ليس مهما الكيفية التي «تغزلت» فيها الصحافة، بالأسبوع الثقافي الإيطالي الذي انطلق نهايات الشهر الماضي، واستمر حتى مطلع الشهر الجاري. ما كان مهما بالفعل، هو مدى النجاح الذي حققه هذا الأسبوع، وإلى إي حد كان ذلك مطابقا للتوقعات؟ وربما مدى صمود تلك «التغزلات» حتى النهاية. السفارة الإيطالية على أية حال تطلق أسبوعها الثاني، وبالتأكيد ستتفادى أية أخطاء وقعت فيها في عامها الأول.
بداية، لا يمكن نكران الجو الحميمي الذي ملأ قاعة المؤتمر الصحافي بالسفارة، وخاصة مع تواجد السفير وزوجته، واستقبالهما الدافئ للصحافيين، لكن بالطبع الصحافة جاءت بالدرجة الأولى لتطلع على آخر مستجدات الدورة الثانية، ثم يأتي الاستقبال الدافئ في مرتبة ثانية.
الحاصل هو أن القاعة لم تكن مهيئة لاستقبال أحد، حوت طاولة يتيمة وكراس مبعثرة ولا شيء غير ذلك. ربما لا تلام السفارة الإيطالية في ذلك، وربما تلام، لكن هناك شركة تنظيم فعاليات مسئولة عن الاهتمام بكل فعاليات الأسبوع.
ما تحدث به السفير خلال المؤتمر، لم يختلف كثيرا عن التصريح الذي كانت «الوسط» قد نشرته في صفحتها الأخيرة، على لسانه قبل ساعات من انطلاق المؤتمر الصحافي. بالطبع هو مطابق أيضا لما هو مذكور في البيان الصحافي الذي قامت شركة الدعاية والإعلان، مشكورة، بتوزيع نسخ يدوية منه على الصحافة،عدا النسخ الانجليزية التي وزعتها السفارة، مع ملاحظة أن النسخة الالكترونية لم يكن الحصول عليها سهلا.
الطريف، أن المؤتمر استضاف الفنانين المشاركين في الأوبرا، وتمت دعوة الصحافيين لإلقاء الأسئلة على الضيوف. بكل أسف لم يكن ذلك ممكنا، لم يُوجه لأولئك سوى سؤال أو سؤالين كان يمكن الحصول على إجابتهما من البيانات الصحافية الموزعة. لا يلام الصحافيون، ولم يكن ذلك بكل تأكيد مستغربا منهم، بل ربما، مرة أخرى أقول ربما، كان تقصيرا من المسئول عن الترويج للأسبوع ووجوهه.
الأطرف من ذلك هو أن الأسبوع الثقافي دشن بحفل استقبال «خاص» حضره المدعوون فقط، أقيم في منزل السفير في اليوم التالي لانعقاد المؤتمر الصحافي. حفل استقبال، خاص، في منزل السفير، وعبارة تشير إلى أن حضوره للمدعوين فقط، لماذا إذن يدرج ضمن فعاليات المهرجان وفي الجدول الذي يوزع على «العامة»، لن تحضره الصحافة ولا مصوروها ولن تقوم شركة الدعاية والإعلان بإرسال تغطية له، لا خبرية ولا مصورة.
بعدها، وعلى خلاف العادة، لن ترسل شركة العلاقات العامة أي مواد صحافية، مكتوبة أو مصورة، لحفل الأوبرا الذي نظم في الليلة الثانية ولعلها الأولى إن لم يتم اعتبار حفل الاستقبال الخاص جزءا من الأسبوع الثقافي.
الأطرف من كل شيء، فقرة العروض السينمائية التي كان يفترض أن تكون مجانية بحسب كلام السفير على الأقل، الجمهور دفع دينارين في الليلة الأولى ارتفعت إلى ثلاثة في الليلة الثانية. موظفو السينما لم يكن لديهم أية إرشادات تفيد بأن هذه العروض مجانية، ولم يكن هناك أحد يمكن للجمهور الاستفسار منه. ولعل الجزء الأطرف فيما يتعلق بتلك العروض هو أن الأفلام التي قدمت يعود إنتاجها إلى العام 2004.
المطبخ الإيطالي عرض آخر إبداعاته شكَّل أيضا طرفة رابعة، فالفعالية التي تم خلالها عرض أطباق شعبية إيطالية كانت مقتصرة على المدعوين فقط، مرة أخرى لا صور، لا بيان صحافي، ولا تبرير لسبب إدراجها في جدول وزع على «غير الخاصة».
ورشة إعداد القهوة لها حكاية أخرى، هذه المرة دعيت الصحافة، وبحسب الدعوة فإن الفعالية ستقام في أحد المقاهي الإيطالية بـ «مودا مول». ولنضيف هنا طرفة أخرى، فالفعالية لم تقام في مقهى بمودا مول بل في الجانب القديم من مجمع الشيراتون، وذلك فرق كبير، وعلى من يود الحضور أن يبحث بنفسه عن المقهى المقصود.
من الملام في كل هذه الفجوات، السفارة الإيطالية التي تعقد أسبوعها الثقافي للعام الثاني، أم شركة العلاقات العامة المسئولة عن تنظيم الحدث وتغطيته؟ أظن أنه في كلتا الحالتين تبدو الصحافة تائهة فلا خبر يأتيها من السفارة ولا وحي ينزل من شركة العلاقات العامة.
لكأن كل ماحدث في الأسبوع الإيطالي بمثابة خريطة للمتاهات!
إقرأ أيضا لـ "منصورة عبد الأمير"العدد 2624 - الأربعاء 11 نوفمبر 2009م الموافق 24 ذي القعدة 1430هـ