أثبت منتخب كمال الأجسام بما لا يدع مجالا للشك أنّ الإنجاز الوطني الذي تحقق في البطولة العالمية جعل كل مواطن يدخل في دوامة من الفرح الطويل، وخصوصا إذا ما عرفنا أنّ الإنجاز جاء بأيدٍ وطنية وكانت الهمّة والعزيمة التي بدا عليها اللاعبون هي الأساس في هذا الإنجاز العالمي الكبير.
مَنْ يرى هذه الفرحة العارمة التي كان عليها الاستقبال الكبير في مطار البحرين الدولي، يتذكّر الأيام الخوالي التي كان عليها منتخب كرة القدم أيام كأس آسيا في الصين العام 2004 وفيها كان الجميع في مقدّمة مستقبلي الأبطال، لتعود لنا الفرحة من جديد بعد غياب طويل.
هذه الفرحة لم تأتِ بها أيدي المستوردين الذين أخذوا الخيرات ولم يجلبوا الغنائم، على عكس لاعبي كمال الأجسام تركوا الأحباب من أجل البلد وجاءوا بالخيرات حين أحرزوا الميداليات الملونة وسط عمالقة العالم.
أثبت هؤلاء الأبطال أنه لا مجال لنا أنْ نفكّر في ما يسمّى بالتجنيس الرياضي من أجل الوصول إلى القمّة؛ لأنّ القمّة أصبحت أحلى وأزهى عندما يكون عليها اللاعب المواطن، الذي على رغم عدم وجود الدعم من بلاده وليس فقط من المؤسسة العامّة للشباب والرياضة، إلا أنه يجلب يوما بعد يوم الفخر والاعتزاز لأهل هذه البقعة الصغيرة من ساحل البحرين.
ما نطلبه نحن وجميع المواطنين أنْ تقف الدولة ومسئولوها مع أبطالنا المواطنين، وأنْ يقدّموا كل الدعم لهؤلاء الذين يرفعون علم البحرين عاليا خفاقا في المحافل العالمية كافة.
في مقابل ذلك، غادرنا منتخبنا الوطني لكرة القدم إلى أستراليا لإقامة معسكره التدريبي الاستعدادي للمباراة التصفوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم في جنوب إفريقيا ضد نيوزيلندا، وهو يحمل أمنيات جميع المتابعين الرياضيين الراغبين في أن يحقق لاعبونا أوّل تأهل إلى كأس العالم، من دون أن نفرط في أمانينا بعد مشاهدتنا لمباراة الذهاب التي انتهت في البحرين بالتعادل السلبي.
نعم، نحن نثق تماما في قدرة لاعبينا على تحقيق الانتصارات والتأهل والذهاب إلى أبعد من ذلك إذا ما سارت كل الأمور على ما يرام، لكن في الوقت ذاته لا يجب أنْ نفرط ونقول إنّ منتخبنا سيكون في نزهة لا تحتاج إلى جدية ومثابرة من أجل الحصول على مبتغانا وهو التأهل إلى نهائيات كأس العالم.
يدرك جميع من في المنتخب من مسئولين ولاعبين أن تحقيق الفوز اليوم هو الحل الأمثل لإعادة الجماهير من جديد إلى المدرجات كما حدث في مباراة الذهاب، لكن ربما لن يكون الفوز فقط هو الحل الأمثل لاستعادة العشق المعتاد وهذا على الأقل ما هو مطلوب من اللاعبين، بل وإن استعادة اللعب الجميل يزيد من حظوظه في الظفر بمدرجات أكثر حيوية، وبالتالي يتطلب من اللاعبين بالدرجة الأولى أن يبذلوا المزيد من الجهد من أجل تحقيق هذه الأمور المهمة لإعادة الروح إلى المدرجات التي أمست خاوية على عروشها مرات عدة.
بالتأكيد سيكون في البال مدرب المنتخب التشيكي ماتشالا الذي نتمنى أن يزيح من عقله أفكاره الجهنمية ويبتعد عن خططه المثيرة للجدل وغير ذات الفائدة، وبالتالي يتطلب منه تنظيم أوضاعه والتفكير بجدية في التشكيلة التي ستلعب اللقاء ومن دون التفات لمصالح الآخرين باستدعاءات فاشلة، لأن المرحلة المقبلة ستكون أكثر قوة لن يغفر له أحد بعدها كما فعل بالألماني بريغل الذي أضاع فرصة العمر السابقة في 2006.
نتمنى أن تواصل البلد الفرحة، فمن أبطال كمال الأجسام، إلى كرة القدم ومنها إلى الكرة الطائرة واليد وغيرها، كل ذلك لو تحقق سيدخل الرياضة في البحرين منعطفا مهما من التطور الرياضي الذي سيكون بحاجة فقط حينها إلى اهتمام دائم من المسئولين.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 2623 - الثلثاء 10 نوفمبر 2009م الموافق 23 ذي القعدة 1430هـ