هناك كاركاتير نُشر في الولايات المتحدة يصور الرئيس الأميركي المنتخب باراك حسين أوباما في صورة سوبرمان، والعرب لسوء الحظ مثل الغريق الذي يتعلق بقشة أوباما ومن أجل عقلنة توقعات العرب من الرئيس أوباما والذي سيعتلي السلطة في واشنطن. فقد نظم مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، ومؤسسة كارنجي للسلام العالمي ندوة في القاهرة بتاريخ 15 يناير/ كانون الثاني 2009 بعنوان «رؤية لسياسات أوباما المتوقعة تجاه العرب» وقد شارك في الندوة من منظمة كارنجي كل من:
1 - كبيرة الباحثين في قضايا الانتقال للديمقراطية مارينا أوتوادي.
2 - نائب رئيس وحدة الدراسات، رئيس برنامج دراسات الديمقراطية توماس كاروثر.
3 - كبير الباحثين وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة عمرو حمزاوي.
ومن الجانب المصري شارك كل من:
4 - مدير البحوث السياسية في مركز الأهرام والقيادي في حزب الوفد وحيد عبدالمجيد.
5 - المدير التنفيذي لمركز القاهرة لبحث حقوق الإنسان بهي الدين حسين.
6 - نائب رئيس مركز الاهرام وامين عام حزب الجبهة الديمقراطية أسامة الغزالي حرب.
وقد عقب على الأوراق المقدمة كل من:
1 - محلل سياسي مركز الاهرام خليل العثاني.
2 - نائب رئيس مركز البحوث العربية والإفريقية والقيادي في حزب التجمع الوحدوي عبدالغفار شكر.
3 - رئيس وحدة العلاقات الدولية بمركز الأهرام وعضو لجنة السياسات في الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم جمال عبدالجواد.
كما شارك في التنقيب عضو مجلس شورى الاخوان المسلمين عصام العريان، كان من المقرر ان تكون الندوة في جلستين ولكن تقرر ان تمتد في ندوة ماراثونية واحدة. ومنذ البداية أوضح المدير التنفيذي لمركز القاهرة بهي الدين حق ان الندوة ستركز على نقطتين في السياسة الخارجية المحتملة للرئيس المنتخب أوباما وهما:
1 - الحرب الدائرة في غزة، واستطراد الصراع العربي الاسرائيلي.
2 - الموقف تجاه الديمقراطية وحقوق الانسان في المنطقة العربية .
اتفق جميع الباحثين والمقدمين أن الرئيس بوش يترك وراءه تركة ثقيلة لحلف أوباما، في الداخل والخارج، في الاقتصاد والسياسة الخارجية، والتورط في حرب كونية ضد الارهاب وتفرعاتها في العراق وافغانستان، كما ان صدقية الولايات المتحدة تجاه الشعوب وحتى الحكومات العربية فيما يخص القضية الفلسطينية، ودعم الديمقراطية وحقوق الإنسان في أدنى درجاتها. ولذى فإن أولى مهمات أوباما هي استعادة ثقة الأميركيين، وثقة العرب في سياسته الخارجية وخصوصا تجاه القضيتين المذكورتين.
لقد طرح أوباما شعار «التغيير، نعم نستطيع» لحملته الانتخابية وفعلا مثل نموذج التغيير في شخصيته ومقارباته واستراتيجيته لاخراج الولايات المتحدة من مأزقها، وفاز بغالبية كبيرة ضد منافسه الجمهوري مكين كما ترافق فوزه الكبير بتحقيق الديمقراطيين لفوز كبير بالحصول على غالبية في كل من مجلسي الكونغرس-الشيوخ والنواب، وهو ما يسهل عليه تنفيذ برنامجه لكن جميع الباحثين حذروا من رفع سقف التوقعات تجاه تغيير جذري في سياسات الولايات المتحدة تجاه العرب سواء تعلق الأمر بالصراع العربي الاسرائيلي وفي القضية الفلسطينية أو فيما يتعلق بدعم التحول الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان. لقد تعهد الرئيس بوش باقامة دولة فلسطينية مستقلة ديمقراطية ذات سيادة في عهده، لكن عهده انتهى بحرب اسرائيلية دموية ضد غزة، حيث تراجع حلم اقامة الدولة الفلسطينية، وتسوية عربية اسرائيلية دائمة عقودا إلى الوراء كما أن بوش تبنى بعد حدث 11 سبتمبر/ أيلول 2001، استراتيجية نشر الديمقراطية، وحقوق الإنسان في المنطقة العربية، التي تفرخ الارهابيين في ظل انظمة الحكم الاستبدادية»، لكن هذه الاستراتيجية غاصت في اوحال الاحتلال الأميركي، والحرب على الارهاب. والحصيلة ضئيلة جدا، قبل ان يرتد بوش عليها، حيث الاولوية للتحالف ضد الارهاب، و»المعتدين» ضد «محور الشر» في ظل هذه التركة الثقيلة يبدأ أوباما عهده. وكما حذر أكثر من باحث فإن أوباما سياسي وليس مبشرا وللسياسي حساباته، وأوباما بتركيبته سياسي برغماتي، وهو ما اتضح سريعا بعد فوزه سواء من حيث اختياره لأعضاء إدارته، أو مواقفه تجاه أهم القضايا.
إقرأ أيضا لـ "عبدالنبي العكري"العدد 2325 - الجمعة 16 يناير 2009م الموافق 19 محرم 1430هـ