العدد 2624 - الأربعاء 11 نوفمبر 2009م الموافق 24 ذي القعدة 1430هـ

وجوه وأقنعة (رواية/ حكاية مسرحية) لطلال حمّاد

عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في عمّان

صدرت عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في عمّان رواية «وجوه وأقنعة» للكاتب الفلسطيني المقيم في تونس طلال حمّاد، وهي تقع في 240 صفحة من القطع المتوسط، وصمم غلافها الفنان نضال جمهور.

تقوم الرواية على فكرة التبادل بين الوجه والقناع، فلا تدري أيّهما هو. من المعروف أن الأقنعة يجري ارتداؤها في المسرح وليس في الواقع.. لكن ما الذي يجري إذا حدث ذلك في الواقع، أي نقلت الفكرة من المسرح إلى الحياة؟ أليست الحياة هي أيضا مسرح؟ كثير من الوجوه فيها تتلوّن وتتبدّل كما لو أنها أقنعة.. وهي أقنعة فيما يتعلّق بالقضية الفلسطينية.. أو قضايا الحرية بشكل عام.. وهي تحتل في الواقع المعيش مراتب اجتماعية ومواقع فكرية ووظيفية ( إدارية.. لكن أيضا سوسيوثقافية) مختلفة وعديدة لها ألوانها وفلسفاتها.

لم تعد المقاربات، بالنسبة للقضية الفلسطينية مثلا، هي نفسها.. بالطبع بسبب انتقال الفلسطيني نفسه من دور إلى دور.. وانخراطه في عملية - مسرحية أخرى مختلفة - مغايرة.. ثمّ لتكريس دور الضحية في الفلسطيني.. وما حدث بعد 11/9 وسّع من دائرة الظلم، لكن دون أن يخرج الفلسطيني من مركزها كمظلوم أبدي.. وجاءت حرب الخليج الثانية لا لتضر بالعراق فحسب، وإنما ليدفع الفلسطيني ثمنا فيها ولها.. وفي هذه اللعبة - المسرحية - الواقع، تنوعت الأقنعة وتعدّدت جنسياتها..

إنّ طلال حماد الهارب من أتون المساومات الأوسلوية، القابض على جمر ترابه بقامة شهيد، كاتب متمرد في النص كما هو في الحياة، يحرث المفردات ليبني منها عوالم سردية قادرة على إدهاشك حد التلعثم، كاتب يجمع عوالم متناثر لينسج منها عالما متفرد الجدة، شكلا ومضمونا، فروايته التي تأتي بعد ثلاث مجموعات قصصية، تحمل الكثير من التجريب على صعيد البنية السردية للنص. وهي رواية مملوءة بالفخاخ القادرة على اصطيادك داخل عوالمها وتداعياتها حتى آخر سطر فيها.


«حقول الخاتون» رواية جديدة لحمزة الحسن

عن دار فضاءات للنشر والتوزيع صدرت الرواية السادسة للروائي العراقي المقيم في النرويج حمزة الحسن بعنوان « حقول الخاتون» والتي جاءات في 240 صفحة من القطع المتوسط، وقد ابدع لوحة الغلاف الفنان العراقي a.maki وصمم غلافها الفنان نضال جمهور.

وفي (حقول الخاتون)يحكي حمزة الحسن ثورات الكرد وأعتقد أن هذه هي الرواية الأولى على مستوى العراق والدول العربية تتناول هذا الموضوع».

تتناول هذه الرواية تاريخ العراق من خلال ثلاثة اجيال تعيش في شاحنة غجر (كاولية بالعامية) مع صحافي يساري هارب بشبهة شيوعي، وهي تهمة غير صحيحة، وكردي هارب من السلطة ومن الحركة المسلحة الكردية: من السلطة بتهمة العمل المسلح، ومن البيشمركة بشبهة العمل مع السلطة. اليساري والكردي كانا يقفان في مكانين متعاكسين في حرب الجبل، وفي النهاية يلتقيان في محنة واحدة وموقف واحد وشاحنة واحدة، ويواجهان مصيرا مشتركا أواخر سبعينيات القرن العشرين(زمن الرواية) لان الرابح لا يأخذ شيئا بتعبير همنغواي.

ـ تبدو الرواية أول وهلة أنها سيرة تاريخية للغجر، وهو مظهر مموه رغم ان النص يتضمن الكثير من سيرة الغجر، لكنها في الجوهر تروي التاريخ من خلال المهمشين والمنفيين داخل الوطن الحقيقي، خاصة بعد أن روى الجميع حكاياتهم، وآن الأوان للضحية أن تروي، فليس من المعقول ولا من اللامعقول ان تُحرم من حق الحياة ومن حق روايتها.

ـ وتعتمد الرواية اللعب السردي والوثيقة، وتزاوج بين الاشكال، ولم يكن من الممكن تجنب السياسة التي هي أمر فظ في عمل ادبي كطلقة مسدس في حفل موسيقي بتعبير ستاندل، لكن تم تجنب الخطاب السياسي، وفي بعض الحالات تم التخفيف من ضراوته الى اقصى حد.

ـ رحلة الشاحنة من الجنوب (البصرة) الى اقصى الشمال في اربيل ـ بلدة ديانا المحطة الأخيرة ـ هي في الجوهر رحلة في التاريخ المسكوت عنه، والمصادر التاريخية التي يتم التناص معها هي في أغلبها مجهولة أو منسية عمدا أو سهوا أو جهلا، والمدن التي تجتازها ليست محطات وأمكنة بل محمولات لرموز وأساطير ومنظومات قيم وهوية وذاكرة...الخ.

ـ ليست رواية عن التاريخ بل فتح سجلات المسكوت عنه، اي التاريخ غير المروي، وهي ليست تاريخا ماضيا، بل الماضي المستمر، وربما الماضي القادم، والرواية تحاول ان تقول إن ما نعيشه اليوم هو انفجار التراكم لان هذا الاحتلال قديم، بل اقدم من تاريخه العلني، وبدأ منذ أن جُرّد الانسان من آدميته وذاكرته، منذ افراغه من المعنى وحشوه بالعطب. المخلوقات المهانة لا تخرج لصد غزو ولو كان غزو جراد: جملة تترد في الرواية كما ترددت في روايات سابقة لحمزة الحسن (مثل صرخة البطريق).

ـ تحاول الرواية قراءة الاحداث من زاوية مختلفة، وتقدم تفسيرا للخراب، بما في ذلك خراب اليوم، من منطقة سرد ورؤية ونظرة روائية غير معهودة في الادب الروائي العراقي. والنص في حالات واضحة يخضع نفسه للسؤال والفحص والكشف، ولا يخفي كونه يسرد ويقترح ولا يتوقع شيئا، وهو اذا يمارس أحيانا أشكال السرد التقليدي، لكن من الواضح ان عناصر كثيرة من السرد الحديث متوفرة فيه مثل الحلم والشطح واللامتوقع ولامركزية الشخصية وتعدد بؤر السرد والصدمة والدهشة وتداخل الازمنة في الحدث، أو الأحداث وغياب الملامح المحددة المجهرية للشخصيات.

ـ السقف الزمني للرواية هو العام 1979 وحتى منتصف العام 1980، لكن العمق الزمني يعود الى تاريخ العراق القديم من خلال سرد روائي متداخل، وهي محاولته الروائية الثالثة منذ الاحتلال في سرد جذور الاحتلال(الاولى رواية صرخة البطريق، والثانية رواية حفرة فيراب) من خارج منطق الخطاب السياسي الدعووي التبريري الذي لا يفسر شيئا، ووسائل الاعلام وسرديات الايديولوجيا.

ـ اذا كانت أحداث الرواية تنتهي في النصف الاول من العام 1980، فانها تتضمن كل الاحداث اللاحقة، كما لو ان الاحداث سلسلة تناصات، وكل نص ينتح نصا آخر، مع ان الكاتب يأتي في العادة الى الاحداث من النهايات كما لو انها بلا جذور، او تحال الاسباب الى الغيب... الخ، وهذه خاصية مشرقية وعربية معروفة.

ـ يحاول الروائي في هذا النص تحقيق الأمل الشخصي في سرديات تنتقل من التاريخ الى الحب، ويتوضح هذا في نهاية النص.

العدد 2624 - الأربعاء 11 نوفمبر 2009م الموافق 24 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً