لا يختلف اثنان على قوة إبهار الكاريكاتير (الناجح طبعا) للقارئ وسرقة عينه عن أي مادة أخرى موجودة في الصفحة، وسر هذه السرقة أو الاستراق إن جاز لنا التعبير هو قدرة الرسام على اللعب على وتر انجذاب القارئ للحاسة البصرية أكثر منها من أي حاسة أخرى يستطيع من خلالها استدراج القارئ وقراءة محتوى الفكرة المطروحة في الكاريكاتير.

فالعنصر البصري في اعتقادي هو أسرع عنصر يمكنك أن تتحكم فيه، ويمكن أن تجذبه عبر توفير المغريات المناسبة، بل يمكن للقارئ أن يسعى لتغييره إن لم يحُز على إعجابه، ولكن في حال الكاريكاتير الناجح يكون الموضوع مُختلفا تقريبا، إذ يسعى الرسام (ومن غير قصد أحيانا) في أن يجلب نظر القارئ إلى رسمه عبر إبهار الخطوط وتميزها بخطوط انسيابية أو شخوص ومواضع مُلفتة للنظر أو عبر استخدام منظور جاذب للنظر، ولا تستغرب أحيانا أن يكون العرض عاديا جدا وبسيط أحيانا وعبر إبهار الألوان واستخدام الألوان الفاقعة كالأصفر والبرتقالي والخلفيات البنفسجية والمسطحات الخضراء الفاتحة، ومن ثم يجبره على قراءة ما تحتويه تلك الرسمة من فكرة واستيعابها والتأمل في طريقة عرضها، ومن ثم الاتجاه بنظر ذاك القارئ إلى أي مادة أخرى في الصفحة.

ولكن يبقى أن يعرف الرسام أنه من السهل أن يسترق نظر القارئ يوما أو يومين أو أكثر عبر استغلال هذه الوسيلة في الوصول للقارئ، ولكنه لن يستطيع أن يحصل على طرفة نظر بعد فترة وجيزة إذا ما أثبت أنه كفؤ في تقديم فكرة جديدة ومميزة وغير مكررة وربما غير مسروقة أيضا!