العدد 2623 - الثلثاء 10 نوفمبر 2009م الموافق 23 ذي القعدة 1430هـ

«ربيكا جونز»... من يسمعها؟

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

عندما يأتي الحديث عن حق الأمومة فهو حق يجب أن تحفظه نظم وقوانين بلداننا الخليجية، ولذا فإن ما حدث لربة أسرة بريطانية تعيش في البحرين منذ مطلع الشهر الماضي مثير للغاية بل ومأسوي في الوقت نفسه.

فالسيدة البريطانية وتدعى ربيكا جونز كانت قد بعثت ابنها إلى قطر للالتقاء بأقاربه، كون والده المتوفى منذ العام 2005 كان قطريا، ولكنها فجعت عندما اختفت أخبار ابنها وعلمت من عم ابنها أنه قرر انتزاعه منها ليعيش مع جدته الطاعنة في السن، وأنها تنتظر غدا (الخميس) قرارا من المحكمة في الدوحة بشأن الدعوى المرفوعة من قبل الأقارب والتي كانت جونز لا تعلم عنها شيئا.

إن ما حدث لجونز خلال الأسابيع الماضية أوقعها في دوامة طويلة؛ فهي لا تستطيع أن تتواصل مع نظم وقوانين لا تفهمها داخل قطر، ولأن مقرها البحرين فقد استنجدت بكل من تعرفه من أجل مساعدتها في المأساة التي حلت عليها فجأة. والحق يقال فإن كل الذين تعرفهم في البحرين هبوا لمساعدتها ولكنها تحتاج إلى من يساعدها في قطر حيث اختفى ابنها « آدم» البالغ من العمر 10 سنوات، وبالتالي فإن الابن حُرم من حق الأمومة، والأم حُرمت من رؤية فلذة كبدها بصورة غير مقبولة.

إن التصرف الذي أقدم عليه أقارب الطفل في قطر هو تصرف غير صحيح ومنافٍ لمبادئ ديننا وتقاليدنا، كما ان التعامل بسلبية مع هذه القضية مع مختلف الجهات التي طرقتها جونز قد يؤثر على سمعة المنطقة في مجال حماية حق الطفل والأمومة. كما إن نزع الطفل من أمه بصورة تشبه الخطف قد يتسبب في أضرار نفسية عليه لأنه انتزع بالقوة وهو في عمر بأمسّ الحاجة إلى أمه وهي التي ولدته وربّته وتعبت عليه ولا يمكن لأي شخص كان أن يأخذ طفلا صغيرا بحاجة إلى رعاية أمه مهما كانت الدوافع والأسباب.

لقد خسر «آدم» حياته الطبيعية التي اعتاد عليها وحتى الدراسة في مدرسته سانت كريستوفر في البحرين، البلد الذي ولد وترعرع فيه.

أما أمه وجدّته فقد ذهبتا إلى الدوحة وهما مذهولتان من هول ما حلّ بهما، وهما ينتظران حكم المحكمة غدا. إن عاداتنا العربية الأصيلة وسلوكياتنا قائمة على حسن التعامل وأملنا في أن تحصل هذه السيدة على آذان صاغية وعلى من يتفهم قضيتها لكونها تتعلق بمصير طفل قد يحرم من حنان الأم، وذلك بعد أن فقد والده في حادث قبل اربع سنوات.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2623 - الثلثاء 10 نوفمبر 2009م الموافق 23 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 3:02 ص

      لا اعتقد ان حضانة الطفل من حقها !!

      كأم اتفهم مشاعر ام اختطف ابنها ولكن الام الامريكة ليست مسلمة والحضانة لا تكون لها حتى وان مات الزوج تذهب تالى ذوي الطفل من ابيه وذلك لان وجوده مع الام يعني انه سيدين بدينها والمولود لاب مسلم هوة مسلو ووجوده مع ام غير مسلمه سيطمس هويته الاسلاميه هذا ان بقى مسلما وهو محال كونه طفل والبيئة الموجود فيها ستشكل هويته ! اتمنى ان تحل المشكله بالتفاهم بينهما فلا يبخس حق الام وفي نفس الوقت يكون الطفل بايدي امينه تحافظ على دينه وهويته العربية والاسلامية ولدينا في البحرين من مشاكل مايشيب له راس الرضيع

    • زائر 4 | 1:55 ص

      إلى أهالي الطفل آدم

      الرجاء تفهم مشاعر الطفل وحاجته لأمه ، كفاية ان الطفل يتيم الأب بعد بتحرمونه من أمه ، الله ما يرضى الرجاء ثم الرجاء اعادة الطفل إلى كنف امه و وضع انفسكم مكانها ما بترضون على اولادكم .

    • زائر 3 | 1:48 ص

      «ربيكا جونز»... من يسمعها؟

      اعجبني مقالك اخت ريم وخاصة جملتك"هو تصرف غير صحيح ومنافٍ لمبادئ ديننا وتقاليدنا" ..... يا ترى هل تصرف محاكمنا صحيح وميعبر عن مبادئ ديننا وتقاليدنا في قضيتي معهم التي استمرت 5 سنوات وهي تصر على اثبات نسب طفل ليس من صلبي لي!!!!!! هل ديننا يحث على الوقوف بجانب طلبقتي ???أختي ريم اذهبي الى محاكم البحرين وسترين عجباً كله بأسم وزارة العدل والشئون الاسلامية.

    • زائر 2 | 11:54 م

      عندنا مشاكلنا يا ريم

      شكرا لك اختي ريم على طرح هذه القضية الشائكة في مجتماتنا
      ولكن
      اتمنى ان تدخلي قاعات المحاكم في لبحرين وتنظرين الى حال العديد من النساء البحرينيات التي تفطر القلوب وحال العديد من الابناء اللذين خسروا دراستهم وصحتهم النفسية والبدنية فالكتابة عن حال ومعاناة المواطنين اولى واهم من الخوض في مشاكل النساء الاجنبيات

اقرأ ايضاً