العدد 391 - الأربعاء 01 أكتوبر 2003م الموافق 05 شعبان 1424هـ

إدوارد سعيد يواجه مستقبله وماضيه واتهامات منتقديه

تقديم المعلومات الصحيحة إلى الجمهور

آجرى الحوار - هارفي بلوم 

تحديث: 12 مايو 2017

ولد إدوارد سعيد في القدس العام 5391 لعائلة فلسطينية مسيحية ثرية وتلقى تعليمه في برنستون وعمل استاذا للأدب في جامعة كولومبيا. كتب سعيد سلسلة رائعة من الاعمال. ونظرا لأنه عاش في خضم الكثير من الثقافات فقد حاول جاهدا الانضمام الى مجالات شتى من المعرفة بما في ذلك الموسيقى والأدب والأمور العامة والخاصة والدول المتقدمة ودول العالم الثالث وخصوصا اليهود والعرب.

لقد كان كتاباه «الاستشراق» (9791) و«الثقافة والامبريالية» بمثابة دراسات مهمة عن مدى التداخل بين الابداع الفني والأهواء الثقافية.

ويعرف سعيد الناطق باسم الحقوق الفلسطينية وعضو المجلس الوطني الفلسطيني بابرز مفكر عربي مع انه عاش في الغرب معظم حياته. وباعتباره منتقدا شديدا لاحتلال «إسرائيل» للضفة الغربية وقطاع غزة حاول سعيد تعريف الفلسطينيين عن حقائق التجارب الاسرائيلية التي كان من الملائم بالنسبة الى القوميين العرب انكارها.

وبايجاز فانه من المحتمل ان يتحدث الى العرب عن المحرقة ويتحدث الى اليهود عن الاستيلاء على ممتلكات الفلسطينيين.

واذا كانت كتابته بهذا الشكل فان الشخص المثقف يجب ألا يكون هدف ارضاء المستمعين. ان القصد هو احداث نوع من الارباك والتباين وعدم الشعور بالراحة. وهناك الكثير الذين يؤيدون القضية الفلسطينية يتفقون انه قد نجح في اسلوبه هذا بشكل كبير. ان موقفه من اتفاقات أوسلو يعد مسألة وثيقة الصلة بالموضوع إذ عارض هذه الاتفاقات ومع ان الكثير من مؤيدي حركة السلام رأوا في هذه الاتفاقات نقطة تحول في العلاقات الفلسطينية اليهودية الا ان سعيد برز منتقدا وكانت حججه تستحق ان يؤخذ بها.

ومنذ العام 1991 كان سعيد يصارع اللوكيميا. وكما تبين مذكراته بعنوان «خارج المكان» لم يفتر عزمه عن الاستمرار في الكتابة الأدبية أو المناقشات السياسية.

ويحاول مقال نشر بعنوان «تعليق» اضعاف صدقية سعيد كناطق باسم القضية الفلسطينية قائلا انه يبالغ باستمرار في انتمائه هو وعائلته لفلسطين.

وتأتي هذه الاتهامات ضمن موضوعات أخرى تم طرحها في حوار أجراه هارفي بلوم مع إدوارد سعيد لحساب «أتلنتك أبناوند».

كيف حالك الآن؟

- تلقيت علاجا كيماويا وعلاجا بالاشعة غير مفيد لمدة أربع سنوات ونصف لأن الكوكيميا التي أعاني منها من النوع الذي لا يستجيب للعلاج. لقد وجد طبيبي العظيم علاجا اعطاني راحة وخفف عني الآلام. هذه هي الاخبار السارة. أما الاخبار غير السارة فان هذه العلاج لا يشفي. لقد رجع المرض وبدأ يسري ثانية بشكل خبيث.

لقد كان المرض دافعا لك لكتابة مذكراتك، أليس كذلك؟

- نعم انه المرض ووفاة والدتي، لقد توفيت والدتي في يوليو/ تموز العام 0991 وتم تشخيصي باللوكيميا العام 1991. كانت الصلة بيني وبين والدتي حميمة. وفي العامين الأخيرين من حياتها كانت تعرف وكنت اعرف أنها ستموت. وبينما كنت اشاهدها وهي تذبل أثر في نفسي بدء اختفاء شيء مهم في حياتي. كانت هي العضو الوحيد في عائلتي التي لها ارتباط بكل العالم الذي ترعرعت فيه. لذلك فقد قررت حينئذ احياء هذه الذكرى وعمل مرضي على الاسراع في ذلك.

لقد اشرت عدة مرات في مذكراتك انك قد اصبحت مهتما بالاساليب الحديثة للكتاب والملحنين؟

- بدأ ذلك ايضا بعد تشخيص المرض. عندما مرضت تغير اهتمامي لآخر مرحلة في حياتي، وقد عثرت بالمصادفة على جزء رائع (5 الى 6 صفحات) للناقد الثقافي الالماني ثيودور دبليو ادورنو على الاسلوب الحديث لبتهوفن. وقد أثار اهتمامي تأكيد ادورنو ان اسلوب بتهوفن الأخير كان اسلوبا اكثر صعوبة. ان سوناته البيانو الحديثة والرباعيات الحديثة تعد انتقالا جذريا من الاسلوب الرنان الناجح في فترته الثانية. وكلها في الواقع تتعلق بمواجهة النهاية بنوع من العناد والتصلب الفني.

هل لنا ان نتحدث عن شيء آخر غير رباعيات بتهوفن وندخل في صميم النقاش الحالي؟ لقد كتب جستس ريد فاينر مقاله في «التعليق» ذكر فيها بشكل رئيسي انك ليس فلسطينيا صادقا وانك لم تترعرع في الحقيقة في القدس وانك من القاهرة وانك شخص كاذب ولست لاجئا وليس لديك الحق في التحدث باسم الفلسطينيين؟

- طبعا قرأت مقالة فاينر وأصبت بالذهول من الاكاذيب والافتراءات الكبيرة التي يمكن ان اسميها تأويلات خبيثة. انه لا يفهم العلاقة الصحيحة لعائلتي كما انه لا يريد ان يفهم ان والدي كان يمتلك 15 في المئة من كل ممتلكات عائلتي في فلسطين بما في ذلك منزلنا وجميع ممتلكات العائلة.

لقد ذهب ابن عمي (08 عاما) الى فلسطين العام 6991 لأول مرة منذ العام 8491 وتقدم بطلب رسمي مطالبا باسترجاع العقارات التي فقدناها. وتحدث وكتب اليّ الكثير من الناس بما في ذلك زملائي في المدرسة من مصر وفلسطين عما قاله فاينر.

لقد عبر أحد هؤلاء الزملاء وهو يهودي مصري عن سخطه بخصوص تشويه الحقائق التي وردت في مقال فاينر.

أما الشيء الآخر المنافي للعقل فهو ان فاينر لم يتحدث معي قط. لقد عمل مدة ثلاث سنوات ويزعم انه قد اتصل بسكرتيرتي التي تقسم بانه يكذب. انه لم يتصل بي مباشرة قط مع ان ذلك كان ممكنا عن طريق كتابة رسالة بكل بساطة.

لا يدهشني قيام «التعليق» بنشر ما هو اكثر بقليل من اغتيال شخصية. ان آرائها بالنسبة الى الشرق الاوسط متطرفة للغاية.

- ان الهدف من هذا المقال احداث نتائج ضارة، لقد حاول هؤلاء الصهاينة اليمينيين النيل مني طيلة ثلاثين عاما. انهم يحاولون دفعي بالبينة ولكنهم فشلوا في ذلك. لذلك فان الشيء الوحيد الذي يستطيعون عمله هو استئجار شخص مثل مايكل يليكن ليختلق شيئا عني مدعيا اني كنت عضوا في الحزب النازي أو قاتل أو مروج مخدرات أو أي شيء آخر.

يبقى السؤال مع ذلك موجها الى الفلسطينيين أنفسهم، ان الأمر متروك للفلسطينيين اذا ما كانوا سيتسامحون في قيام نخبة طاغية بإدارة أمورهم.

- نعم، لكن لا تنسى ان أكثر من 05 في المئة من الشعب الفلسطيني من اللاجئين، ان عرفات لم يعد يمثل الشعب الفلسطيني بعد الآن - انه يمثل - كما يقول - الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، ولكني اتفق معك ان الامر متروك للفلسطينيين للقبول بحكم نخبة طاغية. ولكن عندما يقوم الفلسطينيون بتوجيه الانتقادات يتم زجهم في السجون من قبل عرفات الذي يأمر كذلك باغلاق الصحف وحظر الكتب.

قام آل جور بالسفر الى أريحا في مارس/ آذار العام 6991 وأوصى عرفات بانشاء محاكم لأمن الدولة كل ذلك باسم عملية السلام. لقد أيد آل جور قيام حكومة فاسدة مستبدة تلقى دعم المجتمع الدولي لأن هذه هي عملية السلام.

أود ان أقول لو كانت هناك نية حسنة، وشعور حقيقي بالمصالحة لماذا لم يكن هناك اعتراف منذ البداية بثلاثين عاما من الحرمان والانتهاكات التي حدثت اثناء احتلال «إسرائيل» للضفة الغربية وقطاع غزة؟

ان من اكثر الاشياء المثيرة في اتفاقات أوسلو ان كلا الطرفين قد اتفقا على القاعدة الاولى وهي عدم تبادل الاتهامات. لا نريد ان نتحدث عن تفجير الباصات بالقنابل ويجب ألا تتحدثوا عن معسكرات اللاجئين، تلك هي الطريقة التي يجب ان نبدأ بها المفاوضات، علينا ان ننسى الحوادث المريرة.

- لقد تم تدمير مجتمعنا العام 8491 يبدو انك لا تدرك هذا الامر.

يبدو ان ما تقوله لن يقودنا الى حل سياسي ممكن.

- ان هذا خطأ، انني لا أقول انه يجب اعادة كل شيء، انك لا تصغي جيدا لما أقول، لقد قلت ان هناك حاجة للاعتراف بالماضي حتى نستطيع ان نتحرك الى الامام.

بالنسبة إلي فان اللغة المنمقة التي خرجت من أوسلو تمثلت في الكلمات التي يصعب فهمهما والتي لا يمكن الرجوع عنها بالنسبة الى حقوق الشعب الفلسطيني. لقد دمرت هذه الكلمات اجيالا ما يبرر الاكاذيب عن طبيعة الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية.

- يؤسفني ان أقول انك لم تسمع ما قاله رابين في البيت الابيض، انه لم يذكر اي شيء عما حدث للشعب الفلسطيني.

لقد اعترف رابين بوجود شعب... انني لا أقول انك لابد ان تكون شاكرا لذلك. انني أقول كيهودي انني اعتقد ان الوقت قد حان الآن للتعامل مع الواقع. انها مجرد بداية ومازلت أرى ان هذه الاتفاق لا يشكل حلا مثاليا، ولكنه يعتبر بداية عوضا عن أية بدايات أخرى أراها أمامي.

- انك الآن تجادلني بدلا من اجراء مقابلة معي.

هل ذلك جيد؟

- ما هو اختياري!

حسنا توجد الكثير من الخيارات.

- انني لا اعتقد انك تصغي لما أقول.

هل من الممكن ان نختلف؟

- كلا، ان هذا ليس حلا، اذا كنت تعني ما تقول - اي اذا كنت تؤمن بوجود دولتين - فان ذلك يعني وجود شعبين لا توجد بينهما اية مساواة، اي ان هناك تفرقة عنصرية. ان ذلك يبدو كما لو كنت تقول لشخص ابيض من جنوب افريقيا: حسنا، اعط السود ما يريدون، ودعنا ننسى الماضي، ان هذا هراء فلا يمكنك عمل ذلك. ان عبقرية سكان جنوب افريقيا تتمثل في قولهم بان «لكل شخص صوت واحد ودعنا نشكل لجنة للمصالحة والصدق».

ان هذا ليس حلا يتضمن اقامة دولتين.

- نعم انه ليس حلا ينادي باقامة دولتين، انني لا أومن شخصيا بحل يتضمن اقامة دولتين، انني أومن بحل يتضمن دولة واحدة.

حسنا لقد تغيرت.

- طبعا لقد تغيرت وتغير الواقع. لا بد من النظر الى حقيقة وجود حوالي مليون فلسطيني يحملون الجنسية الاسرائيلية، ويشكلون 02 في المئة من سكان «إسرائيل» ان هؤلاء لا يبدون اهتماما بالانتقال الى دولة فلسطينية لانهم يعيشون في أماكن مثل الناصرة وحيفا وينتمون الى ذلك المكان، لماذا يجب نقلهم الى الضفة الغربية؟

يوجد الآن الكثير من اليهود والعرب يعيشون على كل بوصة من هذا البلد الصغير الذي يسمى فلسطين. انهم يعيشون بشكل متداخل جنبا الى جنب، ولكن من دون امل. وكيف يمكن لنا ان نتحدث عن أية أمور أخرى من دون التحدث عن المستوطنات التي تبتلع الارض.

لقد اتخذ باراك قرارا بتجميد الاستيطان؟

- حسنا، ولكن يوجد الكثير من هذه المستوطنات أرجو ان تصغي لما أقول، انني أقول «دع جميع المستوطنين في مكانهم»، ولكن أولا وقبل كل شيء اعط الفلسطينيين الذين هم مواطنون اسرائيليون حقوق المواطنة واجعل من «إسرائيل» دولة لمواطنيها وليس للسكان اليهود فقط.

انني أشعر بالتعاطف معك في الحقيقة عندما تبين عيوب ومصاعب الحل الذي يتضمن قيام دولتين، ولكن باستثناء القلة من المثقفين امثالك وأمثال تشومسكي الذين يجادلون مؤيدين ما يسمى بدولة ثنائية القومية، فان هذه الفكرة لا تلقى دعما سياسيا كبيرا.

- اعتقد انك على خطأ بالنسبة الى هذا الامر، ان من احد اسباب الهجوم الذي ورد في «تعليق» هو تزايد اعداد اليهود الذين يصغون لما أقول. لقد تلقيت دعوة من قبل جمعية الانثروبولوجيا الاسرائيلية في مارس الماضي لالقاء خطاب مهم. وقد حضر الخطاب ما بين 005 الى 006 من الاكاديميين الاسرائيليين وفي خطابي بعنوان «نتائج العام 8491» تحدثت عن الحل المتضمن اقامة دولة واحدة في سياق تاريخ النزاع، ان كل ما تسعى اليه العقلية الصهيونية هو التخلص من الفلسطينيين كما ان القومية الفلسطينية كانت مبنية على طرد جميع الاسرائيليين خارج فلسطين.

لقد اصبح هناك ترابط بين الشعبين على هذه الارض وهي حقيقة لابد من الاعتراف بها.

ولابد ان اخبرك شيئا آخر لا أخشى من الاعتراف به: ان الكثير من الفلسطينيين يختلفون معي. انهم يقولون: لابد من الحصول على دولتنا الخاصة حتى ولو كانت مساحتها عشرة كيلومترات مربعة ولابد ان يكون لنا علمنا الخاص. انني لا أوافقكم على ذلك.

ان هذا يقودنا الى نقاط مهمة في عملك، ففي «صور المثقف» على سبيل المثال ترفض ان يسكت صوتك المصالح القومية أو القبيلة، انك تقول: «يجب ألا يسبق التضامن النقد» انني اعرف انه عندما تتحدث الى الطلاب العرب تقول: اذا اردتم ان تفهموا اليهود فمن الافضل ان تتعودوا على حقيقة انه كان هناك محرقة قتل فيها اعداد كبيرة من اليهود».

انني اشعر بأنك تقوم بعمل جيد ان تخبرهم ذلك مع انني أشعر بالأسى قليلا ان هؤلاء الطلاب العرب لا يعرفون عن المحرقة.

- انها مشكلة كبيرة، لقد مكثت منذ مدة ثلاثة أسابيع في فايمر مع دانيال بارنبويم وهو صديق حميم ومجموعة من الموسيقيين الشباب من بعض الدول العربية و«إسرائيل» واذ ان فايمر تبعد حوالي خمسة كيلومترات عن بوكنفالد فقد اخذنا الجميع في رحلة الى بوكنفالد بعد الظهيرة كانت رحلة جميلة لانها كانت تعني شيئا، بالنسبة إلى اليهود وشيئا آخر مختلفا تماما بالنسبة إلى العرب، كان دوري هناك ترأس المناقشات التي كنا نجريها كل ليلتين، وفي الليلة التي سبقت ذهابنا الى بوكنفالد تحدثت قائلا: حسنا اذا ذهبتهم الى هذا المكان وشاهدتموه كجزء من التجربة الاسرائيلية فإن هذا شيء خاطئ لانه جزء من التجربة البشرية التي علينا ان نفهمها كبشر، وبعبارة أخرى اضفوا عليه الصبغة العالمية وافهموه كرعب يصيب البشرية جمعاء.

لقد كانت لحظة مهمة بالنسبة إلي وإلى الشباب العرب الذين اعتقد انهم اعجبوا بتعليقي.

غالبا ما تشير في مذكراتك الى الذات الباطنية التي تنضج وتتحد من خلال خبرتك في مجال الموسيقى والأدب.

- لقد تعرضت ذاتي الباطنية للهجوم بشكل دائم من قبل السلطة الحاكمة ومن قبل الطريقة التي اراد والداي ان يربياني عليها والمدارس التي تعلمت فيها. لذلك كنت أشعر دائما بوجود محاولات جادة من قبلي لمعارضة النزعة التسلطية. اعتقد ان ذلك كان أهم شيء في حياتي.

ولا استطيع القول اذا ما حققت النفس الباطنية فوزا في نهاية المطاف. فعندما تصبح شخصية معروفة لاتزال تعتقد بان تلك ليست شخصيتك بل هناك امور أخرى في شخصيتك اكثر من الامور الظاهرة.

لقد بقيت على صلة بالسياسة العملية طيلة حياتك، أليس من الصعب على شيء دقيق مثل الذات الباطنية المرتبطة بالادب والموسيقى ان تبقى على حالها عندما يتم ترجمتها الى لغة السياسة؟

- طبعا، ان مذكراتي كانت الاجابة على محاولتي الاحتفاظ بسلامة ذاتي الباطنية وذلك بالابقاء على جميع التناقضات مفتوحة. اعتقد ان هذه المذكرات من النوع غير التقليدي، اذ سمحت لنفسي بان اقضي وقتا تناولت فيه فترات حياتي عندما كنت بعيدا عن السياسة مؤجلا الموضوعات السياسية في كتاباتي الاخرى.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً