العدد 2623 - الثلثاء 10 نوفمبر 2009م الموافق 23 ذي القعدة 1430هـ

نظامٌ أم انقلابٌ على التوافق والنظام؟

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

قرار «إقصاء» ثلاثة مسئولين منتخبين بجمعية الصحفيين سيترك آثاره السيئة على مستقبل الجمعية، وسينسف جميع ما تحقّق من توافق وتراضٍ في العامين الأخيرين بين الصحف. ومع هذا التخبط والكيدية، لو دعوا اليوم إلى جمعيةٍ عموميةٍ فلن يحضرها خمسون شخصا.

حالة التفرّد بالقرار ظلّت ملازمة للجمعية منذ انطلاقتها عام 2000، يوم كان لدينا صحيفتان، فأقصت إحداهما الأخرى. وهي معادلةٌ لم تتغيّر إلا في الانتخابات قبل الأخيرة، حين أطلقت مبادرةٌ جمعت بعض الصحف، فدخلتْ الانتخابات وأصبح المجلس يضم ممثلي ثلاث منها. أما الانتخابات الأخيرة (أبريل الماضي)، فكانت الأكثر سخونة وتغطية وتفاعلا، فدخلتها الصحف الست وتمثلت فيها خمس صحف.

هذا هو الواقع دون رتوش، وهو ليس مثاليا ولا صحيحا بالضرورة، فنحن أمام جمعيةٍ تعبّر عن صحفٍ، ولا تعبّر عن واقع وطموحات الصحافيين. هذه الحقيقة كانت واضحة لدينا حين دخلنا الانتخابات باعتبارها مرحلة «انتقالية» تحتاج إلى عدّة سنوات حتى تتحوّل إلى جمعيةٍ مهنيةٍ حقيقية.

الانتخابات الأخيرة كانت تعبّر عن تراضٍ وتوافقٍ عامٍ بين الصحف، ولذلك شهدنا كلّ هذا الإقبال والاهتمام الإعلامي، رغم المؤاخذات على ملف العضوية ومحاولة البعض اللعب بالورقة الطائفية القذرة، والتي انطلت للأسف على البعض ممن يراقبون المشهد من بعيد ولا يعرفون خفاياه.

لسنا حالمين ولا مثاليين، والمطالبة بالتغيير وإصلاح أوضاع الجمعية له كلفته، ولكن لابد من مواجهة ساعة الحقيقة. فما حدث من مساعٍ شبه رسمية لحل الخلاف الذي يعصف بالجمعية، تم إجهاضه بحركة التفافية لا تنم عن حصافةٍ أو ذكاء. فالثمن سيكون غاليا على مستقبل الجمعية وحضورها وتعبيرها عن مجمل الطيف الصحافي المتنوّع. إنها عودةٌ بالجمعية إلى المربع الأول للتفرّد والاستبداد بالقرار. الفرق انها كانت تمثل صحيفة بين صحيفتين، واليوم ستمثل صحيفتين قبالة أربع صحف. إنها صحف أقلية تحكم الأكثرية بواقع صوتين مقابل أربعة.

الانقلاب الذي تم بغطاءٍ قانوني واهٍ، يعتبر سابقة سلبية في تاريخ جمعيات المجتمع المدني، فلم يتم معالجة خلافات داخلية بإقصاء ثلث أعضاء الإدارة إلا في جمعيتنا الموقرة.

توقيت بيان الإقالة يحيطه الكثير من التساؤلات، فقد نُشر الاثنين الماضي بينما الاجتماع كان يوم الخميس (كما قيل)، وهو يكشف بوضوح جانب الكيدية والتربّص بالآخر، فهناك عضوان من الثلاثة المقالين خارج البلاد، فكان لزاما اقتناص الفرصة وتوجيه الضربة في الظلام. كما ان هناك اتصالات شبه رسمية من جهةٍ دعوناها مرارا للمبادرة، لجمع طرفي الخلاف للوصول إلى حل. وهي مساعٍ رحّبنا بها وإن جاءت متأخرة، لكنها أزعجت الطرف الآخر فبادر سريعا إلى إجهاضها بخطوةٍ استباقيةٍ لا تترك للحل فرصة.

والآن... ماذا عن مستقبل الجمعية؟ قرار الإقصاء إنّما هو مجرد محاولة لتأخير إصلاح أوضاعها والنهوض بواقعها. لسنا متهافتين على مناصب ورحلات للخارج، فالزميلان المقالان الآن في سفرتَيْ عمل بالكويت ومصر، والثالث كان قبلهما في زيارتَيْ عملٍ للعراق والسعودية. لكن ستظلّ الجمعية بحاجةٍ ماسةٍ إلى التغيير والإصلاح، وتلك مهمة أكبر من مجهود ثلاثة أعضاء، فعلى الوسط الصحافي الذي يراقب العملية في صمتٍ أن يقول كلمته، وينتصر لصالح التغيير.

لم تأت أي عملية انقلابية في التاريخ بخير، وقرار إقالة ثلاثة أعضاء من إدارة جمعية الصحفيين سيُذكر كعلامةٍ سوداء في تاريخ الصحافة البحرينية، التي مازلت تعاني من عقدة الأثَرَةِ والإقصاء والاستبداد بالرأي.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2623 - الثلثاء 10 نوفمبر 2009م الموافق 23 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • lawer | 4:15 ص

      بدأ السيد

      سيدنا بدأت بقولك ان هذا الاقصاء سوف يترك اثرا على مستقبل الجمعية؟!! فهل للجمعية مستقبل تتنتظرونه؟ هل لها ماضي هي؟ وهل لها حاضر؟ فلا مستقبل اذا ينتظر.. المشكلة في الرئيس وفي الاعضاء تعنت من رئيس وضعف في اعضاء = الفوضه البينة.

    • بحراني للابد | 2:14 ص

      نظام اقصائي

      اولا اشكرك سيد لانك اليوم القلب النابض والصوت الصادق لهذا الشعب ولكن اعتقد ان المشكلة ليست مشكلة جمعية الصحفيين المشكلة في النظام باكمله ونظام كهذا من الطبيعي ان ينتج ديكتاتوريين في كل مفاصل الدولة وبمافيها جمعية الصحفيين

    • زائر 13 | 2:01 ص

      غريبة

      غريبة زائر رقم 5 يطالب بمحاسبة الثلاثة المقالين ولا يطالب بمحاسبة رئيس الجمعية الذي ارسل بنت غير صحفية لتمثيل صحافيين البحرين في مؤتمر عربي للصحافيون ويدفع معاش وحدة انية من ميزانية الجمعية. تريدهم يسكتون على هالمهازل؟

    • زائر 12 | 2:00 ص

      مافعلتم هو الصواب

      سيدي العزيز الكاتب القدير قاسم حسين,,لا تستمع للأصوات النشاز,,فموقفكم هو الصواب,,ولم تُعطوا ذريعة للرئيس لإقالتكم,,بل كان ذلك جاهزاً من قبل,,الخلاف بين الرئيس والصحفية لميس سبق خلافكم,,وأتصور أن الرئيس بدأ يثأر,,
      بالدارجة:
      أتذكر يوم كنت موظف في صحيفة الأيام,كنت أرتب بعض أمور إستقبال الصحفيين مع لميس((شاي, ماء, قهوة))
      ,سواء كان بالجمعية أوبموقع الصحيفة
      فقد كان معظم ماتشتري من حسابها الخاص, نعم من حسابها الخاص, من أجل ماذا؟؟
      حباً للعمل ولا غير
      وأنا مسؤول عن كلامي هذا

    • زائر 11 | 1:57 ص

      اشرف لكم الخروج من المستنقع

      اعتقد ان السيد كتب بما فيه الكفاية لتوضيح الطريق المسدود مع رئيس الجمعية الذي يريد ان يسوق اعضاء الادارة كالعبيد يوقعون له على المراسيم.
      واشخاص يحترمون انفسهم ما يقبلون بهذه الطريقة فما فيه جمعية يقول رئيسها لبقية الاعضاء انا اسوي اللي ابغاه على كيفي.زين سويتون وطلعتون مرفوعي الراس فرئيس الجمعية للاسف للحين ما رد بجواب واحد على الاتهامات بشأن تجاوزاته واخطائه الادراية ومل ما فعله التمترس واستغلال البقية للتوقيع على ااوامره. اشرف لكم ان لا تتلوثوا بالرشاوي.

    • زائر 9 | 1:51 ص

      صادوه

      سيدنا الظاهر بعض من الناس اللي ما احد يقرأ جريدتهم جايين يسووون لنفسهم دعاية عندكم باسلوب إثارة صبيانيز لا تعطونهم ويه
      خلهم ما حد ينتبه لهم ولا تعيرونم ادنى اهتمام. موتوا بغيظكم يا خاش باش

    • زائر 8 | 1:39 ص

      معقوله

      نحن الان في القرن الواحد والعشرين ومازالت عقلياتنا عقليه واحد يدير برادة او محل سمبويه جمعية الصحفيين تمثل خيرة وطلائع هذا البلد هي السلطة وتدار بعقليه اقصائيه ديكتاتورية اموية خيرا فعلت ياسيد بانسحابك لان كل الامراض راح تتلايم عليك لو بقيت تتعامل مع هذه الاشكال تحياتي لك سيدنا

    • زائر 6 | 12:59 ص

      ( قلب المحيط )

      تمنيت لو أنك قدمت دليل واحد على كل هذه الادعاءات التي سقتها... وأخيرا هذه الحادثة فرصة مناسبة جدا لك

    • زائر 5 | 12:49 ص

      rashdb@

      مع كامل احترامي لك ياسيد لكن أطلب منك أيضا أن تحترم عقولنا الأعضاء الثلاثة أعطوا الذريعة للريس أن يتخذ إجراءات قانونية ضدهم وضيعوا حقهم وحق من صوت لهم بدل من الصمود دخلتوا في مقاطعة على طريقة الوفاق كانت نتيجتها أننا خسرنا صوتنا الذي إئتمناكم عليه فعاندتم وخسرنا نحن وكسب الريس يجب محاسبة الأعضاء الثلاثة على تفريطهم بحقوقنا بكل سذاجة

    • زائر 4 | 12:21 ص

      بعد ما شاب ودوه الكتاب؟؟؟؟؟

      خالي، ليش تبون تقاسمون الريس في الكيكة؟؟؟ خلوه يتهنى فيها وياكلها بروحه،،، عقد من الزمن مر والرجل شاب على وضعية معينة،،، فالحين وبعد ما شاب تبون تودونه الكتاب؟؟؟؟ بعض الأمور ما ليها علاج يا أستاذ قاسم،،، الحل الأوحد هو الإجتثاث من الجذور،،، لان بوجود هذا النظام وهذا الاستبداد والتفرد بالقرار مستحيل يكون في شي اسمه اصلاح،،، انصحكم بعدم محاولة اصلاح الثمار فان الثمار الفاسد لا يمكن اصلاحه ابداً،،، وانما يمكنكم الاصلاح بعد اجتثاث الشجرة باصولها

    • زائر 3 | 12:15 ص

      خسارة للجمعية

      عندما تُخرج التفاح الصالح للاكل بدل الفاسد من صندوق التفاح ، فحتماً ان صندوق التفاح هو الخاسر

    • زائر 2 | 11:40 م

      من الذي أقصاهم.

      عرفناك جرئ، والشيء الآخر هذا ليس بجديد هذا الإقصاء ضمن الخطط ???التي تحاك من خلف الكواليس فهو ديدن الضعفاء الخبثاء الذين يفتقرون لأدوات القدرة وماهية التغيير حسب المؤهلات والكفاءة،، عموما مادام أنتم وسعادة الدكتور منصور الجمري ومن هم أمثالكم يقفون أمام عواصف التمهيش والإقصاء تبقى البحرين بخير بإذن الله وفيكم الخير والبركة.. وكما سقطت أقلام مأجورة وذهبت لمزبلة التاريخ سيأتي دور الذي يجلس في غير مجلسه،،،. دامت البحرين عربية حرة لأبنائها الشرعيين. نبيل حبيب العابد

    • زائر 1 | 11:07 م

      وينك

      يا سيد وينك في جريدة الوطن يهاجمونكم وما تردون عليهم الذي يقولونه صحيح

اقرأ ايضاً