العدد 2626 - الجمعة 13 نوفمبر 2009م الموافق 26 ذي القعدة 1430هـ

دروس مهمة لمكافحة الفساد

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

انعقدت في العاصمة القطرية (الدوحة) الدورة الثالثة لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد ما بين 9 و13 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، وذلك عملا بأحكام المادة 63 من الاتفاقية التي تدعو إلى تحسين القدرات والتعاون بين الدول الأطراف لتحقيق الأهداف المنصوص عليها في الاتفاقية، وتشجيع تنفيذها على أرض الواقع بعد التصديق عليها. وتطرق النقاش في الدوحة إلى دور الإعلام في حملات التوعية بشأن مكافحة الفساد، ولاسيما أن وسائل الإعلام تستطيع توصيل رسالتها إلى الجمهور، وتستطيع - إذا كانت رسالتها صادقة - أن تخلق دعما شعبيا، وأن تشرك الجمهور أيضا في مكافحة الفساد.

التجارب العملية في عدة دول في إفريقيا وأميركا اللاتينية وأوروبا وآسيا وغيرها تشير إلى أن الحكومات التي نجحت في مكافحة الفساد أنشأت هيئات مستقلة تعنى بهذا الأمر، كما أن هذه الهيئات أنشأت علاقات وثيقة مع وسائل الإعلام، وأن العلاقة التعاونية مع الصحافة - باعتبارها السلطة الرابعة في الدول الديمقراطية - تستطيع أن تجعل من ممارسة الفساد عارا وتستطيع أن تشكل رأيا عامّا بحيث يتحول الجمهور إلى آلية فاعلة لتزويد المعلومات الخاصة بالفساد، ومن ثم تقوم وسائل الإعلام المستقلة بتوثيقها من خلال التقصّي، لتتواصل أيضا مع المسئولين عن مكافحة الفساد ضمن استراتيجية متكاملة لمكافحة جميع ممارسات الغش والرشوة والاحتيال والتلاعب بالمال العام، وبالتالي فإن وسائل الإعلام المستقل تساهم بصورة مباشرة في تقليص الفجوة بين الواقع والتصور فيما يتعلق بقضايا الفساد.

وبمعنى آخر، فإن الشفافية تجد لها عونا رئيسيا في الصحافة، ولكي يتمكن الصحافيون والإعلاميون من ممارسة دور حاسم في هذا المجال، فإن جهودهم الصحافية والنقابية وطريقة تغطية الوقائع يجب أن تتسم بالشفافية والمهنية والموضوعية، وهذا يتطلب تدريب الصحافيين والممارسين للمهنة على التحقيقات وعلى الصحافة الاستقصائية وعلى الالتزام بالمعايير الأخلاقية للصحافيين.

بعض هيئات المراقبة (ديوان مراقبة مالية، مراقبة إدارية، مراقبة الممارسات الفاسدة، إلخ) في الدول التي نجحت في مكافحة الفساد تتصل بالجمهور مباشرة أيضا عبر الإنترنت من خلال «بوابة الشفافية»، وهي قناة إلكترونية مباشرة مع المواطنين ليطرحوا ما لديهم لكي يمكن التحقق من الادعاءات المتداولة بشأن الفساد. كما أن هناك برامج توعوية ومحاضرات واستعراضات في الجامعات والمدارس والنوادي والمجالس العامة من قبل مسئولين حكوميين وممثلين عن المجتمع المدني، وهذه جميعها تهدف إلى توعية الجمهور عن كيفية إنجاح الحملات على الفساد. هذه التجارب والنقاشات بين الدول التي اعتمدت وفعّلت الاتفاقية الدولية لمكافحة الفساد تعطينا دروسا مفيدة، وكلها يمكن أن نستفيد منها عندما نحتفل باليوم العالمي لمكافحة الفساد في 9 ديسمبر/ كانون الأول المقبل.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2626 - الجمعة 13 نوفمبر 2009م الموافق 26 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 11:42 ص

      الفساد

      يوجد في بلادنا في كل الوزارات حتى في البرلمان مثلا اخذ السيارات بدون بذل جهد فساد الراتب و السفرات و العلاوات التي تجاوزت حدها فساد الرضى بقوانين تزيد من ارهاق المواطن فساد وخيانة

    • زائر 10 | 8:51 ص

      ويلات الفساد الإداري 4- ام محمود

      ولقد نجحت دول خليجية مجاورة في قطع جذوره وتفتيته وتفوقت في ذلك بسبب العزيمة والارادة ويعرف كوبر الفساد الاداري" بانه سوء استخدام الوظيفة العامة للحصول على مكاسب شخصية أو منفعة ذاتية بطريقة غير شرعية". فهل سيأتي اليوم ويتحقق الحلم ونرى بلادنا خالية من جميع أنواع الفساد المدمر.

    • زائر 9 | 8:40 ص

      ويلات الفساد الاداري 3

      قال تعالى : { ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } ( الروم / ومن علامات آخر الزمان انتشار الفساد وجميع الموبقات الى أعلى المستويات فالفساد أصبح عالميا لا يقتصر على دوله دون اخرى ومحاربته ليست سهله فهو يستنزف الميزانيات ولو تأملنا في معنى كلمة فساد في اللغة العربية لوجدناها تعني الاضطراب والخلل و تقطيع أوصال المجتمع وفي اللغة الانجليزية تعني التلف وتدهور التكامل والفضيلة و مباديء الأخلاق

    • زائر 8 | 8:30 ص

      ويلات الفساد الإداري 2

      هيئات وقائية مستقلة لمنع الفساد وتعزيز الشفافية والمساءلة في إدارة الأموال العامة وتشجيع المجتمع الأهلي للمشاركة في محاربة الفساد. وقرر المجلس إحالة مشروع قانون بهذا الخصوص إلى السلطة التشريعية.
      وهناك أنواع وصور عديدة للفساد الإداري منها: استغلال المنصب العام للصالح الخاص أو ما يسمى الفساد الذاتي لرجال الإدارة Auto corruption –تقاضي الرشوة Bribe-العمولات commission-الاختلاس misappropriation-محاباة الأقارب Nepotism-المحسوبية Portionage-التهرب من الضرائب-بيع المناصب العامة نظير مادي

    • زائر 7 | 8:26 ص

      ويلات الفساد الإداري The damage of Administration Corruption

      لن تكون وسائل الإعلام وعلى رأسها الصحافة النزيهة قادرة على مكافحة الفساد إلا إذا تعاونت جميع الجهات من هيئات مستقلة حكومية وأفراد ورؤساء مثقفين ومجتمع واعي فالتكاتف والجدية مهمان في القضاء على الداء العضال الذي يدمر المجتمعات ويقضي على الدول العادلة ويحولها إلى إقطاعيات للنهب والسرقة وبالرجوع إلى الوراء سنرى خبر موافقة مجلس الوزراء على انضمام مملكة البحرين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد التي تهدف إلى منع الفساد ومكافحته في القطاعين العام والخاص. وتلزم الاتفاقية الدول الأطراف بإنشاء

    • زائر 6 | 3:16 ص

      ســـــــاكت . و . ســـــــكوت

      يلزمنا – كل فرد على الكرة المدوّرة – فهم نافذ للتمييز بين ساكت و ساكت من قِبل من ولمن ؟! وسكوت وسكوت على من ولمن ؟! فهنا يبرز الدور المعين و المستحسن للسلطة الرابعة لاستهجان الفساد المُغلّف... كل الشكر للوسط ... نهوض .

    • زائر 5 | 1:33 ص

      هل يوجد فساد في اقسام مكافحة الفساد؟

      اننا نقرأ اعلانات اسبوعيا في بعض المجلات تعرض استثمارات وهمية وبضمان راس المال وبفوائد سنوية تتعدى 80% وهذا احتيال واضح يعرفة كل من درس الاحتيال ويسمى بسلسلة بونزى ، وفي البحرين حوالي 9 شركات تقوم بعمليات الاحتيال بهذه الطريقة ولم نرى اي تحرك من قبل قسم الجرائم الاقتصادية تجاه هذه الشركات ونحن مقبلون على فضائح مالية كبيرة في المستقبل القريب سيذهب ضحيتها الاف الابرياء

    • زائر 2 | 10:40 م

      لكي لا يختفي الفساد وراء المـــديــــح العـــالي

      هنالك تفاوت كبير بين تصريح قادة البلد في حفظ كرامة المواطن والمحافظة على موارد المملكة وما تم صرفه على المؤتمرات الداخلية والخارجية وبين النيل من هذه التصريحات من قبل حديثي النعمة بالوظيفة ونخص هنا مديرة إدارة الموارد المالية في وزارة الأشغال وإن توصيل تلك الإدارية تنقصهاالخبرة لإدارة موازنة تقدر بمئات الملايين وأخفقت في إجتياز الإمتحانات المهنية فقامت بتوظيف موظف هندي من كي بي إم جي وبراتب خيالي إن الإدارة باتت في محنة كبرى بعد أن حوّلت الإدارية تلك الإدارة إلى إقطاعية بين مجموعة عصابتها

    • زائر 1 | 10:17 م

      من امن العقاب اساء الأدب

      أخي الدكتور منصور لو أن الحكومة أوقفت كل من سولت له نفسه بالتلاعب بالمال العام لأصبحنا بخير أنظر الى المتنفذين يزدادون غناً يوماً بعد يوم وكأن الدنيا قد خلقت لهم يجب على الحكومة تغير سياستها مع هؤلاء بدءً بمنعهم من شراء الاراضي كفاية الا عندهم لو كل من ملك الملاين اشترى ليه اراضي ماظل للفقراء شئ وثانياً يجب دعم المؤسسات الصغيرة بالمادة لتطوير نشاطها بدل من تهديدها بغلق نشاطها وين الرقابة على العمالة السائبة الي ماكله خير البلد

اقرأ ايضاً