العدد 390 - الثلثاء 30 سبتمبر 2003م الموافق 04 شعبان 1424هـ

واجهة الدولة (1)

علي صالح comments [at] alwasatnews.com

إن المواطن المخلص هو ذلك الذي يعتبر أي خدش لسمعة بلده أمام الآخرين خدشا لكرامته وعزته، ولهذا يجب عليه أن يعمل على جميع المستويات وبكل إمكاناته لإبقاء شأن هذا الوطن عاليا، فهو حتى حين يدخل في مراحل تاريخية معينة في مواجهة ساخنة مع قيادته أو حكومته فإنه في هذه اللحظات يكون في قمة الدفاع عن وطنه وعن جعل هذا الوطن واجهة مشرّفة خالية من المشكلات... خالية من البطالة... خالية من الفقر... خالية من الفساد... خالية من كل ما يسيء لهذا الوطن أمام العالم، فهو يناضل في مثل هذه المراحل من أجل أن يجعل هذا الوطن جميلا نموذجيا ومثالا يحتذى به سواء إقليميا أو دوليا. وباختصار شديد في أية حال كان وفي أية مرحلة كان وفي أية ظروف كان فإن دوره هو أن يحافظ على هذا الوطن فلا خلط على الإطلاق بين النظام أيا كان هذا النظام وبين الوطن وبين أخطاء القيادات وظلم القيادات وفساد القيادات وبين الوطن نفسه.

ولهذا فإنه من وجهة نظري ونظر كثير من المثقفين انه في حال الغضب الشعبي والاحتجاجات وحتى احتدام الخلاف يجب ألا تطول يد المواطن العاقل الواعي العبث بالأشياء والقيام بالتكسير والتخريب.

وحين أقول إن المواطن السويّ والواعي يجب أن يحافظ على واجهة وطنه فهو في كل خطوة يخطوها سواء كان في الداخل أو الخارج، سواء كان في مهمة رسمية أو في سفر استجمام للسياحة عليه أن يكون ذلك المواطن النموذجي الذي إذا التقاه الآخرون في البلدان التي يزورها يقولون (نعم المواطن... المواطن البحريني) إن هؤلاء الناس يقيسون أخلاقيات مواطن أية دولة بمقاييس عامة، فيرون سلوك هذا الإنسان هو سلوك كل مواطني هذا البلد فيمدحون أو يذمون بلده بحسب سلوكه هو.

ومن هنا فإن الذين يسافرون في وفود رسمية عليهم أن يكونوا قدوة حقيقيين وأن يكونوا حريصين على إظهار وطنهم بالوجه الحضاري.

وقد هالني أن أسمع من بعض الأصدقاء أن هناك عناصر تمثل مملكة البحرين بل بعض من رؤساء الوفود إما لا يحضرون تلك الاجتماعات لأنهم ينشغلون بالاهتمام بأمور خاصة لأنهم من دون رقباء ولا يحاسبهم أحد بعد عودتهم أو يأتون إلى هذه الاجتماعات (والسكر) باد عليهم، فيجلسون إما صامتين كالأصنام فلا يعرفون ما يدور حولهم أو انهم يقولون كلاما غير منطقي وفي الحالين هم واجهة سيئة لمملكتنا البحرين.

إن على الوزارة التي تبعث بهذا الوفد أن تتقصى الحقائق وتعرف ما يجري لأن هؤلاء لا يمثلون أنفسهم فحسب، بل يمثلون وطنا بكامله، فإما أن يكونوا صورة مشرفة للبلد أو أن يتم إرسال غيرهم بدلا عنهم.

العدد 390 - الثلثاء 30 سبتمبر 2003م الموافق 04 شعبان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً