أكد خطيب مركز الفاتح الإسلامي بالجفير الشيخ عدنان القطان في حديث الجمعة أمس أن الحضارة الإسلامية هي القادرة على قيادة المشروع الإنساني وحفظ الحقوق وأن الحضارة الغربية ليست إلا مجرد أكذوبة.
وقال القطان: «لقد تعرت حضارة اليوم الهمجية الظالمة، واهتزت صدقيتها في قيادة العالم نحو سعادة الإنسان، وتحقيق استقراره ورعاية مُثُله الرفيعة، ورعاية قيمه العليا والحياة الكريمة المبتغاة، وأصبحنا نجزم بكل يقين أنه لا يستطيع النهوض بالمشروع الإنساني إلا أمة واحدة، وهي أمة الإسلام، أمة الرحمة للعالمين، أمة الخيرية على العالم، أمة التمكين في الأرض...».
وتابع «لا غرو فسلفُنا الصالح هم بناة صرح الحضارة الإسلامية العالمية، وحملة مشعل الحضارة الإنسانية، وذلك عطاء متدفق ونور في جبين أمتنا الإسلامية بمميزات حضارية وخصوصية دينية لم يشرف بها إلا من رضي بالله ربّا وبالإسلام دينا وبمحمد (ص) نبيا. وأول هذه المميزات عقيدة الدين التي تحضُّ على التوسط والاعتدال واليسر والرحمة، وإن أحدا من المنصفين لا ينكر أبدا أن العالم لم يشهد حضارة أكثر منها سموا في الخلق وعدالة في الحكم على مر العصور، ويوم أن سقطت الحضارات الموهومة من الأزمات المادية حتى غرقت في أوحال التردي، ولم تبقَ إلا حضارة الإسلام شامخة، ولم تتخذ من الاكتشافات والاختراعات طريقا للإلحاد، ولم تتخذ من الآلات العسكرية ذريعة لتهديد أمن الدول، ولم تسخر وسائل الإعلام وسائل لتضليل الرأي العام والشارع الدولي، وتلك أعباء الرسالة الإسلامية لإنقاذ البشرية».
ونوه القطان، قائلا: «أيها المؤمنون، لقد تركت حضارتنا الإسلامية آثارا خالدة في مختلف النواحي العلمية، وخلفت آثارا بعيدة المدى، وهذا ليس من الادعاء المكذوب، بل إن سجل التاريخ حافل بذلك».
وأوضح «في نزعة حضارة الإنسانية يقول المبدأ الإسلامي «إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شُعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم» (الحجرات:13) وفي مجال التسامح، لما قدم المدينة غرس فيها بذور التسامح بين المسلمين وغيرهم، فأقام معاهدة بين المسلمين واليهود تنص على حفظ الحقوق، وحافظ الرسول (ص) على هذا الميثاق ولكن اليهود سرعان ما نقضوه. ولقد كان (ص) يوصي كثيرا بأهل الذمة ويدعو إلى مراعاة حقوقهم وينهى عن إيذائهم».
وأضاف أنه في مجال النظرة إلى المخالف، أعلنت الحضارة الإسلامية الإيمان بكل الرسل «لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون» (البقرة: 136)، وقال تعالى «ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن» (العنكبوت: 46)، فقد كان لرسول الإسلام (ص) جيران من أهل الكتاب، يزورهم ويتعاهدهم ببره، ويقبل هداياهم».
وقال: «ثمة جانب مشرق في حضارتنا الإسلامية، ألا وهو أخلاقنا الحربية، فالعالم يعيش في غاب يأكل فيه القوي الضعيف، حتى جاء الإسلام ووضع تلك الأخلاق السميحة، وحرم الإسلام التمثيل بالميت والتعدي على النساء والأطفال، وأعظم من ذلك أن رسول الإسلام (ص) يخرج من معركة أُحد جريحا، فقال له أحدهم لو دعوت عليهم، فقال إني بعثت رحمة للعالمين... هذه حضارتنا في روائعها، فما هي حضارتهم».
وخاطب المسلين قائلا: «يا أيها المسلمون لقد شهد التاريخ المعاصر همجية الغرب وبربريتهم، على رغم شعاراتهم الفضفاضة باتهام الغير بالإرهاب، وتوقيع اتفاقات موهومة وحقوقا مزيفة، وما شهده التاريخ من الحروب الصليبية ومخازيهم في الاضطهاد لهو ما ينكس رؤوسهم، ولن نذهب بعيدا فالحربان العالميتان دليل على الهمجية».
وأكد القطان» لن ينسى الغيورون مذابح الصهاينة في دير ياسين وصبرا وشاتيلا، وقد سقطت الأقنعة حين تأكد للعالم أن معظم وسائل الإعلام تقع في يد الصهاينة، وأن الإعلام الراهن ليس إلا دمية في يد الصهاينة، وعلى الإعلاميين المسلمين التخلص من هذا الغثاء وتبيان روائع الحضارة الإسلامية وضبط المصطلحات، وتعريف المقاومة المشروعة حتى لا يتهم الأبرياء من حملة الخير والمؤسسات الخيرية بالإرهاب».
العدد 2325 - الجمعة 16 يناير 2009م الموافق 19 محرم 1430هـ