العدد 2624 - الأربعاء 11 نوفمبر 2009م الموافق 24 ذي القعدة 1430هـ

فك شفرة النحس

عباس العالي Abbas.Al-Aali [at] alwasatnews.com

رياضة

شابني إحساس غريب بعد أن تأهل منتخب كرة القدم الشاطئية إلى نهائي كأس العالم المقامة حاليا في دبي، دفعني للحديث مع النفس والتساؤل: هل يستطيع منتخبنا فك شفرة النحس التي لازمته عشرات السنين من دون أن يحقق بطولة كروية، لا على المستوى الخليجي أو العربي أو العالمي؟ ورجعت بي الذاكرة عشرات السنين إلى الخلف وتذكرت بشكل واضح وجلي نهائي دورة كأس الخليج الأولى لكرة القدم التي استضافتها البحرين في مارس العام 1970، حينما هزم المنتخب القطري وتعادل مع المنتخب السعودي وتأهل لنهائي أول دورة خليجية ويلاقي المنتخب الكويتي. وكانت أحلامنا ذلك الوقت اكبر من أعمارنا. فقد كنا متفائلين، وكنا في كل أمسية نناقش في «الفريج» مع أقراننا نتيجة المباراة. وكنا نراهن على من يسجل من مهاجمينا أهداف المباراة... فهل سيكون هدف السبق لأحمد بن سالمين أو حسن زليخ أو سليم. وكلها كانت أسماء رنانة لها شهرتها وإمكاناتها العالية في التهديف. إلا أن النحس بدأ يلعب لعبته الجهنمية فسقط الظهير الطائر سعيد العبادي مع الحارس محمد أحمد بإصابات بليغة في الدقائق الأولى للمباراة من لعبة مشتركة كانت من ركلة زاوية لتتهادى الكرة في طريقها الى داخل مرمانا، في حين يخرج الحارس والظهير الطائر من الملعب محمولين على نقالة. فتبدأ خيبة الأمل وتتوه الأحلام وتضل طريقها في المباراة ونخسر بنتيجة 3 أهداف مقابل هدف. ويستمر «التوهان» أكثر من 39 عاما على انطلاقة الدورة الأولى التي أقيمت على أرضنا وبين جماهيرنا التي كانت متعطشة للفوز بأول بطولة خليجية!

وتعود بي الذاكرة إلى 4 سنوات ماضية، وأتذكر - أيضا - ملحق كأس العالم ألمانيا 2006 حينما لعبنا ضد منتخب ترينيداد وتوباغو في مباراتين لا يقبلها منطق كروي أيضا. فبعد تعادلنا معهم على ملعبهم خرجنا خاسرين على ملعبنا بنتيجة هدف مقابل لاشيء!

وشعوري بالتفاؤل اليوم لا أريد أن أربطه بتأهل منتخبنا للمرة الثانية إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الشاطئية. بل بوجود هذا الجيل من اللاعبين المتألقين الذين أصبحوا يملكون الخبرة والمقدرة على ترجمة الأفكار التي سيرسمها مدرب المنتخب العجوز إلى واقع ملموس في الملعب بمشيئة الله تعالى. فهؤلاء النجوم أصبحوا يجيدون قراءة كرة القدم الحديثة وتألقوا في الملاعب الخليجية وأصبحوا نجومها. والحق يقال ان القيادة لم تبخل على المنتخب فأعطته أكثر من أي منتخب آخر، بل أجزلت له العطاء حتى غادرنا محفوفا بأمنياتنا في طائرة خاصة، برفقه جل المسئولين الرياضيين من اجل حل أية عقبة تواجههم، فهنيئا لهم.

أتمنى من كل قلبي أن تكون كل هذه السنين ما هي إلا مجرد تجارب استفدنا منها وأصبحنا قادرين على تخطي كل العقبات الماضية. وأقول اليوم بأن منتخبنا أصبح قادرا على فك شفرة النحس، لأن تفاؤلنا بالتأهل للنهائي ليس له حدود. ودعواتنا بالتوفيق لا تتوقف. فـ «كلنا مع الأحمر»، من هذه الكلمات التي اتخذناها لنا شعارا في «الوسط الرياضي» نستمد قوتنا وإرادتنا.

إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"

العدد 2624 - الأربعاء 11 نوفمبر 2009م الموافق 24 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً