العدد 2627 - السبت 14 نوفمبر 2009م الموافق 27 ذي القعدة 1430هـ

رئيس حملة الحج... والتميّز!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

سندخل بعد أيام شهر ذي الحجّة المبارك، وسيبدأ حجّاج بيت الله الحرام بممارسة شعائر الحج العظيمة، ورئيس حملة الحج بدأ كذلك في رص الصفوف، وتجهيز إدارته لحملة الحج التي ستبدأ لهذا الموسم.

إنّ رئيس حملة الحج مهتمّ جدا بالتميّز، ولكنه للأسف الشديد منشغلٌ بأمور أخرى وبإدارات أخرى غير حملة الحج، ففوّض نائبه في الإدارة الى الاهتمام بشئون الحجّاج، ونصحه بعدم ترك أي فلس قد يسقط سهوا هنا وهناك، إذ إنّ الحملة تُدار من زمن بعيد، ويجني الرئيس خلالها ثروة غير قليلة، ولكنّ الجشع غلب عليه، ليدير الحملة والإدارة معا.

وقد صدرَ عن وزارة الصحّة بيان لرؤساء حملات الحج، وذلك بأهمّية الاهتمام بصحّة الحجاج، والمحافظة على القواعد العامة وأسس الوقاية من مرض انفلونزا الخنازير، فلم يعر رئيس الحملة الذي نقصده لهذا الأمر اهتماما، ولم يوجّه نائبه الى ما طُلب منه، وذلك لسوء إدارته التي تقوم على الغش، فاحتمال إصابة الناس بأي مرض أمرٌ وارد، إذ انّه - وكما هو معروف عنه - آثرَ مصلحته على مصلحة الآخرين!

ولسلامة الحجاج كان لابد لهم أن يذهبوا الى المركز الصحي أو إحدى الصيدليات، ليشتروا اللوازم الصحيّة، قبل أن ينخرطوا في حملته التي يبدو أنها ستكون فاشلة حتى قبل أن تبدأ، لأنّ المسكين لا يستطيع أن يخرج «خردة» الناس، ولا يستطيع استخدامها في مكانها الصحيح، حتى لا يتوقّف قلبه!

مربط الفرس، لماذا لا تقوم وزارة العدل والشئون الإسلامية بوضع ضوابط على رؤساء حملات الحج، بحيث لا يتم المزج بين حملة الحج ورئاسة إحدى الإدارات في الدولة، لأنّ حملة الحج تحتاج الى تفرّغ واهتمام من قبل الرؤساء؟! مع العلم أنّ هناك بعض رؤساء الإدارات في الدولة، الذين يحاولون أن يوقفوا بعض الناس عن مزاولة مهنتين في آن واحد، وينسون بأنّهم أنفسهم يزاولون أكثر من مهنة... يضيّقون على الناس في أرزاقهم، ولكن المحاسبة (غير النظيفة) تتوقّف عند أبوابهم!!

مربط الفرس الثاني، لماذا يريد صاحبنا رئيس حملة الحج التميّز، وهو يعلم علم اليقين أنّه لا يستطيع أن يأخذ قبل أن يُعطي بمصداقية ونزاهة وتركيز، فهو كما قيل، فشل في حصوله على التميّز في إدارته، فكيف سيحصل على التميّز في حملته؟!

نتمنى من رئيس حملة الحج أن يعد نقوده الفانية أوّلا بأوّل، لأنها ستنتهي منه في يوم من الأيام، ولن يبقى له إلا الإفلاس، إفلاس من النقود ومن الناس، فهو لم يتميز في شيء إلا البخل والجشع ومناطحة الناس في رزقهم، واستخدام صلته لإثبات انّه الأقوى!

هل يا تُرى هذه أخلاق رئيس حملة الحج؟ أم أن أخلاق رئيس حملة الحج يجب أن تكون أرقى من ذلك بكثير؟!

نعتقد أنّ التأني في اختيار حملات الحج أمرٌ مهم، وعدمه قد يودي بحياة الحجاج، بسبب نقص المواد التي يحتاجها الحاج، والتي تعتبر من الأولويات، الأمر الذي يؤدي الى ضرورة مراقبة حملات الحج والتأكّد من خلوّها من أمثال هؤلاء الرؤساء

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2627 - السبت 14 نوفمبر 2009م الموافق 27 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 4:13 م

      احسنتي

      شكرا يا اخت مريم قلمك كالجمرة احسنتي ووفقك الله وحفضكي من كل مكروة.

    • زائر 7 | 2:48 م

      كلام رزين و حق جدا و لكن

      من ياخذ بكلامك يا أخت مريم ، اذا الدولة وضعت مثل هذا الشخص في محل المؤولية و يتحكّم في أرزاق الناس ، قولي لي انتي من يقدر ينزعه من مكانه اللي ما يستاهله !!!! عجبي على الدنيا

    • زائر 6 | 2:46 م

      برّدتي يوفنا فيه

      انا اشتغل له حق حملته و انا المفروض في ادارته ، تصوّري الظلم ، و السحت اللي ياخذه ، و اللي ما يشتغل طبعا مو مع سعادة الرئيس...

    • زائر 5 | 5:47 ص

      المقال جاء متأخرا

      شكرا للكاتبة على جرأتها, ولكن في اعتقادي ان المقال جاء متأخرا.

    • زائر 4 | 4:50 ص

      من تقى البتول الى العزيزه مريم

      نعم المقالات مقالاتك فانك مع الحق ومن يكون مع الحق فالله نصيره ودائما مشرقه ياشروقي بارك الله فيك وجعلك من اهل الجنه

    • زائر 2 | 11:49 م

      الى الابنه الحبيبه مريم

      ماهذه المقالات الجريئه الصريحه ياجبيبتي بارك الله فيك وجعلك دائما مع الحق بحق محمد وال محمد

    • زائر 1 | 10:12 م

      الشروقي... أحسنتي

      الشروقي ديوان الخدمة المدنية حاول يقطع أرزاقنا من البحر ، لأن احنا مدرسين ، تصوري ، و، أتمنى انج تتكلمين عنّه ، بارك الله فيك وفي قلمك ، وسدد خطاك ، و ما قول الا انج أحسنتي يا الشروقي !!!!

اقرأ ايضاً