معرض الكتب المستخدمة الذي نظمه مجلس بلدي المحافظة الشمالية في نادي سار في الفترة بين 19 و26 ديسمبر/ كانون الأول 2008 حقق نجاحا باهرا وملحوظا؛ ما حدا بإذاعة الـ «بي بي سي» حينها إلى تخصيص برنامج احتوى على لقاءات خاصة عن المعرض بصفته تجربة رائدة في منطقتنا التي تحتاج أكثر إلى القراءة والاطلاع؛ لأن المعلومة والكتاب حق للجميع، تماما كما كان عنوان المعرض البحريني.
ويوم أمس نقلت وكالة «رويترز» عن قيام معرض الإسكندرية الدولي الذي تفتتح دورته السابعة الشهر المقبل (19 فبراير/ شباط إلى 4 مارس/ آذار 2009) بتخصيص جناح للكتاب المستعمل تتاح فيه الكتب القديمة إضافة إلى الأعداد الأولى من المجلات الثقافية العربية القديمة مثل «المقتطف» و «الهلال» و«الأستاذ» و «العروة الوثقى» و «الرسالة» و «الثقافة». ونقلت الوكالة عن مدير إدارة الإعلام بمكتبة الإسكندرية خالد عزب «إن الجناح الجديد يشبع نهم القراء الباحثين عن الكتب النفيسة والنادرة كما يشبع هواية جمع الكتب القديمة لدى كثيرين حيث سيضم كتبا دينية وثقافية وروايات ودواوين ودوريات وكتبا باللغة الإنجليزية».
وسواء كان المعرض الدولي في مصر قد استقى الفكرة من البحرين أم من مكان آخر، فمما لاشك فيه أن هناك الكثير من القراء المتعطشين للكتاب بسعر معقول يصل إلى الجميع. والمجلس البلدي الذي بدأ حركة ثقافية ربما حفّز آخرين في المجالس الأخرى للقيام بالعمل ذاته، وهو شيء جميل، إذ إن التنافس في نشاطات الثقافة هو ما نحتاجه في البحرين لتنمية القدرات الفكرية والعلمية.
إننا نأمل من مجلس بلدي «الشمالية» أن يواصل تنظيمه لمثل معرض الكتب المستخدمة وأن يستفيد من فترة العطلات بشكل فاعل، تماما كما حدث في ديسمبر الماضي، إذ كانت المنطقة المحيطة بنادي سار مملوءة بالناس الذين انهالوا من كل مكان لشراء الكتب.
الشيء الجميل أن الزوار تنوّعوا كثيرا، وبينما كان هناك الوزير والنائب، كان هناك الطالب والعامل والموظف والمرأة والرجل، وكان هناك عدد من الذين تبرّعوا بكميات كبيرة من الكتب الذين حضروا لرؤية كيف يستمتع روّاد المعرض بالكتب المعروضة وثم شرائها والابتسامة ترتسم على وجوههم.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 2328 - الإثنين 19 يناير 2009م الموافق 22 محرم 1430هـ