العدد 391 - الأربعاء 01 أكتوبر 2003م الموافق 05 شعبان 1424هـ

توسيع الدائرة

وليد نويهض walid.noueihed [at] alwasatnews.com

كاتب ومفكر عربي لبناني

هل تخطط «البنتاغون» لتوسيع دائرة المواجهة في «الشرق الأوسط» لتبرير سياسة الفشل الامني وتثبيت استراتيجية الهروب الى الامام باسم الضربة الاستباقية؟

رئيس الحكومة الاسرائيلي ارييل شارون لم يستبعد احتمال قيام حرب متهما سورية و(مصر) بانهما تنويان القيام بهجوم على «اسرائيل».

كتلة الشر في «البنتاغون» تريد الاستمرار في تنفيذ استراتيجية «الحروب الدائمة» حتى لا تفقد زخمها بمرور الوقت وتتآكل الذرائع التي تستخدمها لمواصلة الهجوم.

فكتلة الشر تعتبر ان الحرب على افغانستان وثم العراق لا معنى لها اذا لم تستكمل، ونجاحها يرتبط بمدى ديمومة حضورها الدائم من خلال افتعال الفتن التي تبرر القيام بهجوم جديد يستتبع بآخر... وهكذا دواليك.

الاتهامات غير المباشرة لسورية وايران بتعقيد مهمات القوات الاميركية في العراق وارسال اشارات لكل من دمشق وطهران بانهما تقفان وراء تسهيل تسلل بعض العناصر المسلحة لشن هجمات ضد الاحتلال... كلها دلائل على وجود نوايا سيئة قد تتذرع بها ادارة البيت الابيض عشية انتخابات الرئاسة.

نظرية «الحرب الناقصة» او «الحرب التي لم تكتمل» هي اساسا فكرة مسروقة من عناوين كتب نشرها ليون تروتسكي في ثلاثينات القرن الماضي. واحفاد تروتسكي كما يبدو استخلصوا مجموعة آراء شريرة مأخوذة من التروتسكية وهي تلك التي تتحدث عن «الثورة الناقصة» او «الثورة التي لم تكتمل».

«كتلة الشر» ترى ان من اسس نجاح الحرب هي استكمال شروطها. وحتى تنجح الحرب على افغانستان والعراق لابد لها من استكمال شروطها وهي تلك المرهونة بمدى نجاحها في التأثير او احداث ميزان الرعب في الدول المحيطة (المجاورة) تحقيقا لاستقرار تريده «اسرائيل» لضمان أمنها القائم على الاحتلال ورفض السلام مع الجيران.

ويرى وزير الدفاع دونالد رامسفيلد ان استغلال «الثغرة» التي ظهرت في العلاقة بين ايران ووكالة الطاقة الذرية وميل اوروبا، والى حد ما روسيا، إلى تأييد الوكالة في طلباتها وشروطها.

رامسفيلد لا يكترث بالموقف الايراني وحق طهران في انتاج الطاقة السلمية، كذلك لا يهمه اذا وقعت «اسرائيل» المعاهدة او لم توقع. فالشرط الايراني العادل الذي يطالب المساواة بالمثل ويطالب «اسرائيل» ان توقع شرطا لقبولها التوقيع على البروتوكول الاضافي، لا يعني الشيىء الكثير للقوى النافذة في العالم. رامسفيلد يعتبر (كما ترى وكالة الطاقة) «اسرائيل» خارج المعادلة ولا يكترث كثيرا بتطبيق شروط الوكالة عليها.

انتباه رامسفيلد يتركز على توسيع دائرة الخلاف بين وكالة الطاقة وايران واستغلالها إلى حدها الاقصى لانه يستطيع منها النفاذ إلى اكثر من موضوع، مثل العراق ودور ايران في صوغ مستقبله، وفلسطين وموقف طهران من التسوية وتداعياتها سواء في الداخل الفلسطيني أو على الحدود السورية - اللبنانية.

وسياسة زيادة القوات واعادة توزيعها على طول الحدود العراقية لحماية البلاد مما تدعيه قوات الاحتلال من محاولات التسلل من حدود الدول المجاورة، يكشف عن نزعة سياسية تريد توسيع دائرة الحرب من العراق الى خارجه.

إقرأ أيضا لـ "وليد نويهض"

العدد 391 - الأربعاء 01 أكتوبر 2003م الموافق 05 شعبان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً