العدد 2626 - الجمعة 13 نوفمبر 2009م الموافق 26 ذي القعدة 1430هـ

«J Street»: «مع إسرائيل» و «مع فلسطين»و «مع السلام»

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

شكّل مؤتمر «J Street»، حسب جميع المقاييس نجاحا هائلا. للمرة الأولى في التاريخ تجتمع منظمة تساند «إسرائيل» في واشنطن لإبداء نقد بناء لسياسات الحكومة الإسرائيلية الأكثر تطرفا.

تطرَح «J Street « نفسها على أنها مع «إسرائيل» ولكنها تساند كذلك دولة فلسطينية. وهي تريد من حكومة الولايات المتحدة أن تضغط بشدة باتجاه تجميد فوري للاستيطان كمقدمة لمفاوضات شاملة.

ويصرّ قياديو «J Street « على أنهم لم يؤسسوا منظمتهم لمعارضة اللجنة الأميركية الإسرائيلية للشئون العامة (الأيباك)، وهي اللوبي الإسرائيلي القوي بل يمتدح المدير التنفيذي للمنظمة جيريمي بن عامي الاتيباك لتشجيعها علاقات أميركية إسرائيلية قوية. إلا أن «J Street « هي عكس الايباك.

تقوم الأيباك بالضغط على حكومة الولايات المتحدة لترك «إسرائيل» تفعل ما تريده، بينما تقوم «J Street « بالضغط على الحكومة لدفع الفلسطينيين والإسرائيليين باتجاه السلام. وهي مع «إسرائيل» تؤمن أن كونك مساندا لـ «إسرائيل» يتطلب منك أن تكون مساندا للفلسطينيين كذلك.

لهذا السبب أصبحت هذه المنظمة خلافية لهذه الدرجة. التوجه التقليدي في مساندة «إسرائيل» هو النظر إلى جهود السلام على أنها تشكل تهديدا لـ «إسرائيل». تؤمن «J Street « من ناحية أخرى أن الوضع الراهن، واستمرار الاحتلال بالذات، يشكلان تهديدا خطيرا لوجود «إسرائيل»، بينما تعتبر المحادثات الناجحة أساسية لاستمرار وجودها.

لم يعتقد سوى قلة من الناس، عندما جرى إنشاء «J Street « بإمكانية بقائها. ولكن خلال 18 شهرا فقط، تمكنت من بناء نفسها كقوة في واشنطن. اجتذب أول مؤتمر سنوي لها الأسبوع الماضي 1500 مساند من جميع أنحاء الولايات المتحدة. خاطب الجنرال جيمس جونز، مستشار الرئيس للأمن القومي الحضور قائلا إنه يقف مع «J Street»، وافق 148 عضوا من الكونغرس على المؤتمر وحضر 44 منهم حفل العشاء في تلك الليلة. كان حضور الإعلام شاملا وكانت التغطية واسعة وإيجابية.

لماذا شكلت «J Street « خبرا كبيرا ؟ لأن شيئا مثلها لم يحدث من قبل. يعتبر الدعم لسياسات «إسرائيل» في واشنطن أمرا آليا تقريبا، وقد تم تهميش هؤلاء الذين يشجعون سياسة متوازنة في الشرق الأوسط، حتى الآن.

ولكن السؤال الكبير هو «ماذا بعد ذلك؟» الآن وقد أصبحت وبوضوح على الخريطة، هل تتراجع «J Street « إلى موقع أكثر أمنا أم هل ستبقى صامدة؟

يجري شجب المنظمة من قِبَل كل من اللوبي الإسرائيلي التقليدي ومن حكومة «إسرائيل» (قاطع السفير الإسرائيلي الحدث، بعكس السفير الأردني الذي حضر وألقى كلمة).

أتى أول مؤشر على تصميم «J Street « على البناء على نجاحها والدفع بقوة أكثر خلال يوم واحد من المؤتمر. قام أعضاء في الكونغرس من المقرّبين من الأيباك بطرح مشروع قرار بإدانة تقرير غولدستون، صيغ من طرف واحد لدرجة أنه كان يمكن أن يكون من إعداد لجنة الليكود. لم تضيع «J Street « لحظة واحدة، إذ قامت بإصدار تصريح بأنها لن تدعم القرار.

ويعتبر هذا أمرا كبيرا لأن المجتمع المساند لـ «إسرائيل» في الولايات المتحدة اصطف، دون استثناء تقريبا وراء المعارضة الإسرائيلية لتقرير غولدستون، والقاضي غولدستون بالذات. ترسل «J Street»، من خلال حجب دعمها لقرار الكونغرس رسالة واضحة بأنها تنوي تقديم بدائل لمبادرات ترى أنها سيئة للولايات المتحدة وسيئة لـ «إسرائيل».

ولكن ما الذي ستدعمه «J Street» ؟

تريد المنظمة دعم الرئيس باراك أوباما في سعيه لتحقيق سلام إسرائيلي فلسطيني. وهي تريد أن تدعم دفع أوباما باتجاه تجميد الاستيطان. وهي تريد كذلك دعم تصميم أوباما على التوسط بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

ولكنها لا تستطيع عمل ذلك بفاعلية ما لم يكن للرئيس أوباما العزيمة على القيام بالأعمال التي ترغب «J Street « بدعمها، فدعم سياسات أوباما في نهاية المطاف لا يعني شيئا إذا كانت سياسات أوباما ضعيفة أو غير مثابرة.

لسوء الحظ أن أوباما لا يبدو الآن مستعدا للضغط بقوة لصالح سياساته. لهذا السبب فإن مهمة «J Street « المقبلة إرسال رسالة واضحة إلى رئيس الولايات المتحدة بأن هناك قاعدة أميركية يهودية متنامية مصممة على أن تكون فاعلة في دعم السياسيين الذين يشجعون السلام، تماما مثل اللوبي القديم الذي كان يعمل ضدهم. وهذا يعني أنه يتوجب على «J Street « جمع الأموال اللازمة لحماية أنصار السلام المرشحين بنفس المهارة التي يستخدمها الطرف الآخر في جمع الأموال لمكافئة أصدقائه ودحر أعدائه.

تفهم «J Street « ذلك. إنها مثالية ولكنها لا تتخبط. سوف تفعل كل ما بوسعها وكل ما تحتاجه لتبقى وتسود. لهذا يتوجب علينا نحن المستعدين للسلام الإسرائيلي الفلسطيني أن نحتفل بنجاحها.

* المدير السابق للسياسة في منتدى السياسة الإسرائيلية، هو الزميل الرئيس للسياسة الخارجية في شبكة قضايا العمل الإعلامي، والمقال ينشر بالتعاون مع «كومن غراوند»

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 2626 - الجمعة 13 نوفمبر 2009م الموافق 26 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً