كشف كتاب «الترانسفير الثالث» للباحث والصحافي الاردني جهاد الرنتيسي عن تخوف الحكومة الاردنية من احتمالات الترانسفير عشية حرب العراق وبعدها، وانتهاء بالدور العربي في تطبيع فكرة ترحيل الفلسطينيين، مرورا بالحيز الذي تحتله فكرة اقتلاع الفلسطينيين في تفكير حكومة شارون، والمراحل التي مرت بها مخططات توطين الفلسطينيين في العراق تنطوي على قدر هائل من الحساسية.
والحديث عن احتمالات «الترانسفير» الترحيل في الاردن على المستوى الشعبي والحكومي باعتبارها قائمة لا يلغيها دفن الرؤوس في الرمال، ومساهمة النظام الرسمي العربي في تحويل قضية اللاجئين الى مشكلة سكان فائضين عن الحاجة.
ويحرص المؤلف على المرور بمحطات اللجوء والنزوح والهجرات المتلاحقة التي أملتها النزاعات والخلافات العربية على الفلسطينيين بسلاسة ليضع بصمة المعاناة على ضمير القارئ بشيء من الهدوء.
وبهذا المرور قدم المؤلف المعروف بمواقفه الداعية إلى الحريات العامة والديمقراطية ونبذ العنصرية سفرا من معاناة الشعب الفلسطيني في نهايات القرن العشرين وبدايات القرن الواحد والعشرين ليدق الخزان الذي ناشد الشهيد غسان كنفاني الفلسطينيين على دقه في روايته الرائعة «رجال في الشمس».
ويشير الكتاب الى أن فشل قمة كامب ديفيد الثانية في التوصل الى تسوية سياسية للقضية الفلسطينية واعادة احتلال مدن وقرى الضفة الغربية وقطاع غزة رجح احتمالات الترانسفير التي لم تغب لحظة واحدة عن التفكير السياسي الاسرائيلي وان مرت عليها فترات انحسار.
ويرى ان غياب الحلول التي تضمن عودة اللاجئين والنازحين، وتصاعد دعوات ترحيل الفلسطينيين عن الضفة والقطاع أديا الى اتساع دائرة قلقهم من «الترانسفير الثالث» لتشمل موطنهم الاصلي ومناطق شتاتهم.
العدد 391 - الأربعاء 01 أكتوبر 2003م الموافق 05 شعبان 1424هـ