أذهلت العاصمة الإماراتية (أبوظبي) العالم باستضافتها للجولة الأخيرة من بطولة العالم للفورمولا1 على مضمار حلبة مرسى ياس الأسبوع الماضي. جميع من حضر أشاد بالمنظر المعماري المذهل والمنشأة الضخمة والمجهزة بأحدث وسائل التكنولوجيا.

إن وجود هذه الحلبة الحديثة شكل دفعة جديدة لرياضة السيارات في منطقة الشرق الأوسط بعد أن كانت مملكتنا سباقة في هذا المجال بانشائها أول حلبة في المنطقة حلبة البحرين الدولية التي تعتبر موطنا لرياضة السيارات في المنطقة، وولدت بعدها عدد من الحلبات الأخرى التي تستضيف مختلف سباقات السيارات ورياضاتها مما أنعش المنطقة.

سأتحدث قليلا في الجانب السياسي الذي يرتبط بشكل كبير مع الجانب الرياضي في هذا الجانب، وقد يتساءل القارئ العزيز كيف يتم الربط بين السياسة والرياضة، وقد تقصدت التحدث في هذا الجانب لأن هناك من يعتقد أن هذه الرياضة بعيدة كل البعد عن السياسة، إن ما حدث في العالم أجمع أو بالتحديد بين الغرب والشرق (العرب والمسلمين) بعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول في أميركا أحدث فجوة كبيرة بين الطرفين وأثر على العلاقة بشكل كبير وأصبح الغربيون ينظرون إلينا وكأننا نحن المسلمين إرهابيون بينما كانت فئة بسيطة هي التي تحمل معها هذه الاعتقادات الاجرامية، في مملكة البحرين كثير من لمس انطباع الأجانب الذين حضروا لأول سباق للفورمولا1 في المنطقة في العام 2004 وكيف هم المسلمون وما هو الدين الإسلامي الذي يحترم الضيف حتى لو كان كافرا والترحيب بالجميع، تفاجأ هؤلاء الذين قالوا إن لديهم فكرة أخرى عن العرب والمسلمين وأن الكل يقول إنهم إرهابيون، وشيئا فشيا ومع مرور السنين الماضية لنا الفخر بأننا كنا جزءا كبيرا في تغيير هذه النظرة الخاطئة وجعلنا العالم كله يعرف ويعي أن ما يثار في بلاده خاطئ، لتأتي دولة الإمارات العربية الشقيقة وتكمل هذه المسيرة لتؤكد للعالم وتوضح له النظرة الصحيحة التي نقلتها مختلف وسائل الإعلام العالمية، وهذا جانب واحد فقط لكن تأثيره كبير جدا، ولو تحدثت في الجانب الاقتصادي فلن تكفيني هذه السطور، فوجود حلبة مرسى ياس سيدفع بالعجلة الاقتصادية للأمام أكثر وخصوصا مع الأزمة التي حلت بالعالم، فرياضة السيارات التي بدأت تنتشر ويتثقف بها مختلف الناس من أفضل وسائل الدعاية والإعلان.