تعقيبا على ما دأبت الصحافة المحلية على نشره بشأن الاعتراف بشهادة معهد البحرين للتدريب، وكان آخرها مقال سيد ضياء الموسوي في عموده اليومي في صحيفة «الوسط» «نبض المجتمع»، المنشور بتاريخ 92 سبتمبر/ايلول 3002 (العدد 883) تحت عنوان «معهد البحرين ونقطة الاحراج التي تحولت الى إدانة»، نورد التعليق الآتي:
بداية نستغرب كيف يمكن لكاتب قدير مثل السيد الموسوي أن يعتمد على الاقاويل ويبني عليها تهما يلقي بها الواحدة تلو الأخرى جزافا من دون أن يعمد الى الجهة المعنية للتأكد من حقيقة ما قيل أو يقال، على رغم ما تبديه الوزارة من استعداد للاجابة على كل ما يرد إليها من استفسارات من جميع شرائح وفئات المجتمع، وليست الصحافة أو الهيئات الرسمية فحسب. فقد أشار السيد في مقاله المذكور الى بعض الأمور المغلوطة بكل أسف من دون أن يتحقق من صحتها، ما يجعل صدقية ما قد كتب على المحك.
قال الموسوي ما نصه: «عدم الاعتراف بشهادتهم - أي طلبة المعهد - من قبل كل مؤسسات الدولة، وكذلك، «لأن الطالب يدخله - أي المعهد - بشهادة ثانوية ويخرج بشهادة دبلوم لا تعترف بها كل مؤسسات الدولة بلا استثناء بما فيها وزارة التربية وجامعة البحرين بل بما فيها وزارة العمل»، بعد أن كان قد تساءل باستنكار في فقرات سابقة عن تعامل الوزارة مع شهادة المعهد إذ قال: «ولو سألنا وزير العمل كيف يتم التعامل مع خريج المعهد من قبل الوزارة؟ هل يتم التعاطي معه على أنه حامل شهادة ثانوي أم دبلوم؟ ماذا ستكون الاجابة؟».
ولتفنيد ما ورد في المقال المذكور، نشير الى أن شهادة معهد البحرين للتدريب تحظى بالاعتراف من قبل إديكسل العالمية (Intemational Edexecl) الذي يجعل منها شهادة تحظى بالاعتراف الدولي الواسع. وفي الوقت الراهن تحظى هذه الشهادة بالقبول والاعتراف من قبل 03 جامعة من كبريات الجامعات الاميركية والتي من بينها على سبيل المثال لا الحصر جامعة آدلفي، جامعة برانديز، جامعة ولاية كاليفورنيا، جامعة كارولينينا، جامعة متشيغان، جامعة لويولا شيكاغو، جامعة لوا، جامعة كومون ويلث، جامعة ولاية السيسيسيبي، جامعة فرجينيا، جامعة هوستن، والقائمة تطول.
وبموجب هذا الاعتراف فإنه يمكن لحامل الدبلوما الوطنية العليا من معهد البحرين للتدريب الحصول على شهادة البكالوريوس من هذه الجامعات خلال سنتين فقط مقابل أربع سنوات هي مدة برنامج البكالوريوس الاصلية. وكذلك هي الحال في جامعة كوينزلاند في استراليا (Southern Queensland -USQ University of). أما في بريطانيا، فقبول هذه الشهادة في غالبية الجامعات البريطانية أمر مفروغ منه، نظرا لما تحظى به من اعتراف من الجهة السالفة الذكر - إديكسل. ولمزيد من الطمأنة، نورد أسماء بعض تلك الجامعات: أنجيل بوليتيكنيك، جامعة ويلز - كارديف، جامعة سنترال إنجلاند، جامعة غلامورغان، جامعة هامبرسايد، جامعة لينكس، جامعة أكسفورد بروكس... إلخ، علما بأن إديكسل عموما جهة دولية تعمل باستمرار على زيادة قوائم تلك الجامعات والمؤسسات الاكاديمية والمهنية الأخرى في جميع أنحاء العالم.
ولعله من المفيد أن نشير إلى أن ادارة المعهد قد انتهت أخيرا من الاتفاق مع جامعة نيويورك للتكنولوجيا في البحرين على قبول حملة شهادة المعهد في برنامج البكالوريوس والماجستير التي تقدمها الجامعة، وسيجري خلال الأيام القليلة المقبلة توقيع العقد النهائي بهذا الخصوص. وبموجب هذا العقد، فإن حامل شهادة المعهد سيلتحق ببرنامج البكالوريوس في الجامعة المذكورة لمدة عام واحد فقط، كما يمكن لطلبة تخصصات تقنية المعلومات والدراسات التجارية من خريجي المعهد الحصول على شهادة الماجستير من الجامعة نفسها في عام دراسي اضافي، علما بأن جامعة نيويورك للتكنولوجيا لا تقبل الشهادات التي لا تحظى بالاعتراف من قبل (Engineering and Tcchnology-ABET Accreditation Board for)... أي أن شهادة معهد البحرين للتدريب تتمتع بهذا الاعتراف وهو اعتراف عالمي آخر يضاف الى رصيد المعهد.
أما على الصعيد الداخلي، فإننا نؤكد أن وزارة العمل والشئون الاجتماعية لا تتعامل مع شهادة معهد البحرين للتدريب بالسلبية التي أشار إليها المقال سالف الذكر وإنما تتعامل مع خريجي المعهد على أنهم حملة شهادة دبلوم معترف بها رسميا. وكذلك هي الحال بالنسبة لديوان الخدمة المدنية. فردا على سؤال كاتب المقال: «لو سألنا وزير العمل كيف يتم التعامل مع خريج المعهد من قبل الوزارة؟، نقول: لو أنكم سألتم فعلا، لجاءتكم الاجابة التي أوردناها للتو أعلاه.
أما فيما يتعلق بجامعة البحرين، فإنها الجهة الوحيدة في المملكة التي لا تقبل معادلة شهادة المعهد، ولا تعتبر السنوات التي قضاها المتدرب فيه. بيد أنه ينبغي التأكيد على أنه تنفيذا لتوجيهات مجلس الوزراء وسمو رئيس الوزراء شخصيا، وبدعم من جلاله الملك، لضرورة العمل على منح شهادة المعهد الاعتراف اللازم من قبل جامعة البحرين، وهو أمر تناولته الصحافة المحلية وليس حكرا على أروقة الأجهزة الرسمية، فقد تم تشكيل فريق عمل مختص يشارك فيه ممثلون من كل من معهد البحرين للتدريب وجامعة البحرين وديوان الخدمة المدنية وغيرها من الجهات المعنية، وأوكلت لهذا الفريق مهمة وضع آليه معادلة شهادة المعهد بالدبلوم المشارك الذي تمنحه الجامعة. وقد توصل الفريق في اجتماعه الأخير في 82 من يوليو/تموز الماضي 3002، إلى اتفاق مفاده:
1- معادلة الدبلوم الوطنية الصادرة من معهد البحرين للتدريب بالدبلوم المشارك الصادر من جامعة البحرين.
2- أن تقوم جامعة البحرين بتحديد الشروط الواجب توافرها في حامل شهادة الدبلوما الوطنية والدبلوما الوطنية العليا من معهد البحرين للتدريب لاستكمال الدراسة في برنامج البكالوريوس في جامعة البحرين.
3- ان تقوم الجامعة بتحديد المتطلبات الاضافية المطلوب استكمالها من خريجي الدبلوما الوطنية والدبلوما الوطنية العليا من معهد البحرين للتدريب من أجل الالتحاق ببرنامج البكالوريوس بجامعة البحرين، على أن يقوم معهد البحرين للتدريب بتوفير جميع الوثائق المطلوبة لهذا الغرض.
4- ضرورة قيام الجامعة بتحديد مدة زمنية لحصر ومعرفة المتطلبات والشروط لتحقيق البنود المشار إليها أعلاه.
علما بأنه تم رفع النقاط السالفة الذكر للجنة الوطنية لتقييم المؤهلات العلمية في المملكة باعتبارها جهة الاختصاص. كما أن هذا الملف يحظى بالدعم والمتابعة المباشرة من قبل كل من وزير التربية والتعليم ووزير العمل والشئون الاجتماعية.
وعلى هذا الاساس، فإن دعوى عدم اعتراف «كل مؤسسات الدولة بشهادة المعهد» والواردة في المقال المذكور هي دعوى غير قائمة على بينة.
وفيما يخص التحاق خريجي الثانوية العامة بمعهد البحرين للتدريب، رأى السيد الموسوي أن نسبة 89 في المئة من الخريجين وآبائهم يرفضون الالتحاق بالمعهد، مبينا السبب من وجهة نظره في قوله: «ليس لضعف التدريس أو المادة المقدمة، فهي للحق مادة محترمة، ولكن بسبب عدم الاعتراف الرسمي بشهادة المعهد ليقتصر الالتحاق على العوائل الفقيرة أو من يعيشون أوضاعا استثنائية أكثرها يتعلق بالاقتصاد»... ولسنا نرغب هنا أن نبحث مصدر الـ 89 في المئة التي أشار لها كاتب المقال ذلك أنه لم يبشر إلى المصدر الذي استقاها منه، وعليه فإننا لا نرغب في الدخول في مجادلات غير مبنية على أساس المعلومة العلمية الموثقة، إلا أننا نتساءل: ماذا يعني أن يتقدم 4102 خريجا للالتحاق بالمعهد؟ وماذا يعني تسلم المعهد 323 رسالة تظلم بسبب عدم الحصول على القبول؟! علما بأن هذه الارقام تخص الدفعة الأولى فقط... فهل حقا تبدو الصورة كما حاول أن يصورها كاتب المقال بأنها عدم رغبة أو عزوف من الخريجين عن الالتحاق بالمعهد؟!
أما فيما يتعلق بنشر أسماء المقبولين في المعهد في الصحافة المحلية، فإننا إذ نثمن للسيد الموسوي ولحويحي حرصهما على تحقيق مبادئ الشفافية، نود أن نلفت عنايتهما والآخرين الى أن ادارة معهد البحرين للتدريب قامت بتسليم قوائم المقبولين في المعهد للصحافة المحلية العربية والأجنبية على اقراص مدمجة (CD) تحتوي على البيانات التالية: (رقم المتدرب واسمه، رمز البرنامج، اسم البرنامج، التخصص، ونظام التدريب - صباحي/ مسائي)... إلا ان الصحافة المحلية لم تنشر تلك التفاصيل لأسبابها الخاصة التي لا علاقة لوزارة العمل بها ولا تتحمل وزرها.
وقبل الختام، نتوجه بدعوة صادقة للجميع للتحقق مما قد يقال هنا أو هناك من معلومات غير دقيقة حول الوزارة مؤكدين استعداد الوزارة للتعاون التام والتعاطي مع جميع الاستفسارات بمنتهى الصدق والشفافية، حرصا من الوزارة على تقديم الصورة الحقيقية والواقعية للرأي العام من جهة، ولتفادي خلق حالات من الاحباط التي قد يتعرض لها المعنيون من متدربين أو أولياء أمور أو غيرهم من جهة أخرى... فالصورة الكاملة لا يمكن أن ترى من زاوية واحدة.
العدد 391 - الأربعاء 01 أكتوبر 2003م الموافق 05 شعبان 1424هـ