العدد 2626 - الجمعة 13 نوفمبر 2009م الموافق 26 ذي القعدة 1430هـ

خطوة «الوفاق» البرلمانية

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في خطوة استباقية، تميزت بها عن القوى السياسية الأخرى، بشأن التحالفات السياسية المحتملة لخوض انتخابات برلمان 2010، أفصحت الجمعية عن أن الموقف الذي سيحكم استراتيجيتها سيقوم على «دعم مرشحين من القوى الوطنية المتحالفة مع الوفاق في عددٍ من الدوائر غير المحسومة لصالح الوفاق». جاء ذلك على لسان الأمين العام للجمعية الشيخ علي سلمان «خلال لقاء مفتوح جمعه مع الممثل البلدي للدائرة السيد أحمد العلوي ومع أهالي الدائرة الأولى بالمحافظة الشمالية التي يمثلها»، ونقلته صحيفة «الوسط»، مشيرا، كما نقلت «الوسط»، إلى «أن المزاج العام داخل الأمانة العامة وشورى (الوفاق) لا يرغب بوجود تحالفات في الانتخابات المقبلة داخل الدوائر الوفاقية الحالية»، معتبرا التجربة الجزئية التي دعمت فيها الوفاق النائب عبدالعزيز أبل في 2006 بأنها «غير إيجابية».

قبل الدخول في تقويم هذا الموقف، وانعكاساته على الجمعية ذاتها، وعلى العلاقات التي تحكمها مع القوى السياسية الأخرى، لابد من التأكيد على أهمية وضوح هذا الموقف الذي يمكن تلخيص أهم معالمه على النحو الآتي:

1. عزم الوفاق على المشاركة رسميا في انتخابات 2010، ومن خلال أعضائها، الأمر الذي وضع حدا للجدل الدائر بشأن الموقف من تلك الانتخابات، والذي يستنبط منه أيضا، اقتناع الوفاق بجدوى المشاركة في البرلمان لتفعيل دورها السياسي من جهة، ولجم تسلط الدوائر التنفيذية من جهة ثانية.

2. حصر تحالفاتها السياسية مع القوى الأخرى، في الدوائر الانتخابية غير المحسومة لصالح مرشحي الوفاق، وهذا يعني أن تحالفات الجمعية، في حال وجود ما يبررها، ستكون خارج «الأراضي الوفاقية»، بما يحقق للوفاق الحصة التي تعتقد (الوفاق)، أنها تستحقها، كقوة سياسية، أو كحضور اجتماعي.

3. هيكلية التحالفات ستكون على أسس تنظيمية، أي مع قوى سياسية أخرى، ولن تكرر تجربة التحالف مع الأفراد، كما حصل مع النائب عبدالعزيز أبل، وهذا ينقل السلوك السياسي الوفاقي من المخاطبة المباشرة للأفراد، إلى التعامل السياسي المنظم مع القوى السياسية الفاعلة في الساحة.

في البدء، لابد من التأكيد، على أن إبداء النية في نسج التحالفات، وطالما أنها في الاتجاه الصحيح، هو بحد ذاته موقف إيجابي، بوسعه أن يشكل بوتقة تنصهر فيها، دون تغييب لهويتها، قوى سياسية مختلفة يجمعها هدف أو مجموعة من الأهداف المشتركة. إذ يفتح التحالف الأبواب أمام أشكال متعددة من اتفاقات التعاون المتبادل بين قوى متعددة تتحدد في ضوئها أولويات العمل، وتصنف بمقتضى بنودها خريطة التحالفات مع القوى الأخرى غير المنخرطة في ذلك التحالف، وخاصة عندما تكون قاعدة التحالف واسعة ومرنة تبيح للقوى المنخرطة فيها الاحتفاظ بالكثير من استقلاليتها، وتمنحها شيئا من حرية الحركة في نطاق الإطار السياسي والفكري الذي يحدد العلاقات بين القوى المتحالفة تلك. هذا يتطلب أن تكون أهداف التحالف واضحة، وآلية تنظيم العلاقات بين أعضائه مرسومة بدقة، وفترته الزمنية محددة، دون أن ينفي ذلك احتمالات تطوره، في مراحل لاحقة، من مجموعة من القوى، إلى قوة واحدة، تشكل في مراحل مقبلة، قوة ضغط فاعلة تستمد من تكاتف عناصر ذلك التحالف، والقوى التي باتت بتصرفه.

هذا يفسر كون التحالفات، في كثير من الأحوال، مؤقتة، وعدد القوى المنخرطة فيها متغير، وفقا لتغير ظروف الزمان والمكان. فطالما اقتنعنا بأن السياسة هي «فن الممكن»، فمن غير المنطقي أن نقع في أوهام تحالفات سرمدية، حول أهداف ثابتة، وخالدة. وفي التاريخ العربي الإسلامي نماذج ناجحة من التحالفات المرحلية الناجحة، لعل من أبرزها، هو ذلك الذي نسجه الرسول مع اليهود في المدينة المنورة، وبعده، ذلك الذي أقامه مع مع المشركين من بني ضمرة.

السؤال الذي يثيره أي مراقب لتجربة العمل البرلماني البحريني، وخاصة منذ مشاركة الوفاق في انتخابات 2006، هو أيهما الأفضل للوفاق أن تستخوذ منفردة على مقاعد «الأراضي الوفاقية»، أم أنها طوعا، وباختيار ذاتي تبيح وتساعد قوى من ألوان سياسية أخرى مثل «وعد»، فيما لو وافقت على المشاركة، و «المنبر التقدمي»، كي ينجح مرشحوهم، ومن ثم تنتقل ألوان مقاعد المعارضة من كتلتين الأولى «شيعية» تملؤها الوفاق، والأخرى «سنية» تعبر عنها القوى الدينية السنية المختلفة، إلى مجموعة متنوعة من القوى السياسية؟

في حالة تفرد الوفاق، بالمقاعد غير السنية، ستساهم الوفاق شاءت أم أبت، بأن تروي تربة «الطائفية»، التي قد تجد نفسها، كما جرى في جلسات البرلمان الحالية، مضطرة إلى لبس عباءتها، التي ألقتها عليها قوى، لم تكن نواياها خافية على الوفاق. بالمقابل، وفيما لو مدت الوفاق يدها وتحالفت مع قوى من صبغات سياسية مختلفة، مثل «وعد» و «المنبر التقدمي» فسوف يصبح في وسعها، وهي قادرة على ذلك، أن ترسم معالم لوحة معارضة المجلس النيابي المقبل، بأقلام غير طائفية، وبالتالي، فهي لن تحارب الطائفية فحسب، ولكنها أيضا ستضيع الفرصة على من يحلو لهم زج البرلمان في معارك طائفية تكون الوفاق من أكثر القوى خسارة فيها، بالمعايير الوطنية.

خطوات الوفاق الانتخابية، بفضل كونها أكبر الكتل البرلمانية، وأكثرها تماسكا، ستحدد مسارات البرلمان المقبل، بل وستحدد مقادير الربح والخسارة الوفاقية. ومن هنا، فهناك مسئولية وطنية تقع على عاتق الوفاق تتجاوز المسئولية الطائفية، وتضع الوفاق اليوم، قبل وأكثر من أي يوم مضى، بين خيارين: الطائفية أو الوطنية. وعلى الوفاق وحدها، وبمحض إرادتها أن تمد يدها كي ترفع الراية التي تعتقد أنها الأكثر ملاءمة لها.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 2626 - الجمعة 13 نوفمبر 2009م الموافق 26 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 11:53 ص

      لا يُلدغ المؤمن من جحر مرّتين

      ماذا إستفاد الشعب من هذا البرلمان غير الخسائر ؟ وماذا أنجز لنا نوابنا؟ هل حسبتم رواتب ومخصصات وسيارات و سفرات وإخيراً تقاعد النواب الكرام خلال الأربع سنوات الماضية من عمر المجلس؟ لو حسبنا كل ما ذكرت لأصبح الناتج مئات الملايين كان شعب البحرين أولى بها من نواب 2006 ولاسيما الإسلاميين منهم سنة وشيعة، وهل تتوقعون أن برلمان 2010 سيكون أحسن حالاً من البلمان الحالي؟ لا والله، بل ربما أسوأ، لذا كمواطن رأى بأم عينيه مضار البرلمان عليه وعلى بني وطنه، سوف لن أنتخب احداً، ولا يُلدغ المؤمن من جحر مرّتين.

    • جنوساني حر | 9:47 ص

      محصلت الوفاقيين من 2006

      1_ حازوا على لقب الكتله الايمانية (( صك غفران)) 2_ ضمنوا التقاعد الخيالي الذي كان محرما ولايليق بالمؤمنين اخذه وبقية الخطبة ومن بعد ذخولهم كان حلا لهم (( تحياتي))

    • زائر 17 | 6:33 ص

      جميع المقاعد

      على الوفاق لملمة الشمل و حصد المقاعد البرمانية. على علمي هناك كوادر من اقتصادين و سياسين و تجار كانوا وفاقيين ويدعمون الجمعية الا ان ما حصل قي التجرية الماضية جعلهم يبتعدون و هذا ما الت اليه الوفاق حاليا. اذا على الوفاق ان تعمل بجد مع مع كل الاطياف الاسلامية الشيعية سواءا جمعيات او افراد او حتى جماعات لتتبلور النخبة البرمانية وتكون ممثلة لكل الاطياف. كلمة الطائفية الماطاطية كانت وسوف تبقى لمن هي مفتاحه الوحيد في لم جماعات معينة لتسانده الى الفوز و هو خداع الناس

    • زائر 16 | 5:14 ص

      الي زائر 12

      ليس العيب في الفكره ولكن في التطبيق فكل الدول المتقدمه لديها برلمانات بعيدا عن السلطه الكيديه و الموامرات ضد المواطنين فلا يمكن ان تسير عربه بثلاث عجلات وانصاف الحلول لا تنفع ثم ان الوعي في الطرف السني مع الاسف غير ناضج

    • زائر 14 | 4:54 ص

      بلا وفاق بلا برلمان أصلاً

      يا ايها الشعب الوفي ( لا تكون غبي ) ماذا استفاد المواطن من هذا البرلمان غير زيادة بنبش الطائفيه واحباط وحسرة ومساومة على اراضي البلد وخيرات البلد من اجل الحصول على التقاعد (سرقات التقاعد وبابكو والبا وتمكين والاراضي والسواحل أقتطاع 1% من الشعب ) هل يستفاد من البرلمانيين الذين همهم مصالحهم الشخصية دعونا أولاً نحاسب المنتخبين من قبل الشعب ؟ دعونا نطالب بتغير جذري في اسلوب البرلمان (السلطة التشريعيه مجرد مقترح واقتراح برغبة والسلطة التنفيذية نعتذر ولا نوافق ) اذا مذا يستفاد من برلمان عقيم ؟؟؟

    • زائر 12 | 4:29 ص

      الي الوفاق

      ما يحك ظهرك غير ظفرك اما التيرات الاخري سوي كلام من غير فعل يتقلبون حسب مصالحهم لان العرق دساس احذروا الجنبلاطيين.

    • زائر 11 | 4:21 ص

      المسار الصحيح ان صح القول

      ما سوف تقوم به جمعية الوفاق في المرحلة المقبلة هو عين العقل والصواب فالمارضة يجب أن تكون من كل أطياف ومكونات الشعب وليس لفئة معينة ويجب أن تكون أجندتها المقبلة وطنية وأسلامية بحته لايشوبها أي شيء ويجب أن يتعامل معها الجميع بمبدأ الأخوة الأسلامية لكي تتحقق كل الملفات العالقة والله يهدي الجميع الى مافيه مصلحة الوطن والأبتعاد عن الأصطفاف الطائفي الذي لايخدم الا أعداء الأمة فيكفينا ما نشاهده من دمار يستهدف كل الأمة فهل من معتبر.

    • زائر 10 | 2:55 ص

      الوفاق ..

      "يجب أن تتنازل الوفاق حتى تغذي الروح الوطنية! " لولم تتكتل الجماعات الاخرى " وخلق منها جمعيات من تحت الارض" لما كانت الحاجة الى الاصطفاف. فالتكتل الشيعي سببه تكتل سني +سلفي+حكومي وإن حلى للبعض تسمية نفسه بالمستقل. إن جميع القضايا التى نادت بها الوفاق تهم الجميع وجميع المطالبات تؤثر وتؤتي ثمرها للجميع من المواطنين.. إذا لم الوفاق ؟ هل لانها صوت العقل؟ أم لانها الوحيد الذي ينظر لمصلحة الجميع دون إستثناء "

    • زائر 9 | 2:49 ص

      الوفاق تكرس والمعارضة تترس والموالاة تتجهز

      الوفاق لا تريد التنازل عما تراه (بعين مفقوعة) حقوقها وغنائمها المشروعة والمعارضة الوطنية وبقية التيارات الشيعية خارج إطار الوفاق تتفرج وهي تعلم بأنه وفق التقسيمة الحالية للدوائر لا أمل لها في الوصول الموالاة تتجهز لأخذ حصتها مما بقى من دوائر لا تستطيع الوفاق الحصول عليها الوفاق التي وعدت بتعديل الدوائر لم تتجرئ أو لا تريد تغيير الواقع فلم تتقدم حتى بمشروع قانون في هذا الخصوص فمرحباً ببرلمان جديد سخيف كالحالي وكل أربع سنوات والبحرين في طائفية

    • زائر 8 | 2:13 ص

      لماذا الوفاق

      الاستاذ الفاضل العبيدلي مع احترامنا لشخصكم الكريم ولكن نتسائل لماذا الوفاق اين الاصالة واين المنبر الاسلامي من هذا المقال الخ... من بداء ووراء وغذى الطائفية في البلد فنتمنى ان لايطلب منى مزيد من التنازل كل شي اخذ منا ولابقى سوى هلكم مقعد في البرلمان واليوم يطلب من الوفاق مزيد من التنازل!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

    • زائر 7 | 1:02 ص

      سيد حسين

      لماذا على الوفاق او غيرها(الشيعة) ان تلبس لباس الوطنية وعدم لبس عباة الطائفية بينما الاخرون يلبسون لباس الطائفبة ويدعون له في المجلس وفي مؤتمرات و فزعات لاكثر من كتلة ، وبوقا نشاز لايرتاح الا عندما ينفخ فيه.
      قل لي اذا وجد في اي بقعة من هذا العالم من يعطي تنازلات اكثر من الشيعة في البحرين،السعودية،العراق حتى ايران ولبنان.
      لكل طائفة حق في الوجود وتمثيلها حقيقيا ولكن هضم وغيب حقهم فكيك تريد منهم ان يلدغوا اكثر من مرة.

    • زائر 6 | 12:55 ص

      يسعد صباحك

      اتفق معك يا استاذنا في ما ذهبت اليه ولا بد للوفاق ان تعطي الفرصة لبقية الطيف الوطني من اجل الدخول الى مواقع الوفاق الانتخابية حتى يتنوع الطيف السياسي في المجلس ولكن ماذا سيقدم الاخوة الوطنيون للوفاق ولاسيما في الملفات الدينية مثل ملف قانون الاحوال الشخصية وغيرها من الملفات الدينية الشائكة...هل سيلتزمون الصمت ام سيدعمون مواقف حليفتهم

    • زائر 5 | 12:45 ص

      منمخاطرة غير محسوبة العواقب إلى مغامرة مهلكة!!

      إن ما أقدمت عليه الوفاق من مشاركة قي انتخابات 2006جلب كثيرا من المخاطر الكبيرة على حاضر هذا البلدو مستقبله و لم تحسب الوفاق عواقب تلك المشاركة البائسة وهاهي اليوم ورغم كل الويلات التي أرهقت بها أبناء البحرين نراها ودون ترو تفتح الباب على مصراعيه لمشاركة جديدة أقل ما يمكن القول عنهاأنها مغامرة مهلكة .

    • زائر 4 | 11:28 م

      التحالف يأتي لاحقا!!!

      التحالف يأتي لاحقا تحت قبة البرلمان وليس مسبقا فهذا ماجنته يداك عليك في المرة السابقة فلنتعلم من اخطاءنا ولنترك البهرجة111 ناهيك عما لايكون في الحسبان ممن يخططون من ورائكم . ومن يصلون الى المراكز على اكتاف غيرهم ثم ينكثووووون.

    • زائر 3 | 11:09 م

      عجيب

      مع احترامي لك ولتاريخك الظاهر لازلتم لا تعرفون الوفاق استاذي اذا يقولون لكم جمعية ايمانيه ومرجعهم الولي الفقيه فماذا تنتظر ( الوطنيه ) او ( الطائفيه )

    • زائر 2 | 10:11 م

      الدكتور أبل لم يلبي الطموح

      الوفاق تعمل من منطلق ليس حبا في علي و لكن كرها في معاوية .
      و لكن معاوية الذي تم اختيارة لم يلبي طموحات الوفاق . فأرادوه عون و شافوه فرعون .
      لأن الدكتور عبدالعزيز أبل ليس من النوع الذي ينجرف و راء الأهواء . لتمتعة بالعقلانية . تم اختيار أبل لانة نصف سني . طبعا على مبداء احبك يا خالتي لأن فيك ريحتة أمي . و لأجل عين ألف عين تكرم المهم من يفوز يفوز المهم ليس من الطائفة الثانية و هذا المبدء معروف . و لو إنة فية من الذكاء المكشوف .

    • زائر 1 | 9:28 م

      لم أفهم

      عندما تقول أن الوفاق ستحدد مسار أو نهج البرلمان المقبل، وأنها حوربت بما يسمى بالطائفية من هذا وذاك في هذا البرلمان .. لماذا على الوفاق أن تختار إحدى هاتين الرايتين ؟ الوطنية أو الطائفية. هذه ليست مشكلة الوفاق وحدها. هناك من يصب الزيت على نار الطائفية ولا أدري على أي أساس يحمل الجميع الوفاق حل هذه المشكلة وكأنها انبثقت من الوفاق.
      النواب الطائفيون معروفون ولا حاجة لذكر أسمائهم كما أننا على ثقة بأن الوفاق تعمل لصالح الوطن وليس لصالح الطائفة الشيعية فقط،

اقرأ ايضاً