ذات مرة كان هناك سباق تجديف بين فريقين «عربي» و«ياباني»، كل قارب يحمل على متنه تسعة أشخاص، وفي نهاية السباق وجدوا أن الفريق الياباني انتصر بفارق رهيب جدا على الفريق العربي، وبقيامهم بتحليل النتيجة وجدوا أن الفريق الياباني كان يتكون من مدير قارب و8 مجدفين، فيما كان الفريق العربي يتكون من 8 مدراء ومجدف واحد.
حاول الفريق العربي تعديل التشكيل ليتكون من مدير واحد كما هو الحال مع الفريق الياباني، وتمت بعدها إعادة السباق مرة أخرى، وفي نهاية السباق وجدوا أن الفريق الياباني انتصر بفارق رهيب جدا تماما كما المرة السابقة، وبتحليل النتيجة للسباق الثاني المعاد، وجدوا أن الفريق الياباني لم يتغير توزيعه، إذ تكون من مدير قارب و8 مجدفين، بينما كان التغيير قد دخل جسم الفريق العربي، إذ تكون هذه المرة من مدير عام و3 مديري إدارات و4 مديري أقسام ومجدف واحد، وحينها قرر الفريق العربي محاسبة المخطئ فتم فصل المجدف!.
هكذا هو حال كرتنا واتحاداتنا الوطنية وأوسع من ذلك حال الكرة العربية، فبينما يكون تفكير المنتخبات الأجنبية ينصب مباشرة نحو خدمة الكرة التي يلعبون من أجلها، نجد أنفسنا أمام مثال واضح لنوعية تفكير البلد العربي في طريقة لخدمة منتخباته الوطنية، والحال هنا لم يتغير معنا في البحرين، إذ كان الجميع على موعد مع رحلة سياحية أقامتها المؤسسة العامة للشباب والرياضة للراغبين بالتنزه في ربوع سيدني ونيوزيلندا الجميلة، من دون أن تدرك أخطاءها السابقة التي باتت تتكرر يوما بعد يوم من دون تفكير في إصلاحها.
لم يستفد الاتحاد البحريني لكرة القدم المعني الأول بالخسارة التاريخية للكرة البحرينية، والمؤسسة العامة للشباب والرياضة كطرف ثان معني، من الهزيمة الأولى أمام ترينيداد وتوباغو في تصفيات مونديال ألمانيا 2006، فابتعثوا المديرين والشخصيات غير ذات الصلة والجميع في سفرة لمشاهدة جمال توباغو، وتركوا المنتخب من دون جهاز فني إداري متكامل يحتوي على كل ما يتطلبه عمل المنتخبات العالمية، ليخسر منتخبنا مهمته الأولى.
حاولوا تصحيح الوضع هذه المرة، فقاموا بزيادة عدد المسافرين ممن ليسوا ذوي صلة بالمنتخب، وتركوا المنتخب يعاني مجددا، ليسقطوا من جديد، وحينها قررنا محاسبة المخطئ كما هو الحاصل في اللجنة التي أمر بتكوينها رئيس اللجنة الأولمبية سمو الشيخ ناصر بن حمد، التي يتمنى الجميع أن تكون الصراحة ومصلحة الوطن والمنتخب هي عملها، وقراراتها نافذة في حال اتخاذها أي قرار، بحيث يجب أخذ مسألة الإخفاق من جذوره وليس من مباراة الإياب الأخيرة، وبالتالي نريدها قرارات تتعدى فصل المجدف الذي لم يكن سوى فريسة لأخطاء الآخرين.
إذا ما أردنا أن نتوسع قليلا لنعرف مكامن مشكلة المنتخب الأول لكرة القدم على رغم الدعم الكبير الذي يتحصل عليه، فإننا سنرى بأن الرياضة لدينا في البحرين ليست رياضة يا ناس وإنما أشبه بلعب صغار يغيب عنهم مفهوم التنظيم، التنظيم الذي لا يأتي إلا من خلال الدعم الذي تقدمه الدولة لأنديتها وشبابها الرياضي، من خلال بناء الأندية النموذجية لأندية لاتزال تلعب على ملاعب العصر الحجري، من خلال الدعم اللامحدود لتطوير المنشآت الرياضية التي تكون قادرة على احتضان الجميع والمسابقات المتنوعة القادرة على استخراج نواة من اللاعبين المتميزين لجل المنتخبات الوطنية، من خلال إعطاء الجميع من دون استثناء الحق في ممارسة الرياضة وفق أصولها الصحيحة، فمناطق مثل قرى المحافظة الشمالية والتي يتعدى تعداد سكانها محافظات أخرى لا تضم سوى ناد نموذجي وحيد قد فتح للتو، فكل ذلك لا يؤدي لأن تمارس الرياضة بطريقتها الصحيحة.
نظرة واحدة على مسابقاتنا الجماعية، سنراها تعاني الأمرين من غياب الدعم وغيره، فذاك دوري كرة اليد والطائرة يُلعب من دون جوائز مالية تحفيزية لأصحاب المراكز الأولى، وذلك ناد كالأهلي أو المحرق يحرمان من ملعبيهما المسمى باسميهما ليتدربان عليه على الأقل من دون أخذ إذن «حارس النادي».
نفتقد في هذا البلد إلى من يمسك العصا من وسطها ويعلن أن الرياضة بحاجة ماسة إلى من هو قادر على إصدار القرارات الحاسمة والعملية وليست الصورية التي نسمع بها دائما ولا نراها تنفذ في الواقع. نريد أن يفهم الجميع أن البحرين قادرة بسواعد رياضييها المواطنين أن تحقق ما عجز عنه القدماء، ولكنها بحاجة فقط إلى من يهتم بها ويعطيها الاهتمام الكافي للوصول إلى البطولات.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 2630 - الثلثاء 17 نوفمبر 2009م الموافق 30 ذي القعدة 1430هـ
ضربة أخرى..!!!
قال مصدر في داخل الحركة الاولمبية اليوم آن العداء البحريني رشيد رمزي جرد من الميدالية الذهبية الاولمبية التي فاز بها في سباق 1500 متر في اولمبياد بكين في العام الماضي بسبب مخالفته لوائح العقاقير.
وثبتت محالفة العداء البحريني بعدما أعيد فحص العينة التي أخذت منه في اولمبياد بكين وأعلنت نتيجتها في ابريل الماضي. وقال المصدر لرويترز أن أربعة رياضيين آخرين عوقبوا بسبب العقاقير أيضا.