عزيز أبو سارة - مدير مشاريع الشرق الأوسط بمركز الديانات العالمية والدبلوماسية وحل النزاع بجامعة جورج
19 نوفمبر 2009
ليس النضال من أجل الحقوق المدنية والحرية والاستقلال أمورا فريدة بين الشعب الفلسطيني. عبرت العديد من الشعوب السبيل نفسه، ولكن لدى الفلسطينيين اليوم ميّزة القدرة على النظر إلى الوراء والتعلم من هؤلاء الذين نجحوا في نضالهم.
لدى حركة الحقوق المدنية الأميركية بالذات دروس هامة بالنسبة لهؤلاء الذين يعملون من أجل إحلال السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وقد نجحت هذه الحركة في استخدام استراتيجيات اللاعنف لإنهاء التمييز الذي سمحت به المؤسسة القانونية في الولايات المتحدة. ما هي المبادئ التي يمكن للفلسطينيين تعلمها من الحركة؟
أسست حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة كفاحها على رسائل يصعب الاختلاف معها، حتى من قبل هؤلاء الذين لم يوافقوا على أهدافها وغاياتها.
ذكّر زعيم حركة الحقوق المدنية البارز مارتن لوثر كنغ الابن على سبيل المثال الشعب الأميركي بواحد من المبادئ الأكثر أساسية في دستورهم: «جميع البشر ولدوا متساوين». وقد أبرز قانون الإنسانية ورفعه فوق القوانين التي صنعها الإنسان. وقد اعتبر أي قانون أو ممارسة تشوه سمعة كرامة الإنسان أو تحد من حريته غير طبيعي وغير أخلاقي.
وقال إنه يجب عدم الرضوخ لهذه القوانين لأنها تلهم شعورا زائفا بالفوقية لدى عرق ضد عرق آخر. وقد تمكّن من دخول قلوب الناس من خلال التفاهم المنطقي معهم والتكلم بلغتهم.
توجه كنج إلى أعمق مشاعر الشعب الأميركي، وأبرز أعلى مراتب ومعايير القيم الأميركية: الدستور وكتابات الآباء المؤسسين. وهكذا وصلت مناشداته ملايين الأميركيين وسُمِع صداها داخل قلوبهم وعقولهم.
يستطيع الفلسطينيون بالأسلوب نفسه الوصول إلى قلوب وعقول المواطنين اليهود في «إسرائيل» من خلال التوجه إلى آمالهم ومخاوفهم ومُثُلهم ومبادئهم. ولكن بما أنه لا يوجد دستور لـ «إسرائيل» فإن ذلك يعني الرجوع إلى الكتب الدينية والتقاليد اليهودية.
يستطيع الفلسطينيون من خلال تقديم الأخلاقيات والمعايير والمعتقدات اليهودية بضوء جديد أن يجعلوا طروحاتهم أكثر مصداقية للإسرائيليين.
كلمات النبي إشعيا على سبيل المثال لها صداها بشكل خاص، وخاصة عند قراءتها في يوم الغفران: «أليس هذا هو نوع الصيام الذي اخترته: تفكيك قيود الظلم وحبال النير لإطلاق سراح المظلومين وكسر كل نير؟»
كذلك فإن صيحة النبي موسى إلى الفرعون قوية رنانة: «اترك شعبي يذهبون». كان موسى يطالب بالحرية، وكلماته أكثر حدة من أي سيف. إنها عبارة تستطيع الوصول إلى قلوب المجتمع اليهودي بشكل أكثر فاعلية من أي شعار أو تهديد غاضب.
يتوجب على الفلسطينيين كذلك التوجه إلى ومناشدة مُثُل «إسرائيل» الديمقراطية. بما أن «إسرائيل» تحافظ على معتقدات الحرية وتقرير المصير الذاتي، يتوجب على الفلسطينيين كذلك أن يصرّوا على أن تطبق «إسرائيل» مُثلها، ويعني هذا إبراز أن الديمقراطية الحقيقية لا يمكن أن تسمح باحتلال الآخرين وظلمهم.
اختار العديد من الفلسطينيين في السنوات الأخيرة اللاعنف كأسلوب للمقاومة، من خلال المظاهرات الأسبوعية ضد جدار الفصل الإسرائيلي إلى المقاطعة الاقتصادية والثقافية. إلا أن غالبية النشاطات كانت من طرف واحد أو فشلت في التوصل إلى الجمهور الإسرائيلي في التيار الرئيس.
وجهت حركة الحقوق المدنية في أميركا حملتها باتجاه الأغلبية الصامتة الكبرى من المسيحيين البيض. لقد حان الوقت للفلسطينيين واليهود الذين يساندون الحرية أن يفعلوا شيئا مماثلا، وأن يهيبوا بـ «إسرائيل» بأن تحافظ على المبادئ التي تدّعي أنها تعتنقها.
ويجب ألا تتم هذه المناشدة بالكلمات فقط وإنما من خلال الأعمال اللاعنفية الموجهة ضد إثارة رموز تصل إلى كل إسرائيلي ويهودي، من الجنود على نقاط التفتيش والحواجز إلى المستوطنين في الضفة الغربية إلى رجال الأعمال في تل أبيب.
يتشارك النضال الفلسطيني بالعديد من مجالات التماثل مع التاريخ اليهودي. من الصراع من أجل البقاء إلى تجربة الشتات، رغبة كل من اليهود والفلسطينيين بوطن آمن حرّ.
وقد تحمّلت هذه النضالات أعباء خيبة الأمل.
نستطيع هنا كذلك أن نتعلم من حركة الحريات المدنية الأميركية.
كتب مارتن لوثر كنج في رسالته من سجن برمنغهام عن خيبة أمله، إلا أنه لم يدع خيبة أمله تصرف انتباهه عن هدفه النهائي. بدلا من ذلك استمر في بناء الجسور بين هؤلاء الذين فرّقتهم جدران الخوف والتفرقة بل وحتى الحقد. وقد ساعد على صموده وإدامة إيمانه بأنه لا يحارب حربا يمكن الفوز فيها أو خسارتها بالأسلحة التقليدية، وإنما نضال من أجل نصر الإنسانية على التطرف.
يتوجب على الفلسطينيين، مثل الدكتور كنج أن يناضلوا ليس فقط من أجل الحرية وإنما الإنسانية لدحر الفصل والتحامل والإجحاف.
العدد 2632 - الخميس 19 نوفمبر 2009م الموافق 02 ذي الحجة 1430هـ
لا للإحتلال الصهيوني للوطن الاسلامي
عندما يتحدث الكثيرون ينسون أو يتناسون بأن الغدة السرطانية (إسرائيل) ليس لديها دين تدين به ولذلك قد يخفق في تقدير الامور الحقيقية و الواقعية لمجريات الحدث الذي تعيش من خلاله هذه الغدة السرطانية و من دون هذا العدوان و السرقة الممنهجة للأرض وما يترتب عليه من عمل عدواني تجاه الفلسطيني هي الشريان الوحيد الذي تتغدى عليه هذه الغدى السرطانية و من دونه تهلك ولا يصبح لوجودها معنى، ولايهم المتابع للأحداث سوى ان يرى الحق يحترم من قبل الدول التي تدعي الديمقراطية واحترام حقوق الانسان و تساوم عليه باستمرار