العدد 2622 - الإثنين 09 نوفمبر 2009م الموافق 22 ذي القعدة 1430هـ

أيها الحوثيون... أخطأتم الطريق!

محمد علي الهرفي comments [at] alwasatnews.com

كاتب سعودي

في العام 2004 بدأ ظهور حركة الحوثيين في اليمن وتركزت هذه الحركة في مدينة «صعدة»، ومنذ ذلك التاريخ بدأ هؤلاء حربا ضد الحكومة اليمنية تهدأ أحيانا وتثور أحيانا أخرى ولاتزال هذه الحرب دائرة بين الحكومة اليمنية وبين الحوثيين.

اللافت للنظر أن الحوثيين لم يقدموا أي مطالب جدية لحكومتهم تكون تلك الحروب مبررا لعدم الاستجابة لها.

ومعروف أنهم تقدموا بطلب إنشاء جامعة في صعدة، وكذلك حزب يكون ناطقا باسمهم، بالإضافة إلى اعتماد المذهب الزيدي بصورة رسمية في اليمن إلى جانب المذهب الشافعي...

الحكومة اليمنية لم تتردد في الموافقة على المطلب الأول والثاني وطلبت منهم التقدم لجهات الاختصاص لإكمال مطلبهم، أما الثالث فمعروف أن اليمن تؤمن بالمذهب الزيدي وعلى أوسع نطاق، بل ان الرئيس اليمني زيدي المذهب ومثله معظم المسئولين في الدولة، كما أن هذا المذهب منتشر في الكثير من المحافظات اليمنية ما عدا مناطق الجنوب التي يغلب المذهب الشافعي على أفرادها.

ومعروف كذلك، وعلى مدى تاريخ اليمن أنه لم يكن هناك صراع - ولا أقل من ذلك - بين أتباع المذهبين في اليمن، ولا أشك أن الحوثيين يعرفون ذلك، فلماذا إذن يتحدثون عن هذه القضية التي لا وجود لها؟

وكما قلت فإن مطالب الحوثيين لم تلق اعتراضا من الحكومة اليمنية فلماذا إذن هذه الحرب التي استمرت لست سنوات - ولاتزال - وذهب ضحيتها آلاف الأبرياء من الجانبين؟!

ثم لماذا لم يتوقف الحوثيون عند حدود بلادهم فاتجهوا شمالا إلى الحدود السعودية ليفتحوا جبهة جديدة مع دولة قوية يعرفون عجزهم حيالها فوق أنهم عاجزون عن مقاومة جيش بلادهم؟!

في ظني أن الحوثيين لا يملكون مشروعا سياسيا ولا دينيا وإنما هم مجموعة من الأشخاص قيل إنهم في حدود الألفين يبحثون عن المال والشهرة ولا يهمهم إن مات المئات في سبيل ذلك بشرط أن يبقى المال متدفقا بين أيديهم.

ولكن كيف يستمر هذا المال دون شروط يمليها من يعطي هذا المال، فلا أحد يعطي شيئا دون مقابل!

وزير الخارجية اليمني قال في تصريح لقناة «الجزيرة»: إن الحوثيين يتلقون دعما ماليا من بعض فئات المجتمع في إيران والسعودية والبحرين والكويت والعراق، وإن هذا الدعم هو الذي أعطاهم القدرة على الحرب كل هذه المدة.

مرة أخرى: ماذا يريد هؤلاء الداعمون على فرضية دقة تصريح الوزير؟ ثم ماذا يستطيع أن يقدم لهم الحوثيون؟

أعتقد أن دور الحوثيين يكمن في محاولة تفجير الوضع الداخلي في اليمن، وإضعاف دور الدولة وسلطتها، وهذا سيؤدي - لو حصل - إلى تمكين الفرق المناوئة لليمن وللسعودية لممارسة التخريب والتدمير لصالح بعض القوى في المنطقة.

ومع معرفتي بالفارق الكبير بين عقيدة أتباع القاعدة وأتباع الحوثيين إلا أن هناك هدفا قد يجمع بينهما رغم كل ذلك الاختلاف الفكري والعقيدي وهو محاولات الإفساد في كلٍّ من اليمن والسعودية ولكل جهة أهدافها الخاصة.

وانطلاقا من تلك الأهداف جاء تسلل بعض الحوثيين إلى جبل «دخان» في جزئه السعودي واستلؤهما عليه في عملية لم تكن متوقعة، محاولين جرّ السعودية لعمل عسكري داخل الحدود اليمنية لكي يثور اليمنيون وتكبر الأزمة وتسوء العلاقة بين البلدين، وهذا كله - بزعمهم - سيجعل ظروفهم أكثر حسنا وأمنا وسيمكنهم من ممارسة أعمالهم التخريبية في البلدين.

لكن كلّ ذلك باء بالفشل؛ فالسعودية تربطها علاقة مميزة مع اليمن، كما أنها ليست بصدد القتال داخل الحدود اليمنية لأنها تدرك أن مشكلة الحوثيين من اختصاص الحكومة اليمنية وحدها، كما أن طرد المتسللين من أراضيها لا يشكل أي عبء على قواتها المدربة والمسلحة، وهذا ما حصل فعلا، حيث تم أسر العشرات من الحوثيين وطرد الباقين خارج الحدود السعودية.

وهنا لابد أن أشير إلى أن حرب العصابات ليست مسألة سهلة لاسيما في الأماكن الجبلية الوعرة كما هو الحال في جبال صعدة والأماكن القريبة منها.

ولعلي هنا، أذكّر القارئ الكريم أن حكومة سيرلانكا قضت نحو ثلاثين عاما في حربها ضد المتمردين التاميل بسبب صعوبة التضاريس، وهذا السبب نفسه هو الذي جعل الحكومة اليمنية تتأخر كثيرا في القضاء على الحوثيين.

على أية حال، أجزم أن كل الذين تسللوا إلى السعودية هم الخاسرون، وأجزم أنهم أخطأوا الطريق، وأن كل الذين يقفون إلى جانبهم خاسرون.

ومن واجب الحكومة اليمنية أن تقوم بدورها تجاه هؤلاء بأي شكل كان فهي أعرف بهم من غيرها، وهذا دورها أولا وأخيرا.

إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"

العدد 2622 - الإثنين 09 نوفمبر 2009م الموافق 22 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 20 | 1:20 م

      الكاتب وانحاز 180 درجة لبلده

      أن تنحاز لبلدك أمر طبيعي ولكن أن تكتب رأيك لنا فهذا غير مقبول...دع رأيك لك، وإلا فأنا اريد أيضا كتابة رأيي، لتحلل تحليلات عميقة أم لتكتب خاطرة تجول في نفسك يستطيع من هو أقل منك وحتى بائع السمبوسة أن يكتبها. عزيزي رميت اثقال القضية كلها على عاتق الحوثيين ودافعت عن حكومة صنعاء أكثر من مسؤلي الحكومة نفسها، اذكر يوما أن أحد دكاترة جامعة صنعاء استضافته العربية كمحلل فألقى اللائمة على الطرفين ولم يحمل طرف دون آخر بل دعى الطرفان للتنازل ،ولم يحمل المسؤلية لطرف واحد

    • زائر 19 | 12:26 م

      تصدير الثورة و لا تصدير الثروه

      حسب ما يقال بإن مخطط تصدير الثورة يشمل اليمن و جنوبة و الجنوب هو النافذة لتهريب الأسلحة . و ايران لا تألوا جهدا بالنيل من كل من يخالفها مذهبيا و أهدار دمة . فهل هذا هو الأسلام . فإذا قالو تميز فالرئيس زيدي و مطالبهم مستجابة . نعم ايران تريد افتعال المشاكل في حلم دولة شيعية كبرى و إلا ما هو السبب .نتمنى ان نكون صريحين مع أنفسنا و نقبل الحقائق .
      و صدق ما قالة الشيخ القرضاوي في تصيدير التشيع .لتكبر الكعكة في مصلحة المعممين .
      و ما علينا إلا أن ندفع الخمس صاغرين .

    • زائر 15 | 3:48 ص

      معذرة اخي ضللت الطريق

      اعتذر لتدخلي في قناعاتك ولكن يبدو انك لست على اطلاع تفصيلي لما يدور في اليمن وخصوصا ان الافكار التي تطرحها لاتدل على متابعة حقيقية لما يجري من احداث وهذا يسلبك الحق في ان تبدي رأيا في القضية المتنازع عليها انك معلوماتك لا تعدوا كونها من جهة معروف انحيازها ويتضح جليا من اختيار بعض عباراتك التي ترددها قناة "العربية" التي ليست قناة حيادية بل تعتبر طرفا في النزاع ارجو من كاتب المقال الاستاذ العزيز ان يرجع الى المواقع الرسمية التابعة للحوثيين في الانترنت لمعرفة دواع الحرب

    • زائر 11 | 12:57 ص

      تكملة

      يكفي أن تعرف أن الأذان الرسمي (الزيدي) في التلفزيون اليمني قد حذف "حي على خير العمل" قبل سنتين أو ثلاث لتقدر ما أقول، وهذا هو الأساس.
      ثم لماذا إيران دائما في الواجهة ؟ أليس هذا مبالغة منك ؟
      لماذا لا تقرأ قليلا من التاريخ قبل الولوج في قضايا شائكة ؟
      تحياتي

    • زائر 10 | 12:57 ص

      ليس هكدا تورد الابل

      معدرة الموضوع يحتاج ألى تحليل معمق أكثر مما تتطرق ألية الكاتب

    • زائر 4 | 10:55 م

      هم بعد ايران

      افيقو يا عرب من نوكم كل شى قلتو ايران

اقرأ ايضاً