اليوم يشد الأحمر رحاله محملا بالثقة والدعوات والأمنيات في رحلة الحلم وبلوغ المجد العالمي بالتأهل إلى مونديال 2010 عبر الأراضي النيوزيلندية في أقصى بقاع الأرض والتي تشرق منها شمس كل يوم في العالم. ونحن نتمنى أن تشرق منها شمس أول إنجاز للكرة البحرينية بدخول العالمية من أوسع أبوابها.
اليوم، ولاعبونا يحزمون حقائبهم للإقلاع في الساعة 6.00 صباحا في رحلة الحلم، لا نملك سوى الدعوات وتوجيه الوصايا المطالبة بشحذ الهمم والروح والمعنويات في مهمة ليست مرتبطة بالنواحي الفنية فقط بل بالأسلحة النفسية المعنوية التي قد تكون لها كلمة الحسم في المعركة التاريخية الحاسمة، لذلك فإن الاختبار الصعب في خلق الأجواء المناسبة للاعبي الأحمر قبل وخلال هذه الموقعة.
اليوم و»طائرة الأحلام» تقلع، على لاعبينا أن يلقوا نظرة على وطنهم ومواطنيه ويتصوروا في مخيلتهم المشهد في المطار لو وفقوا في العودة ظافرين يوم 15 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري – بإذن الله – ببطاقة الحلم المونديالي، وإدراكهم حجم ما سيحققونه للوطن من وراء هذا الإنجاز وهو ما يتطلب عطاء كبيرا وإدراكا للمسئولية وحماسا وقتالا وحضورا ذهنيا بعيدا عن الرهبة والارتباك والضغوط لأنها أسلحة تحرك المكامن والطاقات الفنية داخل اللاعبين والتي لن تخرجها الخطط الفنية فقط بقدر ما تفجرها الروح والعزيمة والأمثلة كثيرة.
اليوم، ولاعبونا يطيرون في رحلة الأحلام، عليهم استذكار مشهد صدمة ترينيداد توباغو في ملحق مونديال 2006 والتي أدخلتنا في غيبوبة بدأنا نفيق منها تدريجيا واقتربنا من مسح تلك الذكرى لو نجحنا في الوصول إلى المونديال وخصوصا أن غالبية اللاعبين شاركوا في تلك المباراة كأساسيين أو احتياطيين وذلك يشكل دافعا في حد ذاته.
اليوم، ولاعبونا يغادرون في رحلة الأحلام، عليهم التعامل الجاد مع المباراة وعدم الوقوع تحت تأثير وتخدير الإعلام وعدم الإفراط في الثقة بالقدرة على الفوز على الفريق النيوزيلندي في عقر داره، وألا تختلط عليهم الثقة بالنفس بالتفاؤل المفرط باعتبار ما قيل في الفريق النيوزيلندي على ضوء ما حدث في لقاء الذهاب، وكلنا تابع وقوع فريق الاتحاد السعودي ضحية «التخدير» الإعلامي والثقة المفرطة التي أخرجت لاعبي الاتحاد عن أجواء المباراة وأدت إلى خسارتهم أمام بوهانغ الكوري الجنوبي في نهائي دوري أبطال آسيا أمس على رغم الأفضلية الفنية للاتحاد قبل المباراة لكن عدم التعامل الجيد أدى إلى خسارة اللقب.
اليوم، ولاعبونا يغادرون في رحلة الأحلام، عليهم إدراك أن المهمة مدتها 90 دقيقة وصفت بالأهم في تاريخ الكرة البحرينية، وأن مثل هذه المواجهات المصيرية يحسمها حتى هدف واحد من أنصاف الفرص وليس التفنن وعدم التركيز في استثمار الفرص مثلما حدث في الشوط الثاني من لقاء الذهاب، فالتاريخ يسجل أسماء الفائزين وصناع الإنجازات فقط... قلوبنا معكم ودعواتنا ترافقكم... وبالتوفيق
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 2620 - السبت 07 نوفمبر 2009م الموافق 20 ذي القعدة 1430هـ