العدد 2628 - الأحد 15 نوفمبر 2009م الموافق 28 ذي القعدة 1430هـ

إنه العرس الديمقراطي

خالد كانو comments [at] alwasatnews.com

رئيس الجمعية البحرينية للشركات العائلية

الأمر الذي لا أعتقد بأن هناك خلافا عليه هو تنامي قدرة أصحاب الأعمال على صنع الفرص، وفي هذا اليوم - الإثنين - سوف يتضح بجلاء إلى أي مدى يحرص المجتمع التجاري على الاستفادة من فرصة الانتقال بالغرفة التجارية العريقة التي مضى عليها أكثر من 70 عاما إلى مرحلة جديدة تعزز من وضعها ومكانتها... وتجعلها زاخرة بالنشاط وعامرة بالحيوية والديناميكية التي تتماشى مع طموحات القطاع الخاص من جهة، ومع طبيعة المرحلة المقبلة والتحديات المرتقبة والتي أفاض واستفاض فيها الكثير من المرشحين في الأيام الماضية... ولذلك لا حاجة لنا إلى التوقف عند هذه التحديات، ولكن ونحن على أعتاب المرحلة الجديدة في مسيرة أقدم تنظيم مؤسسي للقطاع التجاري في المنطقة قد نكون بحاجة إلى التذكير ببعض الأمور التي ربما هي معروفة ولكن لا بأس من التوقف عندها والإشارة إليها وهي:

- أن الغرفة لها اليوم ثقلها في المجتمع البحريني ولها تأثير وحضور قوي يحسب له حسابه على جميع الأصعدة والمستويات وربما لهذا السبب بدأنا نتلمس مساحة الاهتمام - التي من الواضح أنها تتسع - باستمرار بشئون الغرفة والتواصل معها والحرص على معرفة مرئياتها، وأصبح هناك من يطرح بأن الغرفة قد انتقلت من جهة استشارية الى جهة تفاوضية وهذا لاشك أنه يعني بأن الغرفة لها دور أكبر وأن صوتها أصبح مسموعا، وهذا أمر إيجابي لاشك.

- أن الإقبال الكثيف على حضور اجتماع الجمعية العمومية غير العادية وغير المسبوق الذي عقد في شهر رمضان قد يفسر هو الآخر بأنه يترجم صورة من صور الاهتمام الكبير الذي بدأت الغرفة تتلقاه من أعضائها، ولكن انتخابات اليوم هي الأخرى مناسبة من الواجب على كل الأعضاء أن يعبروا من خلالها مجددا حرصهم واهتمامهم بالمؤسسة التي تمثلهم من خلال الإقبال الكثيف ومن خلال دقة الاختيار الذي من الضروري أن يركز ويعطي الأولوية على من هو جدير بتحمل مسئولية قيادة الغرفة في الفترة المقبلة بعيدا عن المحاباة والمحسوبية أو الطائفية أو أية اعتبارات أخرى.

- أن عمل الغرفة في المرحلة المقبلة سيتطلب تغييرا في الأسلوب والطريقة والرؤى والأهداف في المنحى الذي يأخذ في الاعتبار التحديات والإشكاليات التي قد تشكل ضغوطا جديدة على قطاعات التجارة والأعمال وعلى الغرفة، وذلك عبر تعزيز آليات الغرفة وتبني آليات جديدة أن تلتحم أكثر مع القاعدة، أي مع الأعضاء، وتبنّي مطالبهم والدفاع عنها، ومادام تعزيز تواصل الغرفة مع أعضائها هو هدف أعتقد بأن كل المرشحين دون استثناء يتبنونه، ولهذا لابد من دراسة وابتكار آليات جديدة تحقق هذا الهدف، ولعل من المناسب في هذا الإطار دراسة تشكيل هيئة استشارية للغرفة تكون عضدا لمجلس الإدارة من شخصيات معروفة بحنكتها وخبرتها تقدم العون والمشورة للغرفة، وبذلك تكون الغرفة قد خلقت جسرا من التواصل مع هذه الشخصيات والفعاليات التجارية والاقتصادية، إلى جانب ما يمكن أن يحقق ذلك من فائدة جراء المشورة، والمثل يقول ما خاب من استشار.

- نأتي إلى لجان الغرفة، يجب أن ينظر إليها بأنها الذراع اليمنى لمجلس الإدارة، ومن هنا فقد حان الوقت للتفكير والمبادرة في تفعيل الدور الحقيقي للجان الغرفة، وهذا التفعيل يأتي من حسن اختيار لرؤساء هذه اللجان سواء أعضاء في مجلس الإدارة أو من خارجه، مع ضرورة التنبه الى أنه لا يكفي أن يكون عضو المجلس رئيسا للجنة تمثل قطاعا معينا دون أن يكون هذا الرئيس منتسبا للقطاع الذي تمثله اللجنة، ولا يكفي ذلك حتما اذا لم يكن هذا الرئيس لديه رؤية ولديه عزم على أن يقود هذه اللجنة الى ما يجعلها معبرة بجدارة عن هموم وتطلعات القطاعات التي تمثلها كل لجنة، وبالإضافة الى ذلك فأنه من الضروري أن يبتعد كل من توكل إليه رئاسة لجنة من لجان الغرفة أن يبتعد عن المجاملات في اختيار أعضاء اللجنة بحيث يتم الاختيار على أسس تعتمد على الجدارة والكفاءة والمقدرة على العطاء والإنجاز والإسهام الحقيقي في أعمال اللجنة وتحقيق أهدافها، وأن يكون على استعداد للتجاوب مع كل ما يفرضه عمل اللجنة من مسئوليات ومهام، حيث نعلم بأن بعض لجان الغرفة عانت من تغيب مستمر لأعضائها وبالتالي انعدمت فاعليتها، ويجب على رئيس كل لجنة أن يكون من ذوي الاهتمام والاختصاص المباشرين بشئون واهتمامات اللجنة التي ينتسب إليها حتى تتحقق الفعالية المطلوبة والتواصل المطلوب مع المنتسبين إلى القطاع.

ولابد أن يقترن ذلك بخطط عمل واقعية ومدروسة، المهم فيها أن تكون قابلة للتنفيذ، خاضعة للمتابعة والتقييم المستمرين من مجلس الإدارة لمعرفة المدى الذي تبلغه هذه الخطط في مجال التطبيق العملي طالما أقرت من مجلس الإدارة، فقد لاحظنا أن الكثير من اللجان على مدى دورات الغرفة السابقة تبنت خططا وبرامج عمل لم يظهر منها إلى حيز الواقع إلا القليل القليل، والقليل من هذا القليل كان له جدواه وصداه، نحن لا نريد من اللجان أن تسجل نشاطا بعد نشاط لمجرد تسجيل نقاط لحساب هذه اللجنة أو تلك يوثق في التقرير السنوي، وإنما نحن كما قال رئيس الغرفة في الدورة «26» ورئيس الكتلة الاقتصادية الدكتور عصام عبدالله فخرو نحن بحاجة إلى عمل نوعي حقيقي يمضي بالغرفة إلى آفاق جديدة من العمل والشراكة الفعلية مع الأعضاء، ومع الحكومة، ومع المجتمع؛ اذ لابد أن تعطي الغرفة مساحة أوسع من الاهتمام للشراكة المجتمعية كمؤسسة رائدة تمثل القطاع الخاص.

- بالنسبة إلى دور المرأة في الغرفة، لا أراه بأنه يجب أن يتمثل في انخراط أكبر عدد من سيدات الأعمال في مجلس إدارة الغرفة فقط وإن كنت أؤيد وأدعم ذلك، إلا أني أراه أيضا يتمثل في المشاركة الفعلية لسيدات الأعمال في انتخابات اليوم، وفي أعمال لجانها وفعالياتها المختلفة؛ لأن دور المرأة يجب أن يكون أكبر مما هو عليه الآن في كل أعمال الغرفة.

- أعتقد بأنه لا بأس من مجلس إدارة الغرفة المقبل أن يشرك أعضاء الغرفة في صياغة الرؤى والأهداف والتوجهات المقبلة عبر لقاءات تشاورية مع الأعضاء، واستبيانات واستطلاعات رأي علمية مدروسة تحلل نتائجها ومعطياتها، وأرى أن ذلك من شأنه أن يحقق تفاعلا أكبر بين الغرفة وأعضائها لاشك أنه الآخر ستكون له تبعات إيجابية.

إن الغرفة هي اليوم أمام انعطافة مهمة جدا لأننا نعلم طبيعة التحديات والمتطلبات والمستجدات التي تفرض على الغرفة، وعلى القطاع الخاص الذي تمثله الغرفة أن يدرك أبعادها، ولذلك فإن على أعضاء الغرفة وهم يعيشون اليوم عرسهم الديمقراطي عليهم مسئولية لا أريد أن أؤكد عليها لأني أفترض بأن الجميع يعيها ويدركها وأنه على يقين من تبعاتها، ومن هنا أتفق مع من قال بأن انتخابات اليوم هي امتحان لنا جميعا.

إقرأ أيضا لـ "خالد كانو"

العدد 2628 - الأحد 15 نوفمبر 2009م الموافق 28 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 4:18 م

      عرس!!

      لا اعرف عن اي عرس وديمقراطيه تتحدثون!!!

    • زائر 1 | 1:28 ص

      عرس !!

      عرس ... وديموقراطي ... ... عبالي العدل والانصاف في التوظيف والسكن ... عبالي وعبالي ... طلع لاعلى بالي ولاهم يحزنون

اقرأ ايضاً