الجنسية أمر مقدس، فحين أنتمي إلى أرض تكون الذات متوجهة إلى ترابها وتشتاق إليها حين ترتحل عنها ولو لساعات قليلة... لا أدري إذا كان هذا الشعور موجودا لدى كثير من حملة الجنسية البحرينية الجدد.
أحد الرفاق ينقل أنه اعتاد على ممازحة أحد الآسيويين في القرية، ولربما زود معه في بعض الأحيان لتصل إلى مستوى المزاح الثقيل، ولكن يظل الجو هادئا مهما حدث... إلى أن جاء يوم تابع فيه صاحبنا مسلسل المزاح، فكاد الآسيوي يضربه بقطعة خشب، وهو يقول: جواز مال أنا بهريني!نعم، جواز هذا الآسيوي يتيح له جميع حقوق المواطنة، فلا يجوز حتى أن تتعدى مستوى المزاح، ولا أعلم إن كان الجواز يحوي فقرة تحدد نوعية المزاح وطريقة الكلام مع حملة الجنسية الجدد!
هو بهريني، وبكل ثقة يقولها لأنه حصل على «الأحمر»، ولربما كان حريا بالجهات المعنية أن تعود إلى تجربة إحدى دول الخليج الحبيبة التي حين أرادات منح الجنسية لكثير من الوافدين الذين قضوا سنين طويلة على أرضها، فجاءت بهم وأعطت الجنسية لمن يجيد القول: أبوظبي... ضب أبو ظبي!وأنا أتحدى أن كثيرين من حملة الجنسية البحرينية الجدد لا يجيدون قول: أنا بحريني!
مع ذلك، هؤلاء أفضل بكثير من بعض من حصل على الجنسية منذ سنين طويلة وهم يجيدون العربية، فأخذوا يصدرون كتيبات تطعن في إحدى طوائف الشعب التي لطالما حملت الجنسية البحرينية أبا عن جد.
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"العدد 2325 - الجمعة 16 يناير 2009م الموافق 19 محرم 1430هـ