في 4 أبريل / نيسان 4002 تستضيف البحرين أهم سباق سيارات عالمي (فورمولا -1) ومن ثم سنويا لمدة خمس سنوات. بالاضافة إلى ذلك ستتمكن البحرين (في الشهور الاخرى) من استضافة سباقات اخرى أقل مرتبة من الفورمولا -1.
وبذلك فإن البحرين ستدشن مرحلة مهمة من السياحة الرياضية التي تستقطب اكثر من خمسين الف شخص من خارج البحرين لتمتلئ جميع الفنادق وسيارات الاجرة والمطاعم والخدمات الاخرى التي سيزداد الطلب عليها.
حركة الطيران ستزداد من والى البحرين خلال فترة السباق ما يعني الحاجة إلى فتح المطار العسكري في جنوب البلاد او افتتاح مدرج لهبوط الطائرات في منطقة قريبة من حلبة السباق الدولي. والامل أن انظار المستثمرين ستتجه إلى المنطقة الجنوبية وتخف عن المنامة والمحرق وشمال البحرين، وتتوسع نشاطات القطاع الخاص في مجالات جديدة لم يعرفها من قبل.
سباق السيارات نشأ مع بدء صناعة السيارات في مطلع القرن الماضي، ومصانع السيارات تسابقت لتقديم افضل تصميم للشكل العام وافضل ماكنة. ومع وجود السائق المحترف فإن السيارة وماكنتها والسائق يحققون النصر الذي يعود بالفخر للصناعة ولهواة الرياضة.
عالم مختلف يتابع هذه الرياضة، ولكنه عالم متمكن يحرك معه العجلة الاقتصادية للبلاد التي يحل فيها السباق. والبحرين ستصبح معروفة لجميع من يتابع هذه الرياضة العالمية وهم ليسوا قلائل، وسيرتبط اسم حلبة البحرين بفوز هذا البطل أو ذاك.
والحقيقة هي أن فترة السباق ليست هي الوحيدة التي ستحرك الاقتصاد، فالمهندسون والفنيون وعمال الصيانة وورشهم والتنفيذيون ومديرو العلاقات العامة يواصلون اعمالهم شهورا طويلة قبل بدء السباق، وهؤلاء جميعهم يدفعون بمزيد من الانشطة الاقتصادية - الخدمية المرتبطة بما يقومون به وما يحتاجونه خلال وجودهم في البحرين.
البحرين بحاجة إلى ستقطاب انشطة دولية وبحاجة إلى قطاعات ناجحة تستقطب الاستثمارات، وحلبة السباق الدولي واحدة من الفرص الذهبية التي لا تتوافر بسهولة، وهذا من المفترض ان يدفعنا إلى التفكير بشأن تسويق البحرين للعالم.
وهذا أما شار اليه ولي العهد في منتصف الشهر الماضي عندما ذكر - بما معناه - أن البحرينيين يمكنهم ارسال رسالة الى العالم بان الاخبار التي تتصدر صحفهم وإعلامهم عن الشرق الاوسط ليست بالضرورة عن الحروب والارهاب، وان الاخبار ليست كلها سيئة في الشرق الاوسط، واننا لسنا من اصحاب الاهداف الماكرة وانما من مجتمعات عريقة لها تاريخها ولديها ما تقدمه للعالم من اخبار سارة ونشاطات تجمع الناس من كل مكان.
إن المسئولين عليهم العمل كفريق واحد لإبراز وجه البحرين الافضل لمن سيزورنا لكي تتكرر زياراتهم مرات اخرى. ويلزمنا ان ندشن المفاهيم الجديدة في ادارة الاعمال، والابتعاد عن البيروقراطية التي تخنق وتضيق من دون فائدة لأحد.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 391 - الأربعاء 01 أكتوبر 2003م الموافق 05 شعبان 1424هـ