ظهرت في الآونة الاخيرة نماذج من رسامي الكاريكاتير أعيتهم المساحة اليومية والتزاماتها من جهة، كما أعيتهم قدراتهم الفنية عن إخراج أفكار جديدة متجددة تلبّي رغبة القارئ وتحترمه، فما كان منهم إلا اللجوء إلى فضاء الانترنت سابحين في بحره مُخرجين نماذج من الرسوم الكاريكاتيرية لرسامين أجانب وأميركان كي يكونوا ضحاياهم في السرقة الفنية هذه.

فنحن هنا لا نتحدث عن توارد الخواطر ولا الصدف في تشابه الأفكار من قريب أو من بعيد، ولكننا نتحدث عن من امتهنوا مهنة القصّ واللصق، مُتيقنين من أن القارئ غير مُطّلع على ما يدور من حوله، ولكنها المصيبة عندما يعرف القارئ مُتأخرا من أنهم سرقوا من رسامين كاريكاتير معروفين وهم ليسوا بنكرات في بلدانهم!

ولكثرة هؤلاء السُرّاق فقد أنشأ البعض مواقع متخصصة أحيانا، ومواقع فرعية أحيانا أخرى، تفنّن أصحاب هذه المواقع في تسميتها، تارة بـ»تشابهات» لرفع الحرج وتارة بـ»الجمل على الجمل» غير أن هناك موقع متكامل لم يخرج عن اسم «سُرّاق الكاريكاتير» على الإنترنت تهدف إلى فضحهم ويكفي أن تكتب في محرك البحث «سُراق/سرقات الكاريكاتير» لتُصدم بما سترى! على أمل أن تكون هذه العملية تبعث الرادع المناسب لهم.

وهذا يُذكّرني بنشر أحد أكبر المواقع الأميركية قبل فترة (كاقل) رسوم منقولة نقطة نقطة لأحد الرسامين الخليجيين من الرعيل الأول والذي ظل يتقاول بنقل رسوم أحد الرسّامين الأميركيين ظانّا لربما جَهْل القراء ومحدودية إطلاعهم عندما أوقع جميع الرسامين العرب في حرج من هول ما فعل!