العدد 2626 - الجمعة 13 نوفمبر 2009م الموافق 26 ذي القعدة 1430هـ

عشر سنوات في خدمة الإعلام العربي...

منى غانم المري comments [at] alwasatnews.com

قبل عقدٍ من الزمان وتحديدا في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 1999... وقبل شهر واحد من دخولنا الألفية الثالثة، وجه نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بتأسيس نادي دبي للصحافة؛ وأعلن انطلاقته كأول ملتقى لرواد لإعلام والصحافة والفكر والشخصيات الاقتصادية والسياسية والأكاديمية والثقافية والمؤثرة في العالم.

وباشر النادي عمله كمنصةٍ حيويةٍ وكمركزٍ للإشعاع الفكري، ومنتدى ثقافي ومهني تلتقي فيه والأفكار من كل أنحاء العالم، ورافد لصحافتنا ومعين لها على أداء رسالتها.

ومنذ اللحظة الأولى لإطلاق النادي، بدأنا مسيرة حافلة بالنشاط حققنا خلالها - وبدعم من المجتمع الإعلامي في الإمارات والمنطقة العربية والعالم - إنجازات نوعية ونجاحات شهد لها الإعلاميون هنا وفي الخارج، وانضم تحت لواء هذه المؤسسة حتى اليوم أكثر من ألفي عضو فاعل من نخبة الصحافيين وأساتذة وطلبة الإعلام، وتمكن من منح أعضائه مصادر فريدة وروابط عالمية بصفته عضوا مؤسسا في الاتحاد الدولي لأندية الصحافة (IAPC).

وكان أول الإنجازات مع جائزة الصحافة العربية التي عقدت ثماني دوراتٍ ناجحةٍ كُرم خلالها ما يزيد على مئة صحافي من مختلف ميادين العمل الإعلامي، وعملت على حفز الطاقات على التجديد والإبداع والابتكار، وتكريما لمن يبذلون جهودا مخلصة لتكون صحافتنا منبعا للعطاء في كل الميادين السياسية والفكرية والاجتماعية.

واليوم وبعد أن أعلنت انطلاقتها بحُلةٍ جديدةٍ في دورتها التاسعة لتواكب جملة التطورات في فنون العمل الصحافي، ركزت على عنصر الشباب وفتحت الباب ولأول مرة أمام الصحافة الإلكترونية وطورت فئاتها وآلية الترشح فيها، مع الالتزام بمعايير صارمة على صعيد الشفافية والنزاهة والتنظيم. وما زالت تعد بمزيد من المفاجآت التي يتوق إليها المبدعون.

وتواصلت مسيرة النادي مع انطلاقة منتدى الإعلام العربي في العام 2000 وفي الفترة نفسها أيضا، ليكون المنصة الإعلامية الأرحب في المنطقة العربية، وعنوانا استقطب خلال دوراته الثماني السابقة رموز ورواد الإعلام والصحافة من شتى بقاع الأرض لمناقشة واقع وتطلعات الإعلام وسبل تطوير الأداء الإعلامي العربي بالاستفادة من التجربة العالمية والبناء على الإمكانات والقدرات الهائلة لمنطقتنا.

ومازال يواصل المنتدى وخلال استعداده اليوم لعقد دورته التاسعة في العام المقبل طرح موضوعات فيها من العمق والمهنية الكافية لتخرج بمقترحات تسهم في صنع قرارات تسهم في دفع مسيرة الإعلام بشكل عملي وفعال.

وكمساهمة من نادي دبي للصحافة في توفير دراسات وأبحاث ميدانية تدعم كافة القائمين على صناعة الإعلام بادر إلى عمل التقرير السنوي «نظرة على الإعلام العربي» والذي يستعد لإنتاج إصداره الثالث المبني على القاعدة المعرفية التي تأسست من خلال الإصدارين السابقين، في حين سيتم توسيع نطاق الدراسة، سواء من حيث الانتشار الجغرافي أو تنوع الموضوعات.

ويثابر فريق النادي من أجل الارتقاء بهذا التقرير ليكون بمثابة مرجع شاملٍ يمكن الاعتماد عليه من قبل صانعي السياسة وخبراء الإعلام والمتخصصين في مجال الاتصالات في العالم العربي وجميع أنحاء العالم، وخصوصا بعد أن حظي باستقبال طيّب، لما يتضمّنه من معلومات حول التطورات الدولية والإقليمية التي تهم كل من يعمل في قطاع الإعلام.

أسهم نادي دبي للصحافة بدوره في تعزيز مهارات وقدرات الصحافيين العرب عبر تنظيم العشرات من الدورات التدريبية والبرامج التي غطت الغالبية العظمى لفنون العمل الصحافي، بالتعاون مع نخبة من خبراء الصحافة والإعلام. كما تكرّس منبرا للرأي الحر والتفاعل البنّاء بين صانعي القرار وممثلي وسائل الإعلام عبر استضافة القيادات السياسية والاقتصادية والوزراء وكبار المسئولين من دول عربية وأجنبية شتى.

عشر سنوات مضت، تغيرت فيها خريطة المشهد الإعلامي العربي، وباتت دولة الإمارات العربية المتحدة مركزا إعلاميا معترفا به ليس في المنطقة وحسب، وإنما على الصعيد العالمي أيضا، ولم يكن لأنشطة هذا الصرح الإعلامي أن ترى النور لولا جهود أعضائه وأصدقائه والقائمين عليه ممن دعموا طموحاته وسخروا طاقاتهم ومنحوا معرفتهم وخبراتهم من أجل النهوض برسالته وأهدافه، ولا مجال هنا لذكرهم فهم كثر؛ وعلى رأسهم فريق العمل الذي توالى عليه منذ انطلاقته فهم رأس مالٍ نعتز به.

لم تكن السنوات العشر الماضية إلا بمثابة الخطوة الأولى، ونعد بمواصلة المسيرة بطموح لا يعرف الكلل.

إقرأ أيضا لـ "منى غانم المري"

العدد 2626 - الجمعة 13 نوفمبر 2009م الموافق 26 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً