الوصول إلى كأس العالم طموح جميع المنتخبات الكروية، وكما ندعي أننا نعمل هنا في البحرين فإن الآخرين يعملون أيضا ويجهدون للوصول إلى المونديال العالمي، ومن يعتقد أننا وحدنا من يعمل وبالتالي لا حجة لدينا لعدم الوصول للمونديال بعد أن تم توفير كل الدعم للمنتخب هو محاولة لتكريس واقع خاطئ يبعد التخطيط الاستراتيجي لتحقيق الهدف ويستعيض بدلا منه بتحركات اللحظات الأخيرة التي قد تنفع مرة ولكن لن تنفع في كل مرة!.

إذا أردنا الوصول إلى نهائيات كأس العالم 2014 ونحن إن شاء الله قادرون على ذلك يجب أن نعمل من الآن لتحقيق هذا الهدف من خلال خطة عمل واحدة وإستراتيجية واضحة بدل الانتظار حتى العام 2013 لنقول حينها أننا وفرنا في وقتها كل الدعم للمنتخب ولكن اللاعبين لم يحققوا الهدف المنشود.

الحياة لا تتوقف ولا تنتهي بمجرد خسارة مباراة أو ضياع حلم التأهل، فقد فشلنا قبل 4 سنوات أمام ترينيداد وتوباغو وحينها تحولت الرياضة لدينا إلى سواد ولكننا عدنا من بعيد وكدنا نتأهل مجددا وهذه هي الحياة مستمرة ومتواصلة يعيش فيها الإنسان على الأمل في الأفضل ما دام فيه عرق ينبض.

ما نحتاجه في هذه الفترة الحرجة ليس تقاذف المسئوليات وليس أيضا الهروب من تحمل مسئولية الاخفاق إن صح أن نسميه كذلك قياسا إلى تاريخنا وإلى واقعنا الرياضي وقياسا إلى حجم البلد وعدد سكانه ومحدودية موارده الرياضية، ما نحتاجه هو دراسة متأنية لكل رحلتنا على مدى الأربع سنوات الماضية ومنذ خسارة ترينيداد وتوباغو لكي نستفيد منها في التخطيط للسنوات الأربع المقبلة.

باعتقادي أن أولى الخطوات التي يجب أن ينتهجها المسئولون عن المنتخب هو إعطاء الثقة للجهاز الفني بقيادة التشيكي ميلان ماتشالا لأربع سنوات مقبلة من أجل بناء منتخب قوي ومنافس يعتمد من الآن على اللاعبين القادرين على الوجود في 2014.

فعناصر المنتخب الحالي معظمهم من اللاعبين الشباب وسيكونون موجودين إن شاء الله حتى 2014 وأبعد من ذلك ربما وهناك لاعبون قادرون على العطاء سنة أو سنتين على أبعد تقدير وهؤلاء يجب استبعادهم من الآن والاعتماد على اللاعبين الشباب.

فالحارس سيدمحمد جعفر وخط الدفاع بالكامل المتمثل في عبدالله عمر وحسين بابا وسيدمحمد عدنان وفوزي عايش كلهم يستطيعون العطاء حتى المونديال المقبل، وفي خط الوسط سيبقى محمد حبيل في حين أن محمود جلال ومحمد سالمين وسلمان عيسى لن يكونوا على الأغلب قادرين على الاستمرار بالمستوى نفسه بعد 4 سنوات، وفي الهجوم فإن عبدالله الدخيل وإسماعيل عبداللطيف قادرون على الاستمرار وتقديم مستويات أفضل في 2014 باستثناء حسين علي وعلاء حبيل.

هذا يعني أن بنية المنتخب لن تتغير كثيرا بل ستضاف عليها أسماء شابة إلى جانب اللاعبين الحاليين ويمكن أن يكون لدينا منتخب أفضل من المنتخب الحالي في حال كان هناك تخطيط صحيح منذ الآن لأجل الوصول لحلم التأهل للمونديال.

جلب جهاز فني جديد في الفترة الحالية سيعني خوض تجربة جديدة سيعمل من خلالها الجهاز الفني على التجربة والتغيير لفترة طويلة من أجل أن يتعرف على إمكانات اللاعب البحريني ونفسيته، وقد يستعين باللاعبين الحاليين من دون القدرة على اجراء تغييرات كبيرة خوفا من أي اخفاق جديد، على عكس استمرار الجهاز الحالي الذي يعرف تماما كل صغيرة وكبيرة عن أفراد المنتخب ولديه تصور كامل عن ما يجب فعله لبناء منتخب قوي ومنافس.

على اتحاد الكرة أن يضحي بكأس الخليج وبكأس آسيا من خلال تجديد المنتخب من الآن واستبعاد من لن يكون قادرا على الوجود في 2014، لأننا لا يمكن أن نعمل في 2013 من أجل 2014 وإنما العمل من الآن هو السبيل الوحيد لتحقيق الهدف وهذا ما نلحظه لدى جيراننا في السعودية وقطر التي باتت تخطط لبناء منتخب قوي واستضافة كأس العالم 2022، فغيرنا باتوا يعملون لعشر سنوات قادمة ونحن مازلنا نقول لقد وفرنا لكم كل شيء فلماذا لا تتأهلون؟!.