بعد نشر أربع حلقات حول «القوى الشبابية والرمز»، تفاجأت بكلمة لرئيس جمعية العمل الديمقراطي عبدالرحمن النعيمي في ندوة لجمعية المحامين يوم الاثنين الماضي، يؤكد فيها على ضرورة تسليط الضوء على ضعف المؤسسات، واستمرار العقلية الفردية سواء في الحكم أو في قوى المجتمع، إلا أن الشيء اللافت للانتباه فعلا هو حديث النعيمي عن ضعف المؤسسات في ظل رئاسته لجمعية سياسية نخبوية ومحدودة العدد، فيما تبقى الكيانات الكبيرة مبعثرة ومترهلة تنظيميا، ولا وصلة بين حلقاتها الكبيرة والصغيرة، ولا يعرف رأسها من ذيلها.
هذا الطموح من النعيمي، وهذا الجلد إلى الذات والإصرار على تحقيق شيء، يقابله شعور بالاطمئنان من قبل قادة الكيانات الكبيرة إلى طاعة جماهيرهم لهم في كل الأحوال، وتنفيذ أوامرهم من دون مناقشة، وهو اطمئنان زائف على كل حال، لا يمكن الثقة به ما دامت مجاهيل الرؤية السياسية متحكمة في العلاقة بين الجمهور والقيادة، ولا يمكن الثقة به، ما دام التهيؤ النفسي والإرادي غير حاضر عند الكثيرين في حال الإقدام على الخطوات الضخمة، وبالتالي توجد حاجة ملحة إلى فهم أدوات الواقع الحالية، بما فيها البناء الهرمي الذي يفرض شروطا وواجبات، وإلا لا حاجة لهذه الأدوات لأن الشروط غير متحققة.
وهذه دعوة إلى إعادة النظر في آليات التواصل، ومع كونها دعوة متكررة، وصدرت في أكثر من موقف، إلا أن اشتراطاتها ستكون ملحة في الأيام المقبلة، إذا كانت الجرأة في طرح المواقف العلنية حاضرة، أما إذا كانت ثنائية الانكفاء والتردد في قبال الرغبات الكثيرة هي الحاكمة، فإن البوح سيكون صعبا، وصعبا جدا.
إقرأ أيضا لـ "سلمان عبدالحسين"العدد 391 - الأربعاء 01 أكتوبر 2003م الموافق 05 شعبان 1424هـ