أكد عضوا مجلس النواب عبدالنبي سلمان وعبدالله العالي ضرورة تبني الحكومات العربية للدعم السياسي للفلسطينيين فضلا عن أشكال الدعم الأخرى بشكل جاد وعملي لتجنب تأزم الأوضاع في الأراضي الفلسطينية ولتحمل الواجب الإسلامي والقومي في هذه القضية.
وقال العالي في حديثه ان «القضية الفلسطينية اصبحت من أمهات القضايا العربية والإسلامية التي لا يمكن تجاهلها، ما يعني ضرورة استمرارية العمل الجهادي بكل أشكاله وانواعه من أجل أسترداد كامل التراب الفلسطيني ولن يتم ذلك إلا بتظافر الجهود المخلصة عبر خطوات مهمة منها ضرورة العمل على دعم الحركات الجهادية في فلسطين عبر تبني الدول العربية والإسلامية اقتراحا بضرورة رفع اسم هذه الحركات من قائمة الإرهاب الأميركية على أساس مشروعية جهادها في تحرير أرضها، ما يعني القبول بمشروعية الجهاد على أساس طرد المحتل الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية، ويمكن القيام بذلك عن طريق العمل الدبلماسي الجاد».
ومن المهم أيضا - حسب العالي - عدم اقتصار أمر التبرعات المادية على الرغبات والمجهود الفردي بل أصدار قوانين تلتزم بموجبها الأمة الإسلامية بالعمل على دعم العمل الجهادي بالتبرعات المادية باستقطاع مبالغ من كل موظف وتاجر دعما للعمل الجهادي على غرار الطوابع البريدية (المجهود الحربي) التي اعتمد من قبل الدول العربية.
كما طالب العالي برفض الخطط الرامية لإرساء السلام مع الكيان الصهيوني كخريطة الطريق وغيرها بل ورفض كل أشكال التطبيع المبني على اساس الاعتراف بالعدو الإسرائيلي. وبين العالي أهمية نشر ثقافة المقاومة والممانعة للتسويات المذلة مع العدو الإسرائيلي في وسائل الإعلام العربية والإسلامية من خلال توفير برامج أسبوعية تستعرض فيها أهمية الثبات على المواقف الوطنية للقضية الفلسطينية، وتعرية كل مشروع يخون هذه القضية المقدسة، وإدخال الخيار المسلح للشعب الفلسطيني كخيار استراتيجي لا يمكن المساومة عليه ضمن المناهج التربوية في السلك التعليمي حتى ترجع كل حقوقنا المغتصبة في فلسطيننا الحبيبة.
من جانبه قال سلمان «ان دخول الانتفاضة الفلسطينية المباركة عامها الرابع على التوالي وسط حال من الارباك السياسي بالنسبة إلى الداخل الفلسطيني وبالنسبة كذلك إلى الوضع العربي برمته خصوصا مع احتلال العراق. على ان الواضح في الامر ان الوضع السياسي العربي الرسمي أصبح أكثر بعدا عن الاهتمام بالشأن الفلسطيني ربما بسبب الانعكاسات الخطيرة التي تمر بها عملية السلام، والوضع السياسي العام في المنطقة جراء المعطيات الدولية التي تلت حوادث الحادي عشر من سبتمبر/ ايلول، وما مثلته من هجمة شرسة يقودها الجناح اليميني المتطرف بالادارة الاميركية بقيادة وزير الدفاع رامسفيلد ونائبه ولفوفوفيتز ومستشارة الامن القومي كونداليزا رايس والذي اعطي ولايزال يعطي الكثير من المبررات للسياسة العدوانية الاسرائيلية بقيادة المجرم شارون لتكشف هجماته الشرسة ضد الشعب الفلسطيني الذي بات هدفا مباشرا لهجمة امبريالية صهيونية منظمة وسط غياب عربي فاضح عن تقديم الحد الادنى من الدعم السياسي على الاقل. من هنا فان الانتفاضة المباركة وهي تدخل عامها الرابع يجب ان تصاغ أولوياتها الوطنية بناء على المعطيات الحقيقية الموجودة على الارض والتي يجب ان تستمد زخمها من حجم وصمود الشعب الفلسطيني بعيدا عن أية طموحات طوبواية لا تبدو مجدية حاليا في ظل التشرذم العربي والغياب العربي وانتفاء دور الجامعة العربية واختلال موازين القوى عربيا ودوليا لصالح قوى التطرف اليميني المدعومة من آلة الحرب وتجار السلاح والتي اصبح يديرها وبكل كفاءة اللوبي الصهيوني بعيدا عن أية تأثيرات محتملة للجانب العربي الذي فضل بعض أطرافه الارتماء علنا في احضان قوى الاستكبار والغطرسة الدولية حفاظا على مصالح الفئات الحاكمة في بعض بل معظم الاقطار العربية، اذ لم تعد هناك لغة مشتركة ولو في حدها الادنى بين تلك الحكومات وشعوبها في ظل غياب آليات ونظم عمل ديمقراطي حقيقية تؤطر المصالح العليا للشعوب العربية وتصهرها في بوتقة العمل المشترك».
وأضاف سلمان: ان دخول الانتضافة عامها الرابع تعني بالنسبة الى الشعب الفلسطيني وجميع الاحرار والمناضلين في العالم العربي ابقاء شعلة النضال متوهجة ووقادة في مقابل قوى الردة والخنوع التي اثنخت جسد امتنا العربية بالكثير من الجراح، وهي لاتزال بكل اسف تمسك بخناق هذه الامة وتقوده نحو المزيد من الكوارث. اعتقد جازما ان الانتفاضة الفلسطينية ستبقى تعني للشرفاء من ابناء الامة الشعلة التي ستبقى رمزا للامل والكرامة، وبعيدا عن كل ذلك فانني اجد ان مسئولية القوى الفاعلة في مجتمعاتنا العربية تبقى عظيمة ومطلوبة في رفد النضال الفلسطيني بصورة مستمرة بالكثير من عناصر الدعم والمساندة ولو في حدودها الدنيا على اعتبار ان المساس بشرف وكرامة الامة لم ولن يكون قبولا أو مجرد موقع مساومة، فها هي القدس تبقى عنوانا للنخوة العربية ورمزا للكرامة التي نرفض ان تهدد وبامكاننا باعتبارنا شعوبا وقوى سياسية فاعلة ان نعمل الكثير في سبيل مساندة ابناء شعبنا في فلسطين، ولابد من احياء أسلحتنا المتوافرة في أيدينا، والتي من بينها سلاح المقاطعة للبضائع والمنتجات الاسرائيلية وبضائع تلك الدول التي تدعم وبصلافة وجود الكيان الصهيوني فوق القدس الشريف وبقية الاراضي السلبية، ويجب ان تصان دماء الشهداء من أبناء شعبنا الفلسطيني من شباب وشيوخ واطفال ونساء ومشردين ونحيي روح الصمود الفلسطيني، وندعو شعبنا الصامد هناك الى مزيد من الحذر حيال الفتن التي تسعى «إسرائيل» الى اشعالها بين أبناء الشعب الواحد، ولابد من التفكير مليا وبعقل مفتوح في الانعكاسات الخطيرة التي تمر بها العملية النضالية مع الحذر الشديد من الوقوع في حبائل حروب أهلية أو جانبية أثبت الشعب الفلسطيني انه يفهم ابعادها ويصر على رفضها في خضم الصراع الدامي الذي تشهده الاراضي العربية الفلسطينية في مواجهة الهجمة الاجرامية على تاريخ وحضارة الشعب الفلسطيني والتي تعدٍ صارخ ومدروس على حضارة امتنا العربية والاسلامية، وبات من الضروري الحذر من الانجرار وراء السيناريوهات التي تر••مها الإدارة الاميركية اليمينية.
العدد 389 - الإثنين 29 سبتمبر 2003م الموافق 03 شعبان 1424هـ