العدد 393 - الجمعة 03 أكتوبر 2003م الموافق 07 شعبان 1424هـ

مجرد رأي...!

بما أننا في عصر العولمة، عصر تفجر المعلومات والتكنولوجيا وما إلى ذلك من التغيرات... فهل يعطينا ذلك الحق في تغيير مبادئنا وعقيدتنا وعاداتنا؟ هل من واجب علينا أن نتغير 081 درجة، أقصد تغيرا كاملا من الجذور لنساير هذا التقدم العلمي والزمن الحديث؟ ذلك وإذا لم نسايره كما يريد الغرب ويريد زيد وعبيد هل نصبح في العصر الحجري كما يسميه البعض؟ هل وهل وهل؟ هناك الكثير من الأسئلة تدور في مخيلتي وأريد لها جوابا فمن منا على حق؟ اعذوروني إذا بدأت في مقالي هذا بالكثير من الأسئلة أي بالأصح بدأت التكرار في استعمال علامة الاستفهام (؟) لقد أردت بأسئلتي هذه أن أجد إجابات مقنعة. ما أسرده من حالات ربما نراه في حياتنا وفي مجتمعنا، تدعونا إلى الاستغراب فعلا كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم «إن الله جميل يحب الجمال» الكل يحب فعلا أن يكون في صورة جميلة كما أن الجمال لا ينبع من جسد جميل، بل من أعمال حسنة والكل يحب أن يظهر بمظهر لائق، ولكن هل هذا يسمح لنا بتغيير ما خلقه رب الكون وما أبدع في خلقه سبحانه. أعطى كل واحد منا في هذا الكون الشاسع وجها وملامح تناسبه وهو سبحانه أعطى كل واحد منا جانبا جماليا، فالجمال ليس في الوجه والجسم فقط، وإنما جمال الإيمان وجمال الروح ألا يكفي هذا لأن يكون الإنسان جميلا؟ فأنا لست ضد عمليات التجميل ولكن ما حصل هو أننا نشاهد بعض النساء يقمن بإجراء عمليات تجميلية للأنف مثلا والشفاه كعملية تكبير الشفاه ويغيرن من شكل الأنف. للأسف هؤلاء النساء نجدهن قبل إجراء العملية أجمل بكثير مما بعدها ! لأن الله سبحانه خلق البشر بصورة متكاملة. ولا أحلى من جمال صنعه الله رب العالمين وأبدع في خلقه... كما قال الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه:

ليس الجمال بأثواب تزيننا

ان الجمال جمال العلم والأدب

كما ذكرت لست ضد التغيير في شكل الإنسان إذا كان ضروريا، مثلا حال حروق وتشوهات خلقية ولكن ليس لتكبير وتصغير وتغيير ملامح خلقة رب العالمين وما إلى ذلك من تغيرات يقمن بها لتغيير أشكالهن إلى ما هو أجمل! بصراحة في حالات كثيرة نجد أنهن أجمل قبل التغيير بكثير ولا يبدون جميلات كما كن يتخيلن! أعتقد أنه يجب أن يكون الإنسان قنوعا بما أعطاه الله وبالشكل الذي جمله سبحانه كل واحد بشكل. وكما في قول النبي صلى الله عليه وسلم: قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما أتاه. وكما قال الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه:

أفادتني القناعة كل عز

وهل عز أعز من القناعة

فصيرها لنفسك رأس مال

وصير بعدها التقوى بضاعه.

أما القصة الثانية فهي الانترنت وما أحدثه من مشكلات وتغييرات في العادات والتقاليد ومسايرة الغرب بكل عيوبه وأخطائه من دون تفكير كأنهم يجروننا بحبال من حديد لا ينقطع ابدا. إن الانترنت سلاح ذو حدين مفيد إذا أحسن استعماله، ومضر إذا أسيء استعماله. إن استخدام الانترنت في الأشياء الضرورية مهم جدا بشرط ألا يستغل في أشياء خارجة عن الأخلاق والمبادئ... فلنكن واعين وناضجين لنأخذ الصحيح ونرمي الفاسد بعيدا.

عاشقة البحرين

العدد 393 - الجمعة 03 أكتوبر 2003م الموافق 07 شعبان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً