أعلن الاتحاد الأوروبي أمس (الخميس) أنه سيستضيف اجتماعا في بروكسل لممثلي القوى الست الكبرى اليوم (الجمعة) لبحث آخر تطورات الملف النووي الإيراني غداة إعلان طهران رفضها مشروع اتفاق دولي بخصوص تخصيب اليورانيوم.
وقالت كريستينا غالاش الناطقة باسم الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا «يمكنني التأكيد أنه سيعقد اجتماع غدا (الجمعة) في بروكسل لمجموعة 3+3 على مستوى المدراء السياسيين (لوزارات الخارجية) يستضيفه الاتحاد الأوروبي». ومجموعة 3+3 (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن: بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة، إلى جانب ألمانيا) تتولى إجراء المفاوضات الهادفة إلى إقناع إيران بالتخلي عن طموحاتها النووية.
وأضافت غالاش أن «هدف الاجتماع هو مراجعة آخر التطورات حول الملف النووي الإيراني»، مضيفة أن سولانا «سيحضر قسما منه».
كما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أمس أن فرنسا ترفض فكرة عقد اجتماع تقني جديد مع إيران حول تزويدها بالوقود النووي لمفاعلها للأبحاث.
وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ردا على سؤال حول طلب إيران عقد اجتماع تقني جديد حول تزويدها بالوقود النووي «إذا كان الحوار سيتواصل» مع إيران «فإنه لن يتناول مسائل تقنية».
وأكد فاليرو في تصريح صحافي أن إيران «رفضت بوضوح الأربعاء مشروع الاتفاق الذي عرضه مدير عام الوكالة الذرية محمد البرادعي عبر رفضها إخراج كمية اليورانيوم الضعيف التخصيب اللازمة لإنتاج الوقود، من أراضيها». وأضاف «سنعمد مع شركائنا في مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) إلى تقييم عواقب هذا الرد السياسي».
وفي موسكو، أبدت وزارة الخارجية تفاؤلا أكبر معتبرة أنه لا يزال من الممكن التوصل إلى اتفاق وأن ليس هناك مباحثات حاليا حول «فرض عقوبات». وقال الناطق باسم الخارجية الروسية اندريه نيسترنكو في بيان «ليس هناك حاليا مباحثات حول تحضير عقوبات إضافية ضد إيران في مجلس الأمن الدولي». وأضاف «نعتبر أنه لدينا كل الفرص من أجل الوصول إلى تطبيق كامل لاتفاقات جنيف (المتعلقة بتخصيب اليورانيوم)».
وكان وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي أعلن الأربعاء الماضي رفض بلاده نقل اليوارنيوم القليل التخصيب إلى الخارج.
ورفض متقي أيضا (الخميس) التهديدات بفرض عقوبات دولية. وقال إن «العقوبات كانت لغة الستينات والسبعينات»، معتبرا أنهم «درجوا على عادة القيام بذلك منذ أربع سنوات (فرض عقوبات). أعتقد أنهم حكماء بما فيه الكفاية لعدم تكرار الأخطاء نفسها».
إلى ذلك، توجه مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية (الخميس) للمرة الثانية في أقل من شهر إلى موقع تخصيب اليورانيوم الإيراني الجديد «فردو» قرب مدينة قم. وأعلن مصدر مقرّب من المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية لوكالة فرانس برس أن مفتشي الوكالة الذرية يقومون «بزيارة روتينية في إطار الاتفاق الموقع بين إيران والوكالة».
من جهته، طالب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الولايات المتحدة الخميس بالإفراج عن الأرصدة الإيرانية المجمدة منذ ثلاثين عاما، محذرا من «احتيال» القوى العظمى.
وقال أحمدي نجاد خلال خطاب في تبريز(شمال غرب) نقله التلفزيون الحكومي مباشرة «إذا حاولوا الاحتيال والتآمر مجددا فسيكون رد الشعب الإيراني هو نفسه الذي أعطاه لأسلافهم».
وأضاف «إذا احترموا حقوقنا وأفرجوا عن الأرصدة الإيرانية، ومدوا إلينا يدا صادقة فإن الشعب الإيراني سيصافحها»، في إشارة واضحة إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما.
ذكر الرئيس الإيراني أن بلاده ستمضي قدما في طريقها على الرغم من التحذيرات الغربية متجاهلا تحذيرات دولية بعد رفض الدولة الإسلامية على ما يبدو اتفاق تسوية حول برنامجها النووي المثير للجدل.
من ناحية أخرى، طالب نواب إيرانيون الأربعاء بفتح تحقيق في وفاة طبيب بشكل «مشبوه» في سجن بعد استدعائه من قبل القضاء للتحقيق معه في إطار سوء المعاملة التي تعرض لها سجناء اعتقلوا خلال المظاهرات التي جرت بعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية.
العدد 2632 - الخميس 19 نوفمبر 2009م الموافق 02 ذي الحجة 1430هـ