العدد 2628 - الأحد 15 نوفمبر 2009م الموافق 28 ذي القعدة 1430هـ

أمور محيرة في تقرير الرقابة المالية

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

تقرير الرقابة المالية للعام 2008 صدر مطلع الشهر الجاري، وهذه هي سادس سنة يصدر بشأنها تقرير رقابي، وقد أشرت في مقال أمس إلى أنه يؤخذ على التقرير أنه يركز على الجانب الإجرائي أكثر من أي شيء آخر. كما أنني أتفق مع الملاحظات التي يبديها عدد من المتابعين للتقرير، إذ ينبغي أن يكون لديوان الرقابة المالية دور أكثر فاعلية وأن يساهم في صوغ المستقبل وأن يكون مصدرا حيويا يغذي الدولة بالمعلومات اللازمة لتطوير خططها واستراتيجياتها في مختلف القطاعات، وألا يركز على أنظمة الرقابة الداخلية فحسب. فعلى الرغم من أهمية النظم والإجراءات، فإن هناك أمورا أكثر أهمية تتطلب الالتفات، مثل كيفية إيقاف تبذير أموال الدولة في قطاعات شتى يمكن أن تضيع فيها الأموال من دون أن يعرف المرء شيئا عنها.

ديوان الرقابة المالية استعرض نحو 18 تقريرا، وأربعة فقط تتعلق برقابة الأداء، أما الباقي فكلها رقابة نظامية - إجرائية تتحدث عن مدى والتزام مسئولي الدولة والمؤسسات بالقوانين والأنظمة واللوائح والقرارات، وهذا كله لا ينظر إلى رقابة أداء هذه الجهات، أو ما يتعلق بأداء مشروعاتها. كما أن عملية اختيار الجهات - لفحص مدى التزامها بالإجراءات - تتم بشكل واضح. ويمكن للتقرير أن يستعيض عن تكثير عدد الصفحات بوضع تصنيف لدرجة خطورة هذه الملاحظة أو تلك، فقد تكون ملاحظة طولها سطر واحد، ولكنها خطيرة جدا، وأخطر بكثير من عشرات أو مئات الصفحات عن مخالفات إجرائية بحتة، فنحن لا نحتاج إلى تقرير ضخم بقدر ما نحتاج إلى تنبيه واضح ومباشر يتولد عنه إجراء ما لوقف ممارسة من ممارسات الفساد أو الهدر في المال العام.

إننا نرى أن هناك قضايا كبرى - كتلك المتعلقة بشركة ألمنيوم البحرين وتتداولها محاكم أميركية وغير أميركية - لم يكتشفها أحد تقارير الرقابة المالية، وهناك مشروعات ضخمة لعدة جهات حاليا، وهذه المشروعات تكلف الملايين والمليارات من الدنانير، ولكن ديوان الرقابة لا يتوجه نحو التدقيق فيها، وحتى موضوعات أصغر كان التقرير يشير اليها في سنوات ماضية - مثل عدم دفع فواتير الكهرباء من قبل فئات ليست في عوز مادي - أصبحت الآن غير واردة في أي صفحة من صفحات التقرير على الرغم من استمرار هذه الظاهرة .

الأمر الآخر هو أن ديوان الرقابة المالية لا يعقد أي مؤتمر أو بيان صحافي، وكأن إصدار التقرير قضية هامشية وليست ذات معنى، هذا في الوقت الذي تزداد المؤتمرات الصحافية عن كثير من القضايا. كما ان التقرير لا يصل إلى الصحافة إلا من خلال التسريب... فإذا كان تقريرا للمصلحة العامة، لماذا لا يباع لجميع الناس بحيث يمكن الاطلاع عليه بشكل ميسر؟ أسئلة محيرة تزداد مع قراءة كل صفحة في التقرير الضخم جدا.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2628 - الأحد 15 نوفمبر 2009م الموافق 28 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 4:14 م

      العمر ايام معدوده

      خل السعوديه تنفعكم يوم تقفون بين يدي الله الواحد القهار

    • زائر 14 | 4:50 ص

      مايقدرون لان في متنفذين

      المتنفذين يقعون خلف وامام كل اجراء ويش يقدرون يسوون التقرير لازم يظهر بهالشكل حتى لا ينفضح المتنفذون ... ومن هم المتنفذون؟؟!!

    • زائر 13 | 2:22 ص

      المتنفذين خط احمر ومكانتهم تساوي تراب الوطن!!

      لكي لا تفوح رائحة الاجرام العفنة تراهم يتسترون على التقرير!!! و حركتهم هذه تثبت للناس ان هناك اجرام و فساد مستشري في البلد و لو كان التقرير يعبر عن ارادة لمكافحة الفساد لتم نشره بالصحف و رأينا شخصيات تحول للنيابة......و لكن و آآآآه على و لكن..و لكننا في وسط الفساد الذي يطعن في خاصرتها....فسلاما عليك يا بحريننا فتريهم يغنون بمحبتك و هم اول القاتلين لك!!
      لو كانوا جادين لشاهدنا المحاكمات و لكن عند فتح التحقيق سيغرق الكثير من المتنفذين و هذا خط أحمر!!!

    • زائر 11 | 1:28 ص

      اجراء حق يراد به باطل

      انها لعبه لجر السرقات في مصب واحد معين بدل ان تكون في عدة جيوب متفرقه بدليل انا لم نري اي محاكمه و مسائله لاي جه ضبطت بالسرقه للمال العام.

    • زائر 10 | 12:03 ص

      هذا مستواهم

      للاسف الشديد أعتقد ما هو الا لمجرد اعلام

    • زائر 9 | 11:26 م

      الكل ياكل من الكيكة ولو لحسة اصبع

      الدكتور العزيز، ما لا يعرفه الكثيرون في قصة علي بابا والاربعون حرامي أن العصابة لم تكن من 40 حرامي فقط، وانما الاربعون هم اللصوص الذين ارتدوا ملابس اللصوصية وتنقبوا وعاشوا بالمغارة ولكن الكل تغاضى عن اللصوص الاخطر منهم وهم من كانوا يساعدونهم ويتجسسون لهم وينقلون الاخبار لهم ويغطون عليهم فترى لصا في صورة خباز ولص في صورة حارس للقصر ولص في صورة بائع وهكذا ولو تمعنا بالقصة لربما تغير عنوان الحكاية من علي بابا والـ40حرامي الى علي بابا وعدد غير معروف من الحرامية

    • زائر 8 | 11:25 م

      فساد من الدرجه الاولى

      تقارير الرقابه الماليه لا احد يعلم بها وكأنها تخص جهه ما!!
      هناك قضايا كثيره وكبيره تحت الستار
      ومنها ما انكشفت بعد اعوام كشركه ألمنيوم البحرين..
      افعل ما يحلو لك هنا وهناك فقد أمنت العقوبه....

    • زائر 2 | 7:33 م

      لا تزال الإسطوانة المشروخة تصدح بنفس الإسلوب والنهج

      أين التدقيق الداخلي لوزارة الأشغال ولماذا تم الاستعانة بشركة .K.B.M.G لتزويدهم بموظف يقوم بهذا الدور أين الكوادر الوطنية وهل تم توظيف كوادر وطنية للتدقيق ولماذا إدارة الموارد المالية في وزارة الأشغال انتهجت اسلوب المرواغة واستعانت بشركات التدقيق لتزويدهم بموظفين أجانب على الرغم من أن انشاء قسم او وحدة للتدقيق الداخلي كان مطلوبا منذ سنوات غير أن ذلك الشيئ لم يحدث حتى الآن ؟؟!!

اقرأ ايضاً