لم يكن بودي أن اكتب في هذا الموضوع، إذ انني لم اعتد الكتابة في الصحافة من قبل، الا ان أهمية الموضوع وتعلقه بالتربية والتعليم جعلاني اكتب اليكم لتنشروه في صحيفتكم الغراء ولكي يتم النظر فيه من قبل المسئولين في وزارة التربية والتعليم.
يبدو لي ان قول الشاعر:
قم للمعلم وفّه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا
يبدو ان هذا القول الشهير لم يمر بأذهان بعض العاملين والعاملات في مجال التعليم، او انهم لم يلقوا له بالا.
قبل مطلع هذا العام الدراسي اردت تسجيل ابني في احدى المدارس الخاصة التي سمعت انها جيدة، وفعلا قمت باختيار هذه المدرسة» الخاصة، وقمت بتسجيل ابني فيها في السنة الاولى الابتدائية، إذ ان هذا هو عامه الاول في المدرسة. وبطبيعة الحال كان لابد ان اصحبه إلى المدرسة في يومه الاول إذ ان الجو الدراسي جديد عليه ولا يعرف كيف يتصرف بمفرده، فأخذته إلى المدرسة وتم تعيين الفصل الذي سيدخله، ولكن شاءت الظروف ان يضع حقيبته المدرسية في فصل آخر بطريق الخطأ، ثم نسي اي فصل ذاك، وحين طلب من التلاميذ الذهاب إلى فصولهم سألته عن حقيبته فقال انه نسي اين وضعها وبعد جهد علمنا موقع الحقيبة، فأردت ان آخذه إلى ذلك الفصل لسيترد حقيبته قبل بدء الدرس. وفي أثناء ذهابي معه إلى الفصل رأتنا مديرة المدرسة وهي من احدى الدول العربية وتحمل الجنسية البحرينية على ما اعتقد، فكأنها رأت عملا منكرا، إذ جرت الينا صارخة بانه يمنع الذهاب إلى الفصول حتى تأمر هي بذلك، وحاولت ان اشرح لها ان ولدي يريد استعادة حقيبته قبل ذهابه إلى فصله، ولكنها استمرت في الصراخ (نعم هكذا) مع التلفظ بعبارات لا تليق بها كونها مديرة مدرسة ويجب عليها ان تكون القدوة للمدرسات الاتي معها. ولكن بدا لي حبها للتسلط والسيطرة واثبات الوجود. وحين لم يجدِ معها التفاهم، اخبرتها بان عليها ان تتصرف بطريقة افضل معي لانني ولية أمر هذا التلميذ وقد دفعت مقابل ذلك رسوم الدراسة، والأهم انها المديرة وعليها التصرف بدماثة خلق مع اولياء الامور.
طبعا هذا التصرف منها لفت انتباه بعض المدرسات ولكن لم تحاول اي منهن التدخل ربما بسبب معرفتهن بسلاطة لسان المديرة المحترمة. ولما لم أجد حلا معها قلت انني سأسحب ابني من المدرسة وأستعيد الرسوم. فقالت للمسئولة بكل صلف وعنجهية: أعيدي اليها رسومها ولتأخذ ابنها معها. فقالت المسئولة انها تحتاج إلى الايصال الخاص بالرسوم، فقالت هذه المديرة: لا داعي للايصال، أعيدي اليها نقودها ولتذهب من هنا. وفعلا تم ذلك واخذت ابني لأسجله في مدرسة اخرى.
وانا اتساءل: هل هكذا يتعامل الناس مع بعضهم بعضا؟ هل هذه هي اخلاق المديرات في سلك التربية والتعليم واللواتي يفترض ان يكنَّ قدوة لغيرهن؟ كيف يمكننا ان نسلم فلذات اكبادنا إلى مدرسة مديرتها بهذه الاخلاق والتصرفات السلطوية؟
اين مجلس إدارة المدرسة؟ ام ان همهم فقط الرسوم التي تدخل عليهم ولا يهمهم بعد ذلك ما جرى في مدرستهم؟ أليست هذه امانة في اعناقهم يسألون عنها امام الله؟ اين وزارة التربية عن هذه المشكلات التي تحدث في كثير من الاحيان ولكن لا تجد الحل لها؟
اعتقد أن امثال هذه المديرة لا يجدر بهن ان يصبحن مسئولات في اية مدرسة، لان المدرسة مكان لتعلم الاخلاق قبل العلوم، فاذا انعدمت الاخلاق عند القائمين على المدرسة فماذا سيحدث لأطفالنا حينئذ؟
واعتقد ايضا أنها وضعت في هذا المنصب التربوي المهم بصفة شخصية من دون إلمام منها بجوانب التربية او التصرف مع الناس بالخلق الحسن، لا بالاستعلاء على الناس وكأن اهل هذا البلد لا يفهمون شيئا. لقد كتبت هذه الرسالة في الصحيفة لا لشيء سوى ان يعلم المسئولون في التربية ان هذه الامور تحدث من دون علمهم، لان من «أمن العقوبة أساء الأدب». واذا كان هذا التصرف معي انا المواطنة البحرينية، فكيف سيكون مع غيري من الوافدات؟ ختاما اتمنى لفلذات اكبادنا دوام النجاح والتوفيق وان يقيهم الله تعالى شر المحن ايا كانت.
ولية أمر
العدد 393 - الجمعة 03 أكتوبر 2003م الموافق 07 شعبان 1424هـ