من أجمل الأمسيات التي حضرتها مساء الأربعاء قبل الماضي، لدى افتتاح فعاليات أسبوع العاصمة الصحية الذي نظّمه صندوق المنامة الخيري، برعاية وزير الصحة فيصل الحمر.
الاحتفال الذي احتضنه واحد من أعرق مآتم العاصمة (مدن)، حضره وزيرا صحةٍ سابقان (علي فخرو وفيصل الموسوي)، ووزير الدولة للشئون الخارجية نزار البحارنة... إلى جانب عددٍ من الوكلاء والنواب.
أسبوع العاصمة الصحية نظم تحت شعار «معا نحو عاصمة صحية»، وهي فكرةٌ عالميةٌ طبقت في عدة دول، وتسعى منظمة الصحة العالمية لتطبيقه في الدول العربية. وسيكون نواة لبرنامجٍ أكبر وهو «المدينة الصحية»، للاعتناء بصحة السكان بالتعاون بين الجهات الرسمية والأهلية، وهو مشروعٌ تستحقه عاصمتنا الجميلة بلا ريب.
الافتتاح اقترن بمبادرةٍ كريمةٍ أطلقها صندوق المنامة الخيري، لتكريم مجموعة من أطباء العاصمة الأوائل، من مختلف التخصصات الطبية، تقديرا لعطاءاتهم وخدمتهم الوطن، مع الاعتراف مسبقا بوجود عشراتٍ آخرين ممن يستحقون التكريم عن جدارة واقتدار.
الذين حضروا الحفل استشعروا الصورة الجميلة للمنامة الجامعة، المتداخلة، المنفتحة، الأليفة، وما عرف عن أهلها من مودةٍ وصدق وإخاء. فالأسماء التي تقدّمت إلى منصة التكريم، عكست هذا الطيف البحريني المتنوّع دينيا وسياسيا وعرقيا، وهو النموذج الحضاري الذي تفخر به هذه البلاد.
في المعرض المصاحب لحفل الافتتاح، قُدّمت الفحوصات والاستشارات الطبية المجانية، وكان لافتا غلبة الزوار الآسيويين، وبنسبة تقارب الثمانين في المئة. وهو للأسف واقع المنامة البشري، التي هجرها أكثر سكانها، للسكن في مناطق أكثر هدوءا وتنظيما ورعاية ونظافة، مما يؤكد أهمية هذا البرنامج وطنيا. وهو ما دعانا في وقتٍ سابقٍ لانتقاد وزارة التنمية الاجتماعية التي افتعلت مشكلة فارغة ضد صندوق المنامة الخيري وجرّته إلى المحكمة، مع تجاهل دوره في لملمة ما تبقّى من مجتمع المنامة المتنوع الأصيل.
حين بدأ التكريم، تقدّم الوزيران الحمر والبحارنة إلى المنصة، لتتوارد أسماء العوائل والأسر البحرينية التي عاشت زمن الصفاء، وما مثّله من بيئةٍ اجتماعيةٍ مترابطة، وواحةٍ للتسامح والإخاء الوطني، والميراث الحضاري. ثلاثون طبيبا من مختلف التخصصات الطبية، ومن أحياء وأصول مختلفة، تم تكريمهم في ذلك المساء المنامي الجميل.
في ختام الحفل، بادر وزير الصحة السابق علي فخرو لإلقاء كلمةٍ عفويةٍ أعرب فيها عن سعادته لهذا التكريم من قبل المجتمع، والذي يعني أن الدولة قد كرّمتهم أيضا، لأن المجتمع يمثل الدولة وهو الذي يصنعها. وأضاف: «عندما عدت من الدراسة من الخارج، كان كل الأطباء والممرضين من الأجانب، أما اليوم، فبفضل جهودكم وجهود زملائكم أصبح الطب بحرينيا بامتياز». ولم ينس التلميح إلى غياب الطبيبات الرائدات من بنات المنامة، عن منصة التكريم. وهو ما اعتذر عنه المنظّمون لطابع المكان وخصوصيته، دون أن يعني استبعادا «جندريا» مقصودا، فهنّ جواهر التاج، وعلى رأس قائمة التكريم المقبل إن شاء الله.
فخرو الذي كان أحد شهود فترة النهضة التنموية، قال ان «البحرين متقدمةٌ في مجال الرعاية الصحية الأولية على المستوى العربي، ولديها نظام صحي متميز ورائد».
الأسبوع الصحي تجسيدٌ حقيقيٌ لمفهوم الشراكة المجتمعية، وكم تمنيت حضور وزيرة التنمية بنفسها لترى، خصوصا في عاصمةٍ تعاني خطر ضياع الهوية والاغتراب. شكرا للمنامة الخيري على هذه المبادرة الطيبة وهذا المشروع الحضاري الجميل
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 2634 - السبت 21 نوفمبر 2009م الموافق 04 ذي الحجة 1430هـ
الماضي
نتمنى ان لا تزول ملامح السوق واشياء التي تعودنا عليها مثل (الو بشير ومتاي )
نداء!!
بسم الله الرحمن الرحيم
طابت أوقاتك يا أستاذي العزيز
أنا "منامي" أجبرتني ظروف المنامة المعيشية على النزوح منها, وها أنذا أوجّه نداءا صارخاً من خلال عمودكم الغرّ هذا, إلى كافة المسئولين و المعنيين بهذا الشأن, لتوفير السكن الملائم للبحرينيين.
عندئذ سيلمس الجميع كيف تكتظّ المنامة بالمناميين, وسأكون-إن شاء الله- أول العائدين "لمنامتنا" الحبيبة.
الى متى
وهل بقي للعاصمة اي معنى الآن بعد ان فقدت هويتها وبعد ان تحولت ازقتعا وشوارعها وزرانيقها الضيقة الى مكان لا يمت الى العرب بصلة بل هو اقرب الى ازقة الهند فأي عبث اعظم من هذا