 سنتا أميركيا لكل منهم ليذهبوا إلى المدرسة. وتعادل هذه القيمة الصغيرة ما يحصل عليه هؤلاء الأطفال عندما يعملون.

أدرك روي بعد مرور بضع سنوات أن الدفع مقابل الذهاب إلى المدرسة لا يشكّل سوى الخطوة الأولى نحو تحسين نظام التعليم الحكومي في باكستان. كان إصلاح مدارس الدولة ومناهجها أساسيا، وسرعان ما أصبح مهمة المنظمة ورسالتها: تشجيع إصلاح نظام المدارس الحكومي بصورة نوعية، بما في ذلك تحسين المناهج والكتب المدرسية، مدرسة مدرسة.

سعى شهزاد روي، وهو يعمل نحو هذا الهدف، للحصول على تحويل إدارة مدرسة فاطمة جناح الحكومية للبنات من مجلس مدارس السند. وتضم المدرسة 2600 طالبة وتعتبر واحدة من أفضل مدارس البنات الحكومية، إلا أن مبناها كان على وشك السقوط وكانت الكلاب الضالة تنتقل في أروقتها وقد تلوث ماء الشرب فيها بمياه المجاري، وكان حضور الطالبات والمعلمات لا يُذكر.

ورغم كونه مطربا جيدا أعطاه موقفا ومنطلقا، إلا أن روي يذكر مقاومة الحكومة، والطلب منه العودة في وقت آخر في كل زيارة له حاملا اقتراحا بتحويل المدرسة إلى إدارة مؤسسة زنداغي الخيرية.

قامت المؤسسة أخيرا بتبني مدرسة فاطمة جناح للفتيات، وهي أولى مدارسها، في مايو/ أيار 2007. تعاملت المهمة الأولى مع الأساسيات، مثل «إعادة توطين» الكلاب الضالة التي كانت تتواجد حول الغرف الصفية أثناء انعقاد المدرسة. تبع ذلك تجديد كامل لمباني المدرسة والإدارة والمناهج المدرسية.

وبهدف تنمية مفهوم «الفرد المفكّر»، تحتضن المناهج الآن النمو الفردي والفنون والتصوير الفوتوغرافي والرياضة. وقد حلّت الكتب المنهجية التي تشجع التفكير والنشاط الذهني، التي تستهوي الأطفال، مكان الكتب الحكومية التي كانت ترتكز على مناهج عمرها 60 سنة. كذلك جرت إضافة مكتبة جديدة وغرفة فنون ومختبر حاسوب وغرفة وسائل سمعية وبصرية للمرافق المدرسية.

«نيّتنا أن نجد أفضل الممارسات من كافة أنحاء العالم»، يقول شهزاد روي. «لقد أُعجبْتُ ببرنامج أكاديمية قيادة المدارس الحضرية الذي بدأته أسرة كولدايك في شيكاغو، حيث يتدرب الأساتذة للعمل بشكل خاص مع تلاميذ من مناطق شديدة الفقر، ويعملون مع أستاذ مرشد في كل صف».

وتُعتَبر مدرسة فاطمة جناح للبنات أولى المدارس العامة والمدرسة الوحيدة في باكستان التي يتم تحويل إدارتها إلى منظمة غير حكومية. وإذا نجحت المفاوضات مع الحكومة الباكستانية فقد تصبح المدرسة نموذجا لآلاف المدارس الحكومية الأخرى في الدولة، الأمر الذي سيعود بالفائدة على الدولة، بناء على النتائج حتى الآن: خلال سنة واحدة من الانتقال إلى إدارة مؤسسة زنداغي، يشارك أطفال المدرسة الآتين من خلفيات أقل حظا، ويفوزون في مسابقات فنية أمام طلبة من مدارس النخبة في كراتشي.

«لقد كرسوا حياتهم للتعليم. نحن محظوظون جدا لأن جائزة الزمالة هذه ذهبت إليهم»، يقول مايكل كولدايك، زوج بات كولدايك التي تقدّم الجائزة باسمها. «المقامرة مرتفعة جدا فهذه أوقات خطرة وهامة جدا لباكستان. هناك أهمية كبيرة لوضع أولويات التعليم في باكستان، لهم وللولايات المتحدة الأميركية».

وكما يشير شهزاد روي، «يكشف (هذا المشروع) كمية الاحتمالات الكامنة غير المستفاد منها بين الأميين والأطفال بدون معلمين في بلدنا». ليست الحرب المستمرة ضد المتطرفين كافية لرعاية جيل قادم مسالم. سوف يوفّر التعليم الصحيح، الذي يصل إلى الاستقلال الاقتصادي بديلا قادرا على البقاء للعقول التي يمكن التأثير عليها».

* كاتبة ومحررة ومتكلّمة ومعلّقة للمحطة الإذاعية الوطنية العامة (NPR)، وقد ظهرت مؤخرا في خدمة البث العامة PBS وبرنامجها «التكلم عن الإيمان»، والمقال ينشر بالتعاون مع «كومن غراوند»

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 2635 - الأحد 22 نوفمبر 2009م الموافق 05 ذي الحجة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً