يجب التأكيد على أن أي مواطن مخلص وشريف يتعاطف مع القضايا العمالية ويرى في تحقيق مكاسب لهم هو دليل حضاري على أننا في بلد اتفقت فيه القيادة والشعب معا على التعاون من أجل خدمة هذا الوطن.
ونقابة عمال بابكو اعترفت على لسان نائب رئيس النقابة حسين هاشم أن اجتماعهم في السابق مع الوزير ولأكثر من مرة فإن الوزير تعاون واتفق معهم.
لكن هذا البيان الذي أصدرته الإدارة التنفيذية بشأن النظام الموحد الجديد للموارد البشرية ومزايا الموظفين لا يجد المتتبع المنصف له انه يحتاج إلى كل هذه الضجة التي أثارتها نقابة عمال بابكو.
إن الذي يتابع ما تم نشره لا يتوقع أن الموضوع يحتاج إلى هذا التصعيد الذي جاء على لسان نائب رئيس نقابة العاملين في شركة نفط البحرين. إن اللهجة التي يتحدث بها لهجة «إعلان حرب» وليست لهجة من يريد التوصل إلى حقه لقد كان حسب ظني متسع من المجال في الوصول إلى صيغة وسط تحفظ حقوق العاملين من دون الدخول في لغة التهديد والوعيد باللجوء إلى المحاكم. فالقيادة المرنة قادرة على تحقيق المكاسب أكثر من القيادات التي تستخدم العنتريات.
جربت الجمعيات السياسية هذه اللغة من قبل وهذا الأسلوب ولم يستفد المواطن من ذلك، وخوفي أن يتكرر هذا مع النقابات التي تعتقد أنها بعد أن أعطيت حقوقها المشروعة لتمثيل العمال عليها أن تلبس خوذة ودرع المحارب الروماني لتستل سيفها وتطلب حقوقها بالذراع، فنحن لسنا في بريطانيا أو فرنسا بحيث إذا أضرب مليون عامل سيفرض على هذه المؤسسات الرضوخ، بل نحن في (قريَّة) يمكن حل معظم مشكلاتها لو صَفَتْ النيّة، ولا أعتقد أن المطروح على أجندة الخلاف بين النقابة وبين الإدارة التنفيذية يستحق كل هذه الضجة.
وأنا واثق أن نقابة العمال لو تحاورت مع المسئولين فلن تعدم الوسيلة التي يمكن من خلالها الوصول إلى نتائج مرضية.
إن إثارة الضجة من قبل مختلف الجهات بمناسبة وبغير مناسبة حسب ظني سيجعل البلد يعيش في أعين الراغبين في الاستثمار فيه أنه بؤرة مشكلات... وبؤرة معارك مع الحكومة وهذا لن يخدم المصلحة العامة.
لقد كفى المواطن عقود البؤس الماضية ولا يرغب في أن تستغل قياداته السياسية مرحلة الحرية والشفافية لاختلاق قضايا ومعارك قد لا تصب في صالحه.
العدد 393 - الجمعة 03 أكتوبر 2003م الموافق 07 شعبان 1424هـ