زادت الانتقادات هذه الأيّام على بعض الوزارات، بسبب إحضار مستشارين من خارج البحرين، لتطوير بعض الأقسام الحكومية التي تحتاج الى تطوير وزيادة إنتاجية، وقد كثُرََ القيل والقال في الصحف، وتشدّقَ به بعض الصحافيين للأسف الشديد.
لا ننكر وجود الخبرات البحرينية، ولا أحد يستطيع طمس هوّية أهل بلدي، ولكن قضيّة وجود المستشارين الأجانب في بعض الأحيان عنصر مهم لصقل الكوادر البحرينية، وما هي إلا حسنة تضاف الى انتقال الخبرات من شخص محترف الى شخص يحتاج قليلا من الصقل.
وكمثال فإننا نريد أن نلقي الضوء اليوم على وزارة الإعلام، التي واتتها رصاصات الانتقاد من كل طيف ومن كل جانب، ولكأنّها الوزارة الوحيدة التي أحضرت المستشارين.
وقد تساءلنا عن وضع بعض المستشارين الموجودين حاليا، ووجدنا أنّ هناك مستشارين تمّ التعاقد معهم، لفترة مؤقّتة من الزمن، حتى ينقلوا خبراتهم الى البحرينيين، وهذا أمر لا ضير فيه إذا كان وفق خطة واضحة المعالم واضحة الجدولة الزمنية.
وحاليا هناك وزارات وهيئات تابعة للدولة تعتمد اعتمادا كلّيا على بعض المستشارين غير البحرينيين وغالبيتهم أتت بعقد دائم لتدريب الكوادر البحرينية، ولكن تبقى الأمور على ما هي عليه مع مرور الزمن.
ولنرجع للتاريخ البحريني، فإننا سنجد أنّ وجود المستشارين ليس بجديد من أجل التطوير، فالمستشارون البريطانيون كانوا موجودين في منطقتنا، وقد أحدثوا تغييرا كبيرا في كوادرنا البحرينية، ويكفينا مثلا حيّا على شركة بابكو، التي بصمَ المستشارون الأجانب بصمتهم فيها بعد ذهابهم منها.
للأسف الشديد نرى بعض البحرينيين - لسنا نتكلّم عن الفئة الكبيرة والمخلصة من المواطنين - الذي «ينسى بأنّه في موقع تكليف وليس تشريف»، وتجده لبس البشت ولكنّه لا يعرف معناه، فيهزهز كرسيّه، ولا يتجرّأ موظّفوه أن يقولوا له ثلث الثلاثة كم؟!
نجد البعض يعتبر نفسه «خبيرا» ويبخل على أهل ديرته المساعدة أو نقل ما لديه إليهم، والسبب بسيط، وهو حتى لا يشاركوه الكرسي، أو البشت الذي يلبسه!
لا نريد من أحد أن يعلمنا أكل كعكتنا، ولكننا نريد من يعلّمنا كيف نحسن صناعة هذه الكعكة، وهذا أمر متعارف عليه في بلدان العالم أجمع، ولو لا ذلك، لطلبنا من شركة مايكروسوفت الأميركية أن تُخرج مستشاريها الهنود، حتى تحفظ الكادر الوطني من التهديد، وكذلك يجب أن نحتج على وكالة الفضاء الأميركية ناسا، المعروف عنها كثرة توظيف العلماء الأجانب، لتطوير هذه الوكالة!
ونقولها بصراحة، لا تأخذكم العاطفة، ولكن لتأخذكم الحكمة، فهي ضالة المؤمن، وهي التي تجعلنا نؤمن بما ذكره المولى عزّ وجل في كتابه: «وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا» (الحجرات: 13).
استفيدوا من الخبرات الموجودة حاليا في وطننا الغالي، ولنصقل البحريني الأصيل بمهارات بعض المستشارين وطول عملهم، حتى نُخرج المبدعين من أمثال الكثيرين من البحرينيين الذين تتلمذوا على يد أخرى، كانت تحمل من المعرفة والخبرة الكثير الكثير.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 2623 - الثلثاء 10 نوفمبر 2009م الموافق 23 ذي القعدة 1430هـ
يجب أن نقرأ المقال بتجرد من العاطفة ثم نعلق
مثال الخبرات .. التعليم وهو أهم المحاول التي جاءت بميثاق العمل الوطني ودستور المملكة
التعليم النظامي في البحرين اعتمد في بداياته على المدرسين العرب وخصوصا المصريين فكيف ننكر أهمية الخبرات ؟؟؟
تعقيب على التعليق الأول
عزيزي لك حرية موافقة رأي الكاتبة من عدمها
ولكن عليك أولا قراءة المقال بتمعن لتكن منصفا في تعليقك
سأقتبس لك رد من المقال يدحض كل ماذكرت
(ووجدنا أنّ هناك مستشارين تمّ التعاقد معهم، لفترة مؤقّتة من الزمن، حتى ينقلوا خبراتهم إلى البحرينيين، )
نتمنى ذلك
إن ضربتي لنا مثلاً بشركة بابكو لدعم دعواكِ فلا يفوتنا ضرب شركة ألبا كمثل مضاد لدعواكِ،،، هل رأيتي ماذا حل بالكفاءات والقدرات والخبرات والكوادر البحرينية؟؟؟؟؟ وهل رأيتي من الذي حل مكانهم؟؟؟؟؟ نتمنى كما تتمني أنتِ بأن ينقل خبرته لكوادرنا البحرينة ويرحل (فهذا حلمنا) لا أن يثبت وينمو ويترعرع ويتضخم ويزيل بعض الكوادر البحرينية مستقبلاً ويستبدلها بأخرى أجنبية (كما هو الحال والواقع) للأسف،،، وتقبلي تحياتي
اوافق بتحفض
نعم اوافقك اينها الفاضله خصوصا في مجال الصحه والطب فللاسف اطبائنا اما تجار او قدراتهم العقليه لا تصلح للطب وكذلك الممرضين اما تنابل او مراسلين يعتمدون علي الاسيويات و الشكله ان السيوسات معظم الوقت حمل .
ليتها تصدق دعواكِ
كلام جميل استاذه مريم ولكن لربما كان النقد والاعتراض على ما يحدث فعلاً على أرض الواقع أي الحقيقة المُرة وليس ما هو مفروض أن يكون،،، فنسبة إنتقال خبرات المستشارين المحترفين (الأجانب) إلى الكوادر البحرينية وصقلها عن طريق أولئك المستشارين لا تبشر بخير سواء في القطاع العام أم الخاص وهو ما لا يمكن لأحد نكرانه،،،
لا أوافقك الرأي
لا أراك منصفة في قضية المستشارين .. أراك تكررين على ان المستشارين ينقلوا خبراتهم إلى البحرينين .. كيف ينقل خبراته وعقده مدى الحياة ؟ ومتى يأخذ البحريني منصب المستشار إذا كان كرسي المستشار لا يتغير وإذا تغير ذهب لأجبني آخر ؟ لماذا لم تتطرقي للمميزات التي يحصل عليها الأجانب المسمون بالمستشاريين والراتب الخيالي الذي لا يحلم به البحرينون ؟ فليس كل من يجلب من الخارج يكون خبيراً .. كم من أجنبي تدرب على يد بحريني ومن ثم يرقى الأجنبي على مدربه البحربني الفقير من غير حق ولا ذمة ؟