العدد 2632 - الخميس 19 نوفمبر 2009م الموافق 02 ذي الحجة 1430هـ

عقبال تحرير القدس الشريف!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

الحمد لله على انتهاء المعركة المصيرية للأمة العربية في استاد المريخ بأم درمان دون مزيدٍ من إسالة الدماء.

دولتان عربيتان شقيقتان، في حجم مصر والجزائر، ينتهي بهما المطاف للتصادم على المستوى الشعبي، ولتوتر العلاقات على المستوى الرسمي والإعلامي، بسبب مباراةٍ لكرة القدم. وكنت كغيري أتابع تفاصيل هذه «المعركة» مدهوشا، وأنا أرى الجماهير في أكبر قطرين عربيين تقاد للتناطح دون وعي.

في المباراة الأولى كم كان صادما أن يتعرّض أعضاء الفريق الجزائري للرشق بالحجارة، في العاصمة العربية التي كانت تستقبل قبل خمسين عاما أعضاء جبهة التحرير الوطني الجزائري بالورود والرياحين. وكم كان صادما أن يقتل عددٌ من الجزائريين ويُعادوا إلى وطنهم في التوابيت. وفي اليوم التالي تتعرّض المصالح المصرية بالجزائر إلى الهجوم، بما فيها ثلاثون فرعا لشركة اتصالات مصرية في العاصمة وحدها.

لا أدري سر اختيار السودان لإجراء المباراة، فيكفيه ما فيه من حروب ومجاعات وصدامات، وحين سألت أحد الزملاء السودانيين ضحك. لكن ما فعلته الحكومة هناك ربما أنقذ الوضع من صدامٍ عنيف، فقد نشرت خمسة عشر ألفا من قواتها وفصلت الجمهورين عن الاحتكاك ببعضهما بعضا، وإلا كنا شهدنا معركة تاريخية جديدة تنسينا معركة عين جالوت!

شخصيا لم أتابع المباراة الأخيرة، فأيا كان الفائز سيمثلنا نحن العرب، ولكني كنت متخوّفا مما سيجري بعدها. لذلك كنت أبحث عن قناة الجزيرة الرياضية لأول مرة في حياتي، وأدهشني ما نقله مراسلوها. ففي القاهرة خلت الشوارع من المارة وغادر الجمهور المقاهي بسرعةٍ إلى البيوت حزينا مهموما مغموما لهذه «النكسة» الجديدة التي لحقت بالأمة العربية! أما الجمهور الجزائري فنزل إلى شوارع المدن ليسهر ويرقص ويغني حتى الصباح احتفالا بهذا النصر المبين، بل إن الجزائريين في باريس ومدن فرنسية أخرى نزلوا يحتفلون ويرقصون.

المفارقة أنه في الوقت الذي كان ملايين العرب يتابعون المباراة على الجزيرة الرياضية، لم يكن غير آلافٍ وربما مئاتٍ فقط، يتابعون الجزيرة (السياسية) التي كانت تبث لقاء مع الخبير المصري الكبير فاروق الباز، وهو يتحدّث عمّا ينتظر هذه الجماهير المخدَّرة المسلوبة العقل من كوارث وشيكة جدا بسبب التغيّرات المناخية الحادة.

جمهور وادي النادي بالخصوص الذي كان مشدودا لمباراة «أم المعارك»، لم يخبره أحدٌ عما سيحدث خلال السنوات المقبلة من ارتفاع منسوب مياه البحر، وإغراق عددٍ من المدن الساحلية في الشمال الإفريقي، وتدمير الدلتا، والمجاعة المقبلة حين يقلّ إنتاج الغذاء ونصبح أمة من الجوعى المتسوّلين على أبواب الأمم الأخرى.

الحكومات ليست مبرأة مما جرى، وهي المستفيدة الأولى من تخدير الجماهير واستلاب عقولها، فالحكام الذين يمدّدون لأنفسهم إلى ما لا نهاية، ويريدون أن يورّثوا الحكم لأبنائهم، ليس من مصلحتهم أن تفكّر هذه الجماهير في حاضرها ولا أن تتطلّع إلى غدها وتطالب بمعاملتها بما هو فوق مستوى البهائم والحيوانات.

الحمد لله على النصر المبين الذي حقّقناه في أم درمان، وعقبال الانتصار على «إسرائيل»، ومبروك للجزائر هذا الفتح العظيم! فالحكومات تحتاج إلى جماهير تُقاد للمقصلة وهي ترقص وتغني، تُحاصر غزّة ويُجوّع نساؤها ولا تكترث، وتصاب بالاكتئاب بسبب هدفٍ في مباراة! ولا تحتاج إلى أشخاص مثل الباز، الذي كان رئيسا للجنة تدريب رواد الفضاء، وعضوا في فريق «ناسا» الذي حدّد مواقع نزول المركبة الفضائية الأميركية على سطح القمر.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2632 - الخميس 19 نوفمبر 2009م الموافق 02 ذي الحجة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 1:43 م

      من اين لنا عمر و صلاح ليحرروها

      القدس حررها الخليفة الفاروق صهر النبي (ص ) عمر ابن الخطاب رضي الله عنة
      و القائد المظفر صلاح الدين الأيوبي . فأين لنا بواحد منهم . فكيف ستحرر القدس و خلفنا الخيانات الصفوية لشق الصف .

    • زائر 14 | 9:52 ص

      طريق مهلك ..ماذا يراد بالعرب والمسلمين ؟!

      بعد إغراق الدول العربية بالمفاسد والمهلكات من مخدرات, وقنوات إباحية خليعة أشكال وألوان وأغاني هابطة لمطربات العرى والمجون وفيديو كليبات لإثارة الغرائز الحيوانية وبنات هوى منتشرات في جميع البلدان المسلمة, ينفتح باب جديد لإثارة الفتن والفوضى والعداوات من أجل أمور تافهة مثل ما حدث بين الجارتين مصر والجزائر وفي لعبة مثل كرة القدم التي تتطلب التحلي بالروح الرياضية ووصلت أحداث الشغب والعنف إلى أعلى مستويات الجنون والدراما وليفرح ويتشمت الأعداء بالغباء العربي.

    • زائر 12 | 9:10 ص

      لا تعور قلبنا

      أطالب بإيقاف مقالات الاستاذ قاسم حسين ..... فمقالاتك يا سيد تصيب مكمن الألم وتضع إصبعك على الجرح ... ونحن قوم نريد النوم .. تصبح على خير

    • زائر 11 | 7:20 ص

      الى رقم 6 مع التحية الجزء الثاني

      المقصود بالفتاوي في اخر المقال ذلك المعتوه وجماعته حماعة التخلف باصدرهم الفتاوي باهدار دماء اتباع ال البيت صلوات ربي عليهم اجمعين وحقدهم الدفين لكل انجاز صادر من اتباعهم ..فالعذر مرة ثانية على سوء الفهم ..المقصود النائب الفلتة مصلح الامة الذي ............اتمنى اني اوضحت الصورة.......

    • زائر 10 | 7:13 ص

      الى رقم 6 مع التحية ؟؟؟؟؟؟؟

      والله لااقصد الاهانة ؟عندما ذكرت الصفويين فانني اقصد ايران الاسلام العظيم وذكرها جاء تهكما على الجهلة من الاعراب عندما يصفوننا ليل نهار بالصفويين فلقد خطت ايران خطوات واسعة في سلم المجد والعلم فهنيئا لهم التفوق وبئسا لنا التخلف فالعذر اخي العزيز على سوء الفهم .

    • زائر 8 | 4:08 ص

      إنها حرب داحس والغبراء .. تخدير الشعوب بإشغالها بالكرة وحفلات الرقص والغناء

      على أرض السودان الشقيق نزل الجمهور الجزائري الفائز والغاضب .. والغالبية تحمل سكاكينا وسيوف للإنتقام من الجمهور المصري الذي صعق من همجية وبربرية الجمهور الجزائري .. والكثيرون منهم لادوا بالفرار ... أو هاموا على وجوههم .. ولولا حماية الجيش السوداني لهم .. لحدثت مجازر ومذابح وكوارث للمصريين على أرض السودان .. ومن المحتمل أن تستمر الحرب والمقاطعة .. وربما قطع العلاقات بين البلدين .. وتشتعل حرب داحس والغبراء من جديد .

    • زائر 7 | 3:45 ص

      إلى الزائر رقم 3

      كل ماذكرته من علوم أبدع فيها الصفويون في حين أنك لاتزال في جهلك وحقدك وتخلفك ياأخ العرب.. نعم ماذكرته من علوم الذرة والدفاع والفلك والزراعة والغابات والأهم من ذلك علوم الفقه الذي لايروق لأمثالك أبدع فيها الصفويون أما علوم الدين فلا يطيقها إلا المتدينون وأنت وأمثالك واضح أنك تكره هذا العلم وعلمائه فهنيئا لك هذا الجهل ، إلى الخلف دررررررر!!!

    • بحراني للابد | 2:08 ص

      واعروبتاه

      ياسيد ادخل لمنتديات ممكلكة البحرين الطائفي والذي يبث اخبارا بان طائفة ائتمرت بفتوى سرية يطرحها علمائها من اجل ان يخسر فريق البحرين الدولة السنية ولايرتفع له علم بين الدول, والغريب ان كثيرا من السنة مصدقين هذا الشئ, اذا كان هكذا تفكير يقود دولا وشعوبا فاقول على العرب السلام, يعني تضييع السيد محمد السيد عدنان كان بامر فتوى سرية واعروبتاه

    • زائر 6 | 1:41 ص

      معلم متحلطم

      أحد مسئولي الكرة في الجزائر: أشكر الرئيس الجزائري بو تفليقة على إلغاء رحلات كانت متجهة بالحجاج إلى مكة وتوجيهها لنقل 10 آلاف من الجماهير لمساندة المنتخب الجزائري!!!

    • زائر 5 | 12:32 ص

      سيد .. متى بصير مثل السيد ؟؟؟

      صباح الخير

    • زائر 3 | 12:11 ص

      صدقت يانسل الاشراف

      ماذكرته هو عين الصواب معارك وحقد بسبب التمبه ؟؟والله كبيرة وينكم وين العلم وصنع الاسلحة للدفاع عن شرفكم وينكم وين علوم الذره وينكم وين علوم الفضاء وينكم وين علوم الصحراء وينكم وين علوم البحار وينكم وين علوم الغابات والزراعة كله استيراد في استيراد ؟؟؟؟؟؟لكنكم فالحون في الامور الشرعية التي تحول الحلال الى حرام حسب مشتهى ولي الامر ؟؟؟؟؟؟الله اكبر على تخلفكم ياعرب الدنيا الزائلة المحبين للهو والمجون ؟؟؟خلصت مشاكل الامة لتكون مشكلتنا في التمبة وع وع وع جيرانكم سبقوكم (الصفويين)ولاتنسون الفتاوي ؟

    • حسين الحلو | 11:32 م

      مبروك للجزائر

      هي أزمة تورطت فيها الدولة الكبرى والحمدلله ان الجزائر صعدت بالسودان ولو قدر لها الصعور من ملعب القاهرة لشاهدت دماء الجزائريين تسيل في ارض مصر العروبة.لا نلغي المنافسة ولكن ما جرى هو مناوشة وليس منافسة فليتعلموا من النيوزلنديين الذين لا تربطنا بهم سواء اننا ابناء ادم.تعلموا منهم استقبال منتخبنا بالمطار وليس برشق الحجارة على الباصات.سيدقاسم لا تقسوا عليهم فهم يفعلوا المستحيل من اجل الكراسي والحمدلله ان الجزائر صعدت ومبروك لكل العرب

    • زائر 2 | 11:26 م

      أأضحك أم أبكي؟!

      صباحك قيمر بصراوي معسل ياسيد..لقد نتأت الجراح!! أوليس قتل جدك الحسين ع من أجل الإصلاح في أمة أفسدها يزيد بن معاوية على شاكلة حكام الذل والعار هذه الأيام؟! الشعوب العربية اليوم شعوب مخدرة مسلوبة الإرادة تافهة إلى حد لايطاق!! خذ نظرة عابرة على بيوت الله ثم إقفل راجعا على بيوت الشيطان الليلية منها والنهارية وستعرف المستوى الذي أوصلنا إليه عصابات الحكم العربية..بالأمس خبر أضحكني ثم أبكاني وهو خبر إغلاق ملهى ليلي لمخالفته القانون!! يعني من قبل كانت تقام فيه الجمعة!

    • زائر 1 | 7:34 م

      العرب وين والقدس وين ياسيد؟؟

      معظم العرب لا يعى بما يدور حوله من احداث فما بالك بالاحداث البعيدة نسبيا . انا اعتقد ان كثير من الناس لا يعون بواجباتهم من صلة الرحم وبر الوالدين والصلاة والصوم بل حتى الحقوق الزوجية !!! تراهم فى كل مكان وفى كل وقت يلعبون الورق والدومنة فى القهوة يشربون شيشة يسبون فى بعضهم بعض ولين راح البيت قام اصيح ويلات واذا احد طلع عليه راحة علية مسكين !! هذا حال العرب اجمعين كلهم نفس الشي بس لهجتهم وعاداتهم وتقاليدهم غير !!! بس فى الكوره يعرفون الفرقان كلها !!

اقرأ ايضاً